" أموك " تسعى لتصحيح مسارها مع تعيين رئيس مجلس إدارة جديد لتجاوز مرحلة الخسائر

هل يمثل تغير القيادة فى شركة الأسكنرية للزيوت المعدنية " أموك " خطوة نحو التغير فى واقع الشركة؟ عل تعود الشركة إلى سابق عصرها تحقق أعلى معدلات الأرباح من خلال ارباح تتصدر قائمة الشركات الكبرى بالقطاع؟  

كتب- أسامة داود

ربما كانت هناك عوامل خارجية كأسعار المازوت .. وانخفاض أسعار المنتجات بسبب تراجع أسعار البترول عالميا وغيرها من أسباب... ولكن وسط كل تلك المسببات يبقى الدور الأكبر القيامة التى تستطيع أن تناور عبر إجراءات فنية وتكنولوجية للانتقال من منتج متراجع السعر إلى آخر مرتفع عليه الطلب. اموك التى كانت قبل عامين تلقب بـ "درة قطاع البترول" والتى تجاوزت أرباحها السنوية المليار جنيه، قد تعثرت فإذا بها تتحول إلى هامش ربح ضعيف لتخرج وخلال شهور من قائمة شركات القمة فى قطاع البترول . و تسري حالة من الأمل في جنبات الشركة مع تغيير رئيس مجلس ادارة الشركة و تعيين الكيمائي محمد مصطفي سيد احمد شتا رئيسا لمجلس الإدارة في محاولة لإعادة الشركة لمسارها الصحيح على طريق الأرباح، خاصة انه ينتمي لنفس مدرسة الكميائي عمرو مصطفي و الذي سبق له قيادة اموك لتحقيق العديد من الانجازات المبهرة.. حيث ينتمي الاثنان لمدرسة العمليات بالهيئة العامة للبترول [caption id="attachment_44538" align="alignleft" width="581"]محمد مصطفي سيد احمد محمد مصطفي سيد احمد[/caption] و كانت  المؤشرات المالية المجمعة لشركة الإسكندرية للزيوت المعدنية – اموك خلال العام المالي 2019-2020،  قد كشفت عن تحولها للخسارة على أساس سنوي. وأوضحت الشركة أنها حققت خسائر بلغت 473.4 مليون جنيه خلال الفترة من يوليو 2019 إلى يونيو 2020، مقابل أرباح بلغت 574 مليون جنيه في الفترة المقارنة من العام المالي السابق له. وتراجعت مبيعات الشركة خلال العام المالي إلى 8.83 مليار جنيه، مقابل مبيعات بلغت 14.66 مليار جنيه في العام المالي السابق له. وبالنسبة للقوائم المستقلة، حققت الشركة خسائر بلغت 484.69 مليون جنيه خلال الفترة من يوليو 2019 إلى يونيو 2020، مقابل أرباح بلغت 450 مليون جنيه في الفترة المقارنة من العام المالي السابق له. وتستهدف الشركة بالموازنة التخطيطية للعام المالي 2020-2021، تحقيق صافي أرباح 25.4 مليون جنيه، مقابل أرباح مقدرة بنحو 416.23 مليون جنيه بالموازنة المعتمدة لعام 2019-2020. تساؤلات عديدة يفرضها واقع الأداء المالى الأخير لشركة الإسكندرية للزيوت المعدنية “أموك” بعد تحولها إلى نفق الخسائر الكبيرة وتراجع قيمة المبيعات مقابل أرباح بالملايين ومبيعات بالمليارات خلال السنوات السابقة. وكشفت القوائم المالية المجمعة للشركة عن تحولها للخسائر خلال العام المالى 2019/ 2020 بقيمة 477 مليون جنيه مقابل أرباح بقيمة 574 مليونا فى الفترة المقابلة من العام المالى السابق له. وأظهرت قائمة الدخل تراجع مبيعات الشركة خلال العام المالى المذكور إلى 8.8 مليار جنيه، مقابل 14.86 مليار فى العام المالى المقارن. كانت إدارة “أموك” تبنت فى وقت سابق إستراتيجية تضمنت محورين للخروج من مأزق تراجع الأداء، تمثل الأول فى تعاون مشترك مع شركة الشرق الأوسط لتكرير البترول– ميدور فى مجال التكرير، من خلال استغلال الأخيرة فى معالجة منتجات غير مطابقة للمواصفات العالمية، وتحويلها لمنتجات مطابقة للمواصفات، وإعادة بيعها، وتحقيق قيمة مضافة مرتفعة. أما الثانى وفقًا لإدارة “أموك” فيتمثل فى استخدام الشركة بديلًا للسولار الذى يتم إضافته للمازوت لإكسابه المواصفات العالمية بسعر أرخص؛ مما سيؤدى إلى تحسن هوامش ربح التصدير لمنتج المازوت. وتراجع سهم “أموك” فى البورصة بشكل ملحوظ بنحو %78 خلال العامين الماضيين، ليصل إلى مستوى 2.7 جنيه، مقابل 12.5 جنيه سجلها السهم كأعلى قمة له قبل البدء فى رحلة الانهيار. وأكد