حسن الكومي يكتب : عورة الأَمَة ؟ الحجاب.. الخديعة والوجيعة (4)

في المقال الثالت كنا انتهينا من فتوى الإجماع عن عورة الأَمَة من السرة إلى الركبة ونستكمل هذا الجزء "من الديوث الحقيقي؟!" * الأغرب والأنكت أن الفقهاء الغيورين لم يتركوا المرأة المحجبة والمنتقبة في حالها بل انقلبت غيرتهم عليها فجأة إلى دياثة إذ أجازوا بالإجماع لهذه المرأة الغالية عندهم والجوهرة المصونة والدرة المكنونة أن تخرج ثديها لرجل غريب عنها فيلتقمه بفمه ليرضع منها وبعدها يصبح إبنها من الرضاعة!، فيدخل ويخرج عندها كما يحلو له، ولكن إحقاقا للحق جمهور العلماء الأفاضل قالوا الحكاية مش فوضى ومش أي واحد يرضع!، ولكن هذا في حالة واحدة فقط وهي إذا كان هذا الرجل يعمل عندها أو يقضي لها مصالح متواصلة تجعله مترددا على منزلها ويختلي بها في بعض الأحيان!. وقد استندوا إلى روايات جاءت في البخاري ومسلم ولذلك هي عندهم في أعلى درجات الصحة! بل توجد روايات أخرى صحيحة عندهم أيضا وردت في أبي داوود وغيره تفتح هذا الحكم لكل الرجال إذ زعمت الروايات التي يؤمنون بصحتها أن السيدة عائشة كانت إذا أرادت أن يدخل عليها رجل أمرت بنات أخوتها أو أخواتها بأن ترضعنه فتصبح عائشة عمته من الرضاعة أو خالته من الرضاعة!. وقد أكد جمهور العلماء على أن رضاع الكبير يكون بالتقام الرجل لثدي الجوهرة المصونة مباشرة! وقد رد أبو إسحاق الحويني بشدة على من قال أن لبن المرأة يُسكب في كوب ثم يشربه الرجل، وسخر منهم وقال أنهم ليسوا من أهل العلم! ويستندون إلى روايات كلها ضعيفة، ثم شرح وحلل الروايات الصحيحة في البخاري ومسلم وقال "إنما الرضاع بمص الثدي"! ومعلوم أن الحويني في نظر التيارات الدينية هو أعلم أهل الأرض بعلم الحديث، وكذلك رد أستاذه وكبير رجال الحديث أبو ناصر الألباني وقال عن رضاع الكبير "إنما يكون الرضاع بمباشرة الحلمة"!. الشيخ السعودي عبد المحسن العبيكان يدافع عن رضاع الكبير ويقول أن عالما جليلا كان يحتاج أن يتردد شخص على بيته فأمر زوجته أن ترضعه وكان أمرا معروفا بين علماء عصره- وذكر أسماء بعضهم-ولم ينتقده أو ينكر عليه أحد لأن الناس كانوا أصحاب علم!، وقال أن من يسخر من سُنة رسول الله على خطر عظيم من دينه! فإذا كان شيوخ الحجاب والنقاب، والتدين الظاهري أمام الناس، يعطون تصريحا للمرأة المنتقبة والمحجبة من زوجاتهم وزوجات المسلمين بأن تخرج ثديها لرجل غريب يعتبرون أنفسهم حماة الفضيلة، فمن الديوث إذن؟! وحتى لا يقال أن هذا كلام السلفيين وأن الأزهر برئ فهذا نفس كلام الدكتور عزت عطية رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين (مباح للموظفة أن ترضع زميلها في العمل وأن يتزوجها بعد طلاقها!) كما قال ( الإرضاع يكون مباشرة بالتقام الثدي ، ولا يكون كشفا للعورة لأنه ضرورة)! وقال( من يريد أن ينتقدني فلينتقد الرسول!) وإذا كان تم التحقيق مع الدكتور عزت عطية لإصدار هذه الفتوى في الصحف وعلى الفضائيات، فلم تكن تهمته أنه قال شيئا جديدا ولكن لأن الأزهر عنده مبدأ "ليس كل ما يقال يعرض على العامة" فالأزهر مصمم على أن يعيش متأخر عن واقعه عشرات السنين وأحيانا مئات السنين، وشيوخ الأزهر لا يعرفون أننا في زمن النت والانفجار المعلوماتي، وما كان محبوسا على أرفف مكتباتهم المظلمة يمنعونه أو يخرجونه حسب نوع السبوبة قد ملأ الفضاء اليوم، وأن الشيخ جوجل ربنا يكرمه ويجعله في ميزان حسناته لا يخفي شيئا عن العامة أو الخاصة، وأن كل شيئ إنكشفن وبان! ، وأخبار فتاوى السلف الصالح قد أصبحت بجلاجل. ولذلك عاد الدكتور لعمله بعد فترة من الإيقاف لأن ما قاله موجود في آلاف الكتب، وهذا كتاب (دفع الشبهات عن السُنة والرسول) للدكتور عبد المُهدي عبد القادر رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين يقول عن حديث إرضاع الكبير في صفحة ٩٧: "إن الحديث صحيح بل في أعلى درجات الصحة، ولا ينكره منصف، بل إن هذا الحديث في عين الباحثين وسام شرف على صدر مدرسة الإسلام، وصورة علمية رائعة في عالم السنة النبوية"! إنها صورة من عشرات الصور لارتباك الإجماع، فتجد التشدد والانحلال في نفس الوقت، الغيرة الشديدة والدياثة في سلة واحدة. وما خفي كان أعظم. * الشيوخ الذين أجمعوا على الحجاب أجمعوا أيضا على الآتي: إذا عاد رجل من سفره بعد عدة سنوات لم ير فيها زوجته فوجدها حاملا، يقول له إجماع الفقهاء يجب أن تفرح بالمولود القادم لأنه إبنك ومن صلبك وإذا اعترضت على نسبه إليك يجلدك شرع الشيوخ ٨٠ جلدة! لأن مدة الحمل عند إجماع الفقهاء ممكن أن تزيد عن ٩ شهور ولعدة سنوات وقد اختلفوا فقط في الحد الأقصى لعدد سنوات الحمل في مخالفة صارخة للقرآن الذي حدد مدة الحمل مع الفطام ثلاثون شهرا، وهو ما يتمشي مع العلم والواقع. فإذا كان شيوخ النقاب والحجاب وبالإجماع يعطون نساءهم الحق الكامل بالحمل والولادة في غياب الزوج لسنوات ضاربين بعرض الحائط العلم والواقع وآيات القرآن، فكيف يقدمون أنفسهم على أنهم أهل الغيرة وحماة الفضيلة ولا يؤخذ الدين إلا منهم؟! * لا يتوقف إجماع الشيوخ عند هذا ولكن: رجل يعرف من قبل الزواج أنه لا يمكن أن ينجب طبيا وحملت زوجته وانجبت وأجرى تحليل DNA وثبت أن الطفل لا يمكن أن يكون ابنه وحاول الرجل إنكار نسب الطفل ....... نستكمل في المقال الخامس. [caption id="attachment_46482" align="aligncenter" width="522"]عورة الأَمَة عورة الأَمَة[/caption]