
حسن الكومي يكتب: الحجاب ..الخديعة والوجيعة (١)

أما كلمة الخديعة فقد أخذتها من كلام الشيخ أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية من خلال الفيديو الذي نشره على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء وهو يقول (الحقيقة فيه موضوع بيتردد كتير دلوقتي بين الناس في المجتمع خاصة السوشيال ميديا متعلق بقضية الحجاب، هل الحجاب فرض؟ ولا الحجاب مجرد موروث ثقافي؟ ليه كلمة الحجاب مش موجودة في القرآن؟ الحجاب ده على فكرة أنتو ضحكتوا به علينا، دا كلام بنسمعه ونشوفه بعض النساء بيرددوه في الحوارات الخاصة والعامة، إحنا اتخدعنا على فكرة، أنتم ضيعتوا علينا أجمل سنوات حياتنا، الحجاب ده من دين الفقهاء، مش من دين الإسلام)
ولأن كل الفرائض من أوامر أو نواهي جاءت في القرآن واضحة وصريحة، وفي نفس الوقت لا توجد آية واحدة تقطع بفرضية الحجاب، وأن كل أحاديث الحجاب والتخويف من تركه ثبت للعامة بفضل النت والانفجار المعلوماتي أنها ضعيفة وموضوعة حسب تصنيف الفقهاء فلم يستطع الشيخ القطع بوجوده في القرآن وهو يقول(صحيح كلمة الحجاب ما جتش بالمادة دي في القرآن الكريم في الدلالة على الغطاء الذي يغطي مواضع معينة من جسم المرأة)
ولكن تمسك الشيخ بأدلته الظنية ولم يذكرها حتى لا تثير الجدل حسب تعبيره! ، ولم يجد دليلا يطرحه سوى فهم شيوخ البدو فقد اعتبره في حد ذاته دليلا! وهو يقول ( لكن في الحقيقة فيه معنى تاني أنا عاوز أنبه عليه فيه حاجة اسمها الاتفاق الإجماع، إجماع الأمة)
وأصر الشيخ على رأيه وقال أن الحجاب ليس من أركان الإسلام وليس من الكبائر ولكن تركه معصية!
ثم كانت أغرب نصيحة من الشيخ للنساء التي بدأت تستخدم عقلها ( أرجوكى لو عايزة تقلعى الحجاب اقلعيه، انتى حرة، بس قولى أنا غلطانة)!
فالشيخ لا يمنعها من أن تعصى الله من وجهة نظره، لكن المهم ألا تتبرأ من وصاية الشيوخ وتجدد الثقة في فهمهم!، وأن توقع لهم على بياض بأنها غلطانة وأن عقلها غير صالح للفهم أو التفكير!
أما كلمة الوجيعة فقد لمستها في كلمات الفتيات اللاتي أجبرن من الأهل على ارتداء الحجاب عندما يأتيها الأب أو الأخ مشحونا بعدما استمع إلى أحد الشيوخ يتهمه في رجولته وبأنه ديوث ومش عارف يربي بنته أو أخته!
كذلك الوجيعة على الجانب الآخر، وجيعة المشايخ في هذه الأيام والتي قد تصل إلى حد الولولة والبكاء على الفضائيات عندما يعرفون أن إحداهن تفكر في خلع الحجاب أو خلعته بالفعل.
وبعيدا عن الوهابية والسلفية فقد استمعت إلى فيديو للشيخ الأزهري خالد الجندي والذي يعد من الوسطيين عندما اتصلت به فتاة تقول: "أنا عندي ١٨ سنة محجبة منذ سنة وملتزمة في الصلاة ولكن مخنوقة من الحجاب وعاوزة أقلعه، ومش عارفة؛ فيه ناس بيقولوا لو قلعته هابقى ملعونة ومطرودة من رحمة ربنا!، أنا حاولت كتير أشيل من دماغي الفكرة دي لكن ماقدرتش."