المحللون أن السبب الرئيسى فى تحول “أموك” إلى الخسارة “المفاجئة” يعود إلى توقفها عن إمداد الهيئة العامة للبترول بخام المازوت “عالى الكبريت” بأسعار مرتفعة والتى كانت تستخدمه محطات الكهرباء للتشغيل الأمر الذى تغير مع اعتماد هذه المحطات على الغاز وبالتالى أصبحت فى غير حاجة إلى خام “أموك”. كانت وزارة البترول قررت وقف استيراد الغاز الطبيعى المسال من الخارج فى ضوء تحقيق مصر الاكتفاء الذاتى، علما بأن الهيئة اعتادت على شراء مازوت الخلط من “أموك” كوقود لمحطات توليد الطاقة بأسعار مرتفعة عن أسعار التصدير. [caption id="attachment_44543" align="aligncenter" width="576"]الكميائي عمرو مصطفى الكميائي عمرو مصطفى[/caption] وعدد المحللون أسبابا أخرى لأداء الشركة السلبى خلال الفترة الأخيرة وهى ارتفاع تكلفة تحويل خام المازوت وخلطه بالسولار لتحسين نوعيته لجعله مطابقاً للمواصفات العالمية، فضلاً عن انخفاض أسعار البترول العالمية وصعوبة المنافسة فى أسواق التصدير خاصة فى ظل تفشى جائحة كورونا. 2020 وأكد المحللون أن الربع الرابع من العام المالى 2019/ 2020 كان أكثر صعوبة على شركة “أموك” نتيجة الظروف الاستثنائية الخاصة بفيروس كورونا وتراجع أحجام الطلب على منتجات الشركة فى الخارج، مشيرين إلى أن أداء الشركة كان سلبيا خلال الفترة المذكورة بعيدا عن الجائحة نظرا للعوامل السابقة. وأجمعوا على أن شركة “أموك” فى حاجة إلى حزمة تمويلية ضخمة لتعظيم نشاطها والتوسع فى تصنيع المشتقات الأكثر ربحية الأمر الذى يؤكد الحاجة إلى تنفيذ مشروع تكرير المازوت “المتبقى الثقيل” فى أقرب وقت والذى تتجاوز تكلفته الاستثمارية حاجز المليار دولار على أقل تقدير وفقا لإفصاحات سابقة. يشار إلى أن “أموك” كانت أكدت فى وقت سابق أنها تدرس مشروع تكرير الزيت الثقيل (تحويل باقى الزيوت الثقيلة إلى منتجات أخرى)، إلا أنها لم تُجدد ذكر المشروع مرة أخرى، وهو الأمر الذى كان محل ملاحظات الجهاز المركزى للمحاسبات على القوائم المجمعة للشركة، وأيضاً المحللين وحاملى السهم. ويستهدف المشروع تحويل المازوت الخام إلى منتج خفيف الاستهلاك مثل السولار والنافتا، واستبعاد مازوت الخلط من مجموعة منتجات “أموك” ومن ثم تعزيز هوامش الأرباح التشغيلية، وتجنب مخاطر الترويج لمنتجات منخفضة الجودة والربحية، وهى الأزمة الأساسية التى أصبحت تعانى منها الشركة. بلتون: مطلوب دخول مستثمرين جدد لضخ سيولة.. والعمل على مشتقات أخرى   ويبلغ رأسمال “أموك” 1.2 مليار جنيه، ويتوزع هيكل ملكيتها بواقع %20 لشركة الإسكندرية للبترول، و%25.2 لشركة الأهلى كابيتال القابضة، و%8.6 لشركة مصر للاستثمارات المالية، و%5.4 لشركة مصر للتأمين، و%5.1 لصندوق التأمين الاجتماعى للعاملين بالقطاع الحكومى، و%5 لصندوق التأمين للعاملين بالقطاع العام والخاص، والباقى لأسهم التداول الحر. وتستهلك السوق المحلية نحو 75 مليون طن من المشتقات سنويا، ينتج منها قطاع البترول نحو %60، والباقى يتم استيراده.

من هو رئيس أموك الجديد ؟؟

الكيمائي محمد مصطفي سيد احمد شتا الذى عينه المهندس طارق الملا وزير البترول اليوم رئيسا لشركة اموك تخرج فى كلية العلوم جامعة القاهرة بتقدير عام جيد جدا دفعة 1998 التحق بالعمل بشركة البتروكيماويات المصرية عام 1999 ثم صدر قرار بنقله الي شركة القاهرة لتكرير البترول اكتسب خبرة كبيرة حتي تم نقله في عام 2007 الي الهيئة المصرية العامة للبترول قسم الرقابة علي الجودة والادارة العامة للتكرير والتصنيع حتي تم ترقيته الي مدير عام التكرير والتصنيع ثم صدر قرار وزاري من المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية بتعينه رئيس مجلس الإدارة وعضو منتدب لشركة اسكندرية للزيوت المعدنية ” اموك” ويحظي شتا بعلاقات قوية مع قيادات الهيئة وشركات التكرير بالاضافة الي علاقاته الطيبة مع الجميع والتفكير خارج الصندوق