لعله الحظر ولعلها جائحة كورونا جاءت لتذكرنا بالآلاف من نعم الله التي لم يكن المرء يلقي لها بالا باعتبارها من المُسلَّمات ولا يعرف المرء قيمة ما يملكه الا عند فقده وكثير ما نمر علي آيتي إحصاء النعم في القرآن الأولى وردت في سورة إبراهيم ( وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفّار)والثانية في النحل ( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم )
والنعمة حينما تأتي مفردة فإنها تتحدث عن جنس النعمة واسم الجنس حين يضاف لمعرفة فإنه يعم كما قال اهل الاصول فالإفراد أبلغ من الجمع وإن نعم الله في كل لحظة
نعم الله المنسية
ويكفي أن تعلم أن الله حبانا بأربعة وعشرين ألف نعمة في اليوم والليلة وهي من أبسط النعم فيما نظن ألا إنها نعمة النفس الذي نتنفسه بهذا العدد
وأظن اننا لا نحتاج بعد هذا أن نعدد نعما أخرى ولكن من مرّ بأزمة المرض يعرف قيمة الكلى التي تعمل دون توقف لحظة واحدة والكبد الذي لا يكل ولا يمل والقلب الذي يضخ الدم الذي لا نشعر به والرئتين اللتين هما بيت القصيد هذه الأيام فعطب الرئتين إنذارٌ شديد اللهجة بتوقف حركة الحياة، ناهيك عن نعم التذوق والشم والاحساس والسمع والبصر
فكل نعمة من هذه النعم أُنشئ لها مستشفيات متخصصة ولكنها تدار في جسدك دفعة واحدة وفي وقت واحد وفي تناغم غريب دون طبيب واحد الا الله الواحد الأحد
واعتقد ان الإطالة في شرح هذا سفه لسنا اهلا له بقي أن نقول أن التاء المغلقة في سورة النحل تفيد بعدم تلبس الانسان بالنعمة وفتحها عليه اما فتح التاء في ابراهيم فإنها تفيد استمتاع الناس بالنعمة وتلبسهم بها وفتحها عليهم لان قبلها يقول الحق (وآتاكم من كل ما سألتموه)
وختمها أن الإنسان لظلوم كفار ليدل على استمتاعه بالنعمة ثم كفرانه بها وقس على ذلك ما ورد من تاء مفتوحة ومغلقة لنفس الكلمة في القرآن الكريم مثل رحمة ورحمت وقرة وقرت
وأخيرا نردد ما رواه الإمام البخاري من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم لك الحمد غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا )