
ناصر أبوطاحون يكتب : الصلح مع قطر لا خير فيه !!!

لاشك ان الحياة لا تحتمل خصاما دائما و أفضل ما فيها هو الصلح و التصالح، فلا يجب أن يكون هناك خصام دائم أبدا . و في السياسة تعلمنا انه لا خصام دائم و لا صداقة دائمة و إنما مصالح مستمرة
و في المسألة القطرية و ما جري في مؤتمر "المعلا" و بيان المصالحة الذي وقعته مصر لنا كلمة..
بداية لم أكن أميل لكل ما جري من الانحدار لمستوي الخصومة مع قطر بحجمها المتدني أمام العملاق مصر، كما لم أكن أحب اللدد في الخصومة على نحو ما جري
لكن طالما وصلنا لمرحلة المصالحة فهذا الأمر جميل، و الأجمل ان يكون للصلح قواعده و طريقته التي تزيل أساس الخلاف و تنيحها جانبا و تعطي الحقوق بعد ذلك، ثم تبدأ الصفحة الجديدة بكل النوايا الطيبة
لكن "صلح و خلاص"، فهذا ما لا يقبله أحد، صلح على طريقة "قوم بوس راس اخوك اللي انت فقعت عينه او قتلت ابنه او حرقت زرعه"؟ ، فهنا لا يمكن وصفه بالتصالح، وإنما بالإذعان و الإسستسلام و هذا ما لا نقبله
نعم نقبل بالصلح لأنه نهاية كل مشكلة و أخر مطاف كل صراع، لكن لا نقبل بهذه المصالحة و طريقتها و أسلوبها،
كما قلت للصلح بديهيات لابد ان توضع موضع البحث و النقاش و الاتفاق و التنفيذ
من التصالح ما يبدأ باعتذار المخطىء و تأكيده على عدم العودة للخطأ
و منه ما يبدأ بالاعتراف بالخطأ و تصحيحه
و منه ايضا ما يبدأ بإعادة الحقوق لأصحابها
وهكذا لكل مشكلة أساس يجب التعامل معه بشكل تفصيلي لحلها ثم يبدأ الصلح
إنما صلح و خلاص فهذا ما لا يقبله عاقل، خاصة أن الكثير من الناس حمل عصاه و قلمه و لسانه و دخل لقلب هذه المعركة بلا حسابات ، و هاهم الأن يلعقون جراح معاركهم تلك، بل و بعضهم يخشى على نفسه أن يكون عربون محبة لهذا الصلح
قلنا و سنقول على أي نظام حكم ان يتدثر بشعبه و أن يحتمي من العدو بغضب هذا الشعب و أن يجعل هذا الشعب قبل كل شيء و أي شىء " يعني لما تتزنق تقول الشعب موش راضي و هيهيج عليا"
لقد اعتادت مصر من زمن الردة الساداتية ان تقدم لأعداءها هدايا مجانية على مذابح المصالحات اللعينة
تلك المصالحات التي لم نجني من وراءها سوى السراب
يؤسفني ان اتكلم و اكتب في هذا الموضوع الذي أراه صغيرا ،و صغيرا جدا ،على مقاس مصر
فمصر و قطر لا يجب ان يحكمهما مقياس في التصالح او في الخصام من اصله
لكنها الأيام تفعل بنا الأفاعيل و نجد أنفسنا في صراع مع ذلك الشىء المسمى قطر، ثم و ياللعجب يتم جرنا جراً للصلح معه
الصراع و فهمنا أسبابه لكن المصالحة لم يحطنا أحد خبراً بملابساتها و لا اتفاقياتها و لا تفصيلاتها
لقد صدمنا هذا الأمر رغم قناعتنا بأن الصلح خير
و لكن لكي يكون خيراً فيجب أن يكون صلحاً واضحا و حقيقيا و قائم على قواعد الصلح المعروفة