
لافارج تتوقع انخفاض الطلب على الأسمنت في مصر بنسبة20% بالربع الأخير

توقعت شركة لافارج مصر لإنتاج الأسمنت التابعة لمجموعة لافارݘ هولسيم العالمية، أن يعاني قطاع الأسمنت في مصر من اختلال موازين العرض والطلب، حيث يوجد فائض في معدلات العرض بنسبة 40 بالمائة، الأمر الذي يهدد استمرارية المنتجين في سوق الأسمنت المصري كونه سوق غير تنافسي. وأضافت الشركة في بيان اليوم الثلاثاء، أن انهيار شركات الأسمنت بدأ بخروج الشركة القومية للأسمنت من طابور المنتجين، ومن المتوقع أن يتبعها أكثر من 6 كيانات عاملة أخرى إذا استمر الوضع كما هو عليه ولم تتدخل الحكومة المصرية لإسعاف الموقف ووقف نزيف الخسائر، مشيرة إلى أن صناعة الأسمنت في مصر على مشارف الانهيار. وأوضحت لافارج، أن معاناة قطاع الأسمنت في مصر لم تبدأ بأزمة كورونا أو وقف إصدار تراخيص البناء، بل في عام 2016، حيث بلغ فائض الإنتاج 15 مليون طن، ليتزايد حجمه ويصل إلى 33 مليون طن/عام حالياً.
لافارج
وتابعت الشركة، أنه في عام 2020 تضاعف الضغط على السوق بسبب أزمة كورونا بجانب حملات الدولة على الإنشاءات المخالفة ووقف التراخيص، والتي انعكست على الطلب بنسبة تتراوح ما بين 10 إلى 15 بالمائة مقارنة بإغلاق عام 2019 البالغ 42-43 مليون طن. وتوقعت لافارج مصر، انخفاض حجم الطلب على الأسمنت بنحو 20 بالمائة خلال الربع الأخير من العام الجارى فى ظل التوقف التام لأعمال البناء. وذكرت الشركة، أنه لم يتغير معدل أسعار الأسمنت في السوق المصري منذ عام 2016، أي قبل تحرير سعر الصرف، الأمر الذي ينبئ عن أزمة كبيرة تضاعفت بسبب جائحة كورونا ووقف تراخيص البناء. ونوهت لافارج، بأن الأسمنت السائب يستخدم في المشروعات الكبرى نسبة لا تتجاوز الـ25-30 بالمائة من سوق الأسمنت المصري، بينما يحتل الأسمنت المعبئ والذي تقوم عليه البنايات والإنشاءات الفردية نسبة 70 بالمائة، لذا تأثر حجم أعمال الشركة جراء وقف تراخيص البناء بجانب وجود فائض في معدلات العرض. وكشف الشركة، عن أن منتجات الأسمنت لا يمكن تخزينها، لذلك يمكن الجزم بأن الارتفاع الكبير في تكاليف الإنتاج والضرائب والذي قابله انخفاض في الأسعار أدى إلى وضع قطاع الأسمنت المصري على حافة الانهيار. وتابعت، أنه يوجد فائض يقدر بحوالي 40 بالمائة في معدلات العرض يقابله زيادة سنوية في موازين الطلب تتراوح ما بين 3 إلى 4 بالمائة، الأمر الذي قد يتطلب سنوات بل وعقود لتقييم أثره، فالطاقة التشغيلية بالسوق المصري حالياً لا تتعدى الـ60 بالمائة فقط.لافارج
وأوضحت لافارج، أنها لا تسعى إلى تحقيق ربحية بسبب الأزمة الراهنة بقدر حرصها على دفع مرتبات عمالتها في محافظتي السويس وعين السخنة وعدم اللجوء لتسريحهم، مشيرة إلى أن بعض شركات القطاع إلى الاقتراض لتفادي إفلاسها ولجئ البعض الأخر إلى تصفية أعماله كالشركة القومية للأسمنت، الأمر الذي دفع الشركة إلى إعادة تقييم استمرارها في السوق المصري رغم توقعاتها له كسوق واعد. وأعلنت الشركة، تقدمها إلى الحكومة المصرية بتوصيات تفيد سن معايير صارمة لتحقيق أقصى إنتاجية مع الالتزام بمعدلات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كتلك المطبقة في العديد من الدول، والتي تتوافق مع نتائج أعمال اللجنة المشتركة بين وزارة الصناعة والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وبذلك، تضمن الدولة أن الكيانات العاملة لن تتنافس فقط على الكميات المنتجة والأسعار ولكنها ستتنافس أيضاً على الكفاءة وسبل الحفاظ على البيئة، لتتمكن من وضع اشتراطات تراعي معدلات الإنتاج والانبعاثات وتعيد موازين العرض والطلب إلى طبيعتها. وقالت الشركة، إن تلك التوصيات لم تحرك ساكناً على مدار عام حتى الآن، حيث سارعت كيانات قطاع الأسمنت المصري الـ 22 بتقديم توصياتهم أيضاً للحكومة المصرية ولا يزال قطاع الأسمنت المصري يتكبد المزيد والمزيد من الخسائر الفادحة دون تدخل واضح وسريع من الدولة. وأضافت لافارج، أنه في ظل الأزمة التي تواجهها شركات الأسمنت في الوقت الحالي، والمتمثلة في عدم توازن العرض والطلب، فإن التصدير لا يقدم فارق، نظراً لوجود فائض في العرض يقدر بنسبة 40 بالمائة، تلك النسبة الضخمة التي لا يمكن للأسواق الإقليمية استيعابها نظراً للتنافسية الشديدة التي تقدمها الأسواق الإقليمية مثل الإمارات والسعودية وتركيا وباكستان في توفير أسعار أفضل من تلك المقدمة في السوق المصري. وتابعت الشركة، أنه قد يساعد خفض سعر الغاز الطبيعي، كذلك المقدم لمصانع الحديد والصلب، إلى تقليل سعر الأسمنت وزيادة الصادرات، في ضوء ظهور أسواق واعدة في أفريقيا وأوروبا، ولكن زيادة التصدير لن يكفي بأي حال لحل الأزمة التي يعاني منها القطاع منذ سنوات على الصعيد المحلي. وترى الشركة، أن سعر الغاز المقدم لمصانع الحديد والصلب هو سعر عادل، وفي حال تطبيقه في قطاع الأسمنت سيضيف ميزة تنافسية لأسواق التصدير، من خلال تقليل تكاليف الإنتاج. [caption id="attachment_38054" align="alignnone" width="770"]