
كوكب محسن تكتب : عبدة الربح .. و ازدواجية الحياد

ازدواجية الخطاب في مواجهة العنف لم تعد مجدية أمام عبد الربح . باتت تجني ثمار نفاقها المنصة الأشهر في الفضاء الإلكتروني تحصل فيسبوك 70 مليار دولار سنويا إعلانات تلك المنصة التي آثرت أن تفتح الباب على مصراعيه لكافة الاتجاهات ولا سيما تلك التي تسمم محيط السلم المعيشي بخطاب عنصري هذا الخطاب العنصري يكرسه دعم من أعلى المستويات في الولايات المتحدة الثورة الإفتراضية لم تكن زوبعة في فنجان كما يحدث في فضاءات الشرق الأوسط من لغط ومهاترات دون أن تسفر عن نتائج ملموسة خطاب الكراهية على منصة فيس بوك وتويتر وانستجرام تحت شعار الحرية للجميع أفقد المنصات المليارية الأشهر في الفضاء الإكتروني مصداقيتها بإعتبار أسوأ مكان في الجحيم هو مخصصٌ لهولاء الذين يبقون على حيادهم في زمن المعارك الأخلاقية الكبرى التمييز العنصري ضد الملونين والمهاجرين والأقليات يتعد حدود الولايات المتحدة الامريكية ويتجلى في ابشع صوره في العالم المتشدق بالحريات وحقوق الانسان على سبيل المثال لا الحصر اكبر موجات العنف والعنصرية ضد الملونين والمهاجرين توجد في ألمانيا وانجلترا وفرنسا ، ناهيك عن عنصرية أسبانيا وايطاليا وغيرها من دول الحداثة ككندا واستراليا التي تشهد على عقم الفكر الإثني المبني على تراث دموي عتيق ترك بصماته على اجيال كاملة من المتضررين من العنصرية ، ومنتهجيها في تلك البقع الملونة بالأحمر تاريخيا الجديد في الأمر تلك المواجهة المبتكرة، التي انتهجتها كبريات الشركات الدولية، والتي تضخ سنويا مليارات الدولارات في صورة اعلانات لمنتجاتها التي تغطي معظم دول العالم ، إن لم يكن كلها اولها شركات الاتصالات، شركة فيريزون الاشهر في الولايات المتحدة والتي تضخ، اكثر من مليوني دولار شهريا اوقفت اعلاناتها، معلنة مقاطعتها للمنصات الثلاث بسبب العنصرية كما أطلقت حملة Stop Hate for Profit أوقفوا الكراهية من أجل الربح وذلك للضغط على فيسبوك لوقف خطابات الكراهية، وكانت "يونيليفر"، أحد أكبر شركات الإعلانات في العالم، قد انضمت إلى العلامات التجارية مثل كوكا كولا وبيبسي كولا ، وشركة هيرشي العالمية ليفقد بذلك عملاق الفضاء الإلكتروني مارك زوكربرج سبع مليارات دولار في فترة وجيزة السؤال هنا : هل تمتلك الشركات الكبري في الدول العربية، وبالمناسبة هي شركات برؤوس اموال تتعدى المليارات نفس الجرأة لإتخاذ مواقف في قضايا وجودية بالمنطقة ، للضغط على الاطراف المنوطة بالأزمات ؟ أو على الأقل تسجيل موقف مشرف للتاريخ يكن شعاره الإنسان أولا جدير بالذكر أن شركات البترول متعددة الجنسيات، رأسمالها يفوق رأسمال الشركات، التي قاطعت منصات الفضاء الإلكتروني ومن شأنها اعلان مواقف والتأثير على سياسات اقتصادية، لبلدان عدة على الأقل لفت نظر المجتمع الدولي، لملايين اللاجئين والمشردين، وحشد الدعم لهم، ورفض السياسات التعسفية ضد اقليات بعينها ،سواء بسبب العقيدة او اللون أو الأصل .