 (1).jpg)
حسن الكومي يكتب: الحجاب... الخديعة والوجيعة (٩)

أبدع الشيوخ وتيار الإسلام السياسي في تخويف النساء وإجبارهن على الحجاب بأحاديث وروايات هي في حقيقتها ضعيفة وموضوعة حسب تصنيفهم هم وليس تصنيفي أنا!، وتكتموا على ضعفها وبطلانها.
الحديث الأول الذي يستشهد به شيوخ الحجاب ويعتبرونه عمدة أحاديث الحجاب وهو ما رواه أبو داود (عن خالد بن دريك عن عائشة: أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يُرى منها إلا هذا وهذا- وأشار إلى وجهه وكفيه، قال أبو داوود: هذا مرسل، خالد بن دريك لم يدرك عائشة رضي الله عنها.
أبو داوود راوي الحديث يقول عنه أنه حديث غير صحيح وأن خالد بن دريك الذي نقل الحديث عن عائشة لم يدرك عائشة بمعنى أن خالد بن دريك ولد بعد موت عائشة!
فمن يأتي بعده بعشرات ومئات السنين ليقول أنه صحيح فهو كاذب مدلس.
وتصنيف الحديث عند المحدثين، ضعيف. ولكن الشيوخ يصرخون به على المنابر على أنه حدث بالفعل من النبي، ولا يتكلمون عن ضعفه!
* حديث آخر باطل وموضوع رددوه على المنابر بلا حياء أو ضمير.
(عن علي رضي الله عنه أنه دخل وفاطمة "على رسول الله ﷺ فوجداه يبكي، فسُئل عن ذلك فقال: ليلة أسري بي رأيت نساء من أمتي في عذاب شديد، فأنكرت شأنهن لما رأيت من شدة عذابهن، رأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها... إلخ الحديث")
وتصنيفه عند نفس الشيوخ أنه باطل ومكذوب على النبي ﷺ، وