 (1).jpg)
ناصر أبو طاحون يكتب : نعمة شعب مصر

من أفضل ما أنعم به الله سبحانه و تعالى علينا في هذا البلد تأتي نعمة شعب مصر في المقدمة، نعم انا أقصد الجملة بالضبط فشعب مصر هو أفضل نعمة في هذه الأرض التي نحيا عليها، و عاش عليها اجدادنا العظام لألاف السنين، بنفس الصفات و السمات بدون تغيير جوهرى و لكى تفهم حقيقة هذه النعمة عليك أن تجول بناظريك فى محيطك و في نفس منطقتك ،حيث معظم الأقطار يقتتل أبناءها في حروب عبثية، يتباهون فى عمالتهم و خياناتهم لأوطانهم و بعضهم يطلب عودة الإحتلال!! لست فى موقف تقييم أو توجيه لوم أو عتاب لبعض الأشقاء الذين اخذتهم الصدمة فى لبنان بعد الانفجار المروع فطلبوا عودة الاحتلال، رغم ان من يطلبون الاحتلال الأن لم يعيشوا في كنف المحتل لكي يكون لديهم تقييم و مقارنة حقيقية بين الحالتين، و رغم أن هناك مئات الأضعاف لمن طلبوا احتلالا فرنسيا جاهزون لكي يطلبوا احتلالا أخر سواء كان ايرانيا او سعوديا او تركيا ربما كان ما جرى فى لبنان الشقيق ما دعاني للتفكير و الكتابة فى موضوع نعمة الشعب المصري التي تتجلى في وحدته و عبقرية تكوينه، بما يجعله سبيكة قوية عصية على التفكيك او التحطيم فالسبيكة المصرية جاءت من انصهار كل من جاء لهذا البلد في بوتقتها و تحوله إلي مصري بغض النظر عن المنطقة التي جاء منها سواء كان من الجزيرة العربية او من الشام او من شمال افريقيا أو جنوبها، او حتى اولئك الذين جاءوا من أوربا هؤلاء جميعا ضربهم أكبر خلاط بشري فى التاريخ كما يقول العالم الموسوعي الدكتور أحمد الصاوي
نعمة شعب مصر
قد يختلف المصريون سياسيا أو دينيا أو يتوزعون على سلم الثروة او يتباينون على قوائم التأهيل العلمي أو تختلف اهتماماتهم و هواياتهم ، لكن عند مصر تجدهم وحدة واحدة لا تقبل التقسيم أو الاختلاف ولاءات المصريين لمصر ونادرا ما تجد ولاءات للخارج صحيح أننا لا نعدم خيانات هنا او هناك، لكنها تبقى في إطار خبث الحديد الذي تنفيه النار و خبث خيانات البعض تنفيه نار الأزمات التي تظهره كبثور أو فقاعات على الجلد ما تلبث أن تنفثىء و يبرأ الجسم سليما معافا فالمصريون يختلفون داخلها و لا يختلفون عليها، يدركون بحس فطري عجيب أن الدولة المصرية حصن يجب أن يبذلون كل شىء في سبيل بقاءه و الزود عنه يتحد المصريون مع بعضهم و مع دولتهم في أوقات الخطر، و مهما كانت الخطوب و المخاطر فإن حضور الشعب المصري بوعيه و انتماؤه الوطني الصافي يمكن الدولة من تجاوز المخاطر و لم ينصرف الشعب عن دولته في أى لحظة خطر، بل على العكس يلتف حول دولته و مؤسساته و مقدراته يحميها بنفسها، و لكى تفهم هذه النقط تحديدا عليك بتتبع ما جري و لا زال يجري فى أقطار شقيقة في وطننا العربي، حيث سقطت غشاوات الفتن على اعينهم فقاموا على دولتهم و على أنفسهم تحطيما و تكسيرا و قتلا و تدميرا، و لم يحدث مثله في مصر، رغم تشابه الظروف و الظروف هنا هي غياب الدولة او تراخي قبضتها تحت تأثير ضربات الإرهاب، في مصر حضر الشعب نائبا عن السلطة عندما غابت ليحمي و يعتني بدولته، و عند أشقاءنا أكلوا أكباد و قلوب بعضهم بعضا، و مثلوا بالجثث، و فتشوا في النوايا، و لازالوا حتى وصلنا إلي اللحظة الحالية لنجد أن الشعب المصري هو الشعب الوحيد الذي يبني وسط محيط يهدم و يخرب و يقتل و يشرد و يدمر و عندما ضرب فيروس كورونا العالم في جائحة كبيرة، صمد الشعب المصري بثبات و عزم في المعركة مع الفيروس دون أن تتوقف عجلة الانتاج أو الحصاد و قدم هذا الشعب بلده كسلة غذاء لمحيطه العربي في عز أزمة كورونا، ليبقي على هذا الوطن ’المحفوظ بعناية الله’يطعم نفسه و من حوله هذا الشعب العبقري هو سر بقاء هذه الدولة و استمرارها، لأنه يدرك حقيقة دوره تجاه وطنه ، كما يدرك أن حياته هي دولته و بقاءها، و غير ذلك فناءها و علينا ان نتذكر أن عبقرية هذا الشعب تجلت فى ثورتي يناير و يونيو ، حيث التف حول دولته يحميها و يحافظ عليها، و جاءت خسائره في أضيق نطاق ، و استطاع أن يتجاوزها و يقوم من جديد ليبني و ينتج و يزرع و يحصد و ينظر للمستقبل [caption id="attachment_34354" align="alignnone" width="674"]