ناصر أبوطاحون يكتب: عقيلة صالح الرقم الصعب فى الأزمة الليبية
يبقى عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي الرقم الصعب فى الأزمة الليبية بإعتباره رئيس الكيان المنتخب الوحيد على الأرض في ليبيا لذلك لا تجد الإعلام الغربي أو العربي الموالي لأردوغان و جماعة الإخوان تذكر اسمه كثيرا ، و إذا اضطرت لذلك تنعته ببرلمان طبرق ، نسبة لمكان انعقاده حاليا، بعد أن استحال انعقاده فى طرابلس بسبب سيطرة المليشيات الارهابية عليها و يرفض حلف أردوغان ذكر البرلمان الليبي المنتخب بإعتباره الشرعية الوحيدة التي يجب الاحتكام إليها ذلك لأنهم خسروا تلك الانتخابات التي جاءت بذلك البرلمان فحركوا مليشياتهم لتضرب كرسي فى الكلوب و تمنع انعقاده ليدِخلوا البلاد فى دوامة الفوضى التي أنتجت ما اصطلح عليه بحكومة الوفاق و التى انبثقت عن مؤتمر الصخيرات المنعقد في المغرب
فماذا عن حكومة الوفاق و مؤتمر الصخيرات ؟؟
بداية بنص اتفاق الصخيرات انتهت حكومة الوفاق تماما و لا وجود شرعي لها بحكم الاتفاق نفسه فتلك الحكومة التى رأسها فائز السراج كانت مرهونة بالحصول على الشرعية الدستورية من البرلمان الليبي المنتخب برئاسة عقيلة صالح و هو الأمر الذى لم يحدث حتى الأن كما أن الحكومة كانت لها توقيت مرهونة بإنجازات معينة قبل نهايتها ، و انتهت المدة دون أن تنجح تلك الحكومة فى إنجاز أى ملف اللهم نجاحها فى استقدام عشرات الألاف من المرتزقة السوريين و الأتراك ، و تبديد عشرات المليارات من عوائد النفط عليهم فاتفاق الصخيرات الذى رعته الأمم المتحدة و صاغه عقل الشر فى العالم "بريطانيا"، كان ينص على مدة للحكومة 18 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات و من الممكن ان تمتد لسنتين و انتهت المدة و لم تنجح حكومة السراج فى الحصول على تأييد البرلمان ، أو إجراء الانتخابات بل و سقطت فى براثن المليشيات الإرهابية التى يقودها مطلوبين للعدالة الدوليةعقيلة صالح
إذن لماذا يتجاهل الإعلام المعادي لليبيا عقيلة صالح و البرلمان و يركز ضرباته تجاه خليفة حفتر قائد الجيش الليبي الذي يحظى بتأييد البرلمان و تأييد القبائل الليبية و معظم أبناء الشعب الليبي ؟ الضربات تتجه لحفتر بإعتباره قائد عسكري و ذلك لتسهيل مهمة القصف الإعلامي القائم على التركيز تجاه نقطة "انقلاب عسكري" و الإلحاح عليها طوال الوقت إذن فقد تركوا شرعية عقيلة صالح البرلمانية بإعتبارها الشرعية الوحيدة الأن في ليبيا ، و التي لا يستطيعون الضرب فيها و إظهار العدواة للقائد العسكري خليفة حفتر رغم أن اتهام حفتر بالإنقلابي لا يوجد ما يدعمه فى الواقع فحفتر لم يكن جزءا من حكومة الوفاق و انقلب عليها، بل هو جاء تلبية لنداء الشعب الليبي الذي تقتله المليشيات و تنهب ثرواته فهو ليس منقلبا على شرعية ، بل هو ذراع الشرعية الوحيدة في ليبيا الأن لكن اللعب فى عقلية تيارات الإسلام السياسي و دلاديلهم من "المتثورين العرب و المصريين" يقوم على تكبير فكرة الإنقلاب العسكري و الإلحاح عليها لكن لو أردنا الدقة فالمنقلبون عسكريا هم المليشيات التى تسيطر على طرابلس الأن فهم من انقلبوا على شرعية الانتخابات و رفضوا البرلمان بعد أن خسروا الانتخاباتيبقى الموقف المصري
و فى تقديري أن موقف مصر و من يقف فى حلفها هو الموقف الشريف فى الأزمة الليبية حتى الأن، فلا توجد مطامع لمصر في ليبيا و كل ما تريده مصر هو دولة ليبية موحدة و قوية و قادرة على حفظ حدودها و الدفاع عن شعبها و اختارت مصر الوقوف خلف ارادة الشعب الليبي و برلمانه المنتخب منذ البداية و الشعب الليبي يدرك ذلك جيدا ما عدا قلة قليلة ترى أن الأوطان حفنة من تراب و ترهن ولاءاتها خارج أوطانها، و تقاتل لفرض ذلك و من المعلوم من التاريخ القريب بالضرورة، أن القيادة الليبية عرضت مرارا على مصر الوحدة الاندماجية الشاملة و لو كان لمصر مطامع في ليبيا لقبلت بذلك أما عن استجابة مصر لدعوات البرلمان الليبي المنتخب ،و كذلك القبائل الليبية للتدخل للدفاع عن ليبيا ضد الغزو التركي فيندرج ضمن منظومة الأمن القومي العرب و المصري و مصر ليسس لها خيار أخر سوى الدفاع عن أمنها القومي في ليبيا فى ظل اصرار تركي على غزو ليبيا و احتلالها بغرض سرقة نفطها و ثرواتها أما عن مشكلة تركيا الحقيقية فتتمثل فى الجغرافيا التي حكمت بحصرها داخل سواحل ضيقة بعد أن حالت بينها و بين مياه المتوسط جزيتي قبرص و كريت و جزر يونانية اخرى، تلك معضلة تركيا التي تريد حلها على حساب العرب و ثرواتهم و تقديري أن ما يحدث الأن من ظهور قوي لعقيلة صالح فى المشهد و زيارته الخارجية و جولاته التى تشرح حقيقة الموقف الليبي هو جزء رئيسي في مواجهة التغول التركي، و الخنوع الكامل لحكومة الوفاق المنتهية الصلاحية كما يجب أن ينعت اعلامنا العربي الحقيقي حكومة السراج بالحكومة المنتهية الصلاحية و التي تفتقد لأى شرعية حقيقية فالمعارك على الأرض يجب أن يواكبها معارك سياسية تجيد استخدام الأوراق و الملفات جيدا [caption id="attachment_31944" align="alignnone" width="750"]
عقيلة صالح[/caption]
طاقة نيوز
موضوعات ذات صلة
 (1).jpg)
