 (1).jpg)
ناصر أبو طاحون يكتب : نائب لمصر أم نائب للدائرة ؟؟؟

لا يمكن لأى نائب أو حتى عدة نواب أن يخدموا دائرتهم بدون النظر للعمل بجماعية داخل البرلمان لتقديم حلول حقيقية لكل مشكلات الوطن حزمة واحدة فإذا كان أمر البرلمان سيقتصر على انتزاع خدمات للدوائر فبئس البرلمان هو، لأننا لو تركنا لخيالنا العنان وتصورنا ما يقرب من 600 نائب يتنازعون خدمات -يظنها البعض للدوائر- ولكن هى فى حقيقيتها للنائب لضمان بقاءه مؤبداً على مقعد البرلمان، لو تصورنا هذا النزاع لرأينا حقيقة الكارثة.. فلا تتصور أن يكون هناك حل جذرى لمشكلة الصحة -مثلا-فى بسيون دون أن يكون الحل استراتيجياً على مستوى الدولة ، وكذلك لن تستطيع تقديم تعليم جيد فى دائرة انتخابية ما بينما التعليم فاشل فى بقية البلاد، ولا أن يكون لديك منظومة عمل ناجحة فى دائرة وبقية الوطن يرزح فى الفساد لا يمكن أن يكون هناك جزء سليم فى تفاحة كلها فاسدة فدائرتك لن تكون بمعزل عن بقية الدوائر ، فالأمر يستلزم إصلاحاً شاملاً نقاتل لأجله ، لا ترقيع هنا أو هناك غالباً يذهب سدى ولا نفع يرجى من وراءه لأن البرلمان مهمته الأساسية وضع السياسات المرجوة فى شكل قوانين حاكمة وملزمة للحكومة وأجهزتها ، وبالتالى تصل الخدمات بعدالة للجميع لا فرق بين مواطن فى قرية أو أخر فى الحضر ، و وقتها لن يكون المواطن فى حاجة لكى يقصد باب النائب أو مكتبه طلباً لحقه الدستورى فى العلاج مثلاً، وكذلك لن يكون الشخص الذى تضطره الظروف لزيارة قسم الشرطة فى حاجة لكى يصحبه النائب إلى هناك، ولن يكون المواطن فى حاجة لتوسيط النائب فى انتزاع حقه. لأننا نريد أن نضع منظومة حقيقة وشاملة لحفظ كرامة المواطن فلا يتسول حقه ، ولا تضطره الظروف لأن يبيع كرامته من أجل خدمة قد لا يحصل عليها، أو يبيع صوته الانتخابى لقاء ذرة من حقوقه. نريد برلمان يرفع كلمة الكرامة الإنسانية للمواطن فوق رأس الحكومة ، والكرامة تحققها المساواة والحصول على حقه بدون تسول أو افتئات على حقوق الجميع. هذه الأمور تحتاج إلى برلمان حقيقى يعبر عن طموحات الشعب ويؤمن بحقوق وأهداف الثورة فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية. ولا يجب أن يقف الأمر عند حدود الإيمان باهداف الثورة ولكن القدرة على القتال عليها والتشبث بها... ليس هذا فحسب .. بل يجب أن يكون النائب لديه القدرة على بناء تحالفات قوية داخل البرلمان، والمساهمة الحقيقية فى دفع العمل نحو وضع الشعارات موضع التطبيق من خلال تحويلها لقوانين ملزمة. بقى أن نشير لأهمية أن يكون لدى النائب المهارة السياسية التى تمكنه من اكتساب الخبرات سريعاً حتى لا يقضى الدورة كلها وهو يتلفت حوله لا يدرى مما يجرى حوله شيئاً. وختاماً يجب أن يتسق تاريخ النائب فى العمل السياسى مع ما ينادى به من شعارات ، حتى لا يكون الأمر مجرد بضعة شعارات يرفعها الجميع حتى دون أن يفهم البعض معناها ، فما بالنا بمن يعادى هذه الشعارات سياسياً طوال عمره..