ولأن الشيخ يعرف أن أمر الأدلة الواهية قد انكشف للخاصة والعامة في زمن النت وتوافر المعلومات، ولأنه أيضا تاجر شاطر يعرف كيف يروج لبضاعته المضروبة فقد رد عليها بالآتي أسجله نصا: ( الحجاب فريضة اللي فرضها ربنا، فأي واحدة، الأدلة هاقولها بعدين حاضر يعني هاقولها وإحنا مع بعض، فأي واحدة بقا عاوزة تقلع الحجاب مش تستأذني شيخ مش تستأذني شيخ يا سحر ، تستأذني اللي فرضه، خالد الجندي ما فرضش عليكي الحجاب، أنا شخصيا ماليش مشكلة مع الحجاب وعدم الحجاب، اللي عاوزة تقلع الحجاب تستأذن ربنا مش تستأذني أنا، طب أنا أقدر أستأذن ربنا إزاي؟ والله أنا ما اعرفش، حضرتك لك مبررات إنك تقلعي الحجاب اقلعيه، بس المهم المهم المهم إنك تجهزي إنك هاتقنعي ربنا بدهوت ولا لأه؟ هاتقنعيه إزاي؟! إن عندك ظرف تقلعي الحجاب فيه؟ فأي واحد يعني واحد جه يقول لي إيه؟ يا فضيلة الشيخ أنا عاوز أسيب الصلا مثلا ، هه؟، هاقول له والله أنت حر أنا ماليش دعوة، أنا مش هاتكلم عن الحجاب بقا سيبك من الحجاب، دا هاتكلم عن الصلا واحد قال لي أنا مش عاوز أصلي هاقول له أنت حر ، بس المهم إنك تقنع ربنا! يوم القيامة إن انت صح، إن انت كنت سايب الصلا عشان واحد اتنين تلاتة أربعة، أنا برئ منك أنا ماليش علاقة، أنا ماليش علاقة بموضوعك، فأنا باقول لكل شيخ سامعني أو شايفني دلوقتي ما تدخلوش نفسكو في قضية الحجاب، انصحوا وبينوا الحكم وقول لأي واحد أنت حر، بلاش، واحد جه يقول لي أنا عاوز اكفر بربنا أنا غير مؤمن بالله، هاقول له إيه؟ هاجري وراه بالخرزانة؟ هاضربه بالمولوتوف؟ هابلغ عنه؟ أبدا ولا لي علاقة بالموضوع، لست عليهم بمسيطر، إن عليك إلا البلاغ، إن أنت إلا نذير، ولا.. إحنا يا جماعة عاوزين نقول لكل فتاة محجبة وكل فتاة غير محجبة إحنا مش أطراف في هذه الأزمة، بس ده فرض اللي فرضه ربنا، اللي عاوزة تقلعه تقلعه، اللي عاوزة تلبسه تلبسه، الموضوع مش تبعنا خالص، طب إحنا وظيفتنا إيه بقا؟ بنبين إن الحجاب فريضة، فريضة مين اللي فرضه؟ فرضه ربنا)
وبعد أن روج الشيخ الشاطر أو التاجر الشاطر خالد الجندي لرأيه بأنه مش رأيه ولكنه فرض ربنا وشوفي إزاي هاتقنعي ربنا! أنا ماليش دعوة، وبعد أن ساوى بين ترك الحجاب وترك الصلاة بل ساوى ترك الحجاب بالكفر بربنا. بدأ في عرض ادلته الظنية من القرآن وكان مجهدا مرهقا وهو يحمل الآية بمشهد تمثيلي لا تحتمله، وأغفل ذكر الأحاديث المزعومة بعد انكشفت حقيقتها للعامة والخاصة.
ونسى الشيخ أن بنات جامعة الأزهر قبل الهجمة الوهابية لم تعرف شيئا اسمه الحجاب وكذلك نساء شيوخ الأزهر جميعا؛ كما نسي مرحه وابتسامته الدائمة التي لا تفارقه وهو يتلقى أخبار الرشوة والمحسوبية والغش والسرقة والجرائم الجنائية والاجتماعية.... ولكنها غابت عنه وحل محلها الحزن لمجرد أن واحدة فكرت في خلعه الذي هو رمز التحدي بالنسبة لهم، والدليل على تواجدهم، وعلامة تسلطهم على المجتمع وفرض وصايتهم عليه.
لم أذكر أدلة الشيخ خالد الجندي لأننا سنعرضها من خلال فصول الكتاب وهي:
الفصل الأول: الفرائض جاءت في القرآن قاطعة وصريحة.
الفصل الثاني: من الديوث الحقيقي؟
الفصل الثالث: الأدلة المزعومة من القرآن الكريم.
الفصل الرابع: الأدلة المزعومة من كتب الأحاديث.
[caption id="attachment_45686" align="aligncenter" width="600"] الحجاب[/caption]
* المقالات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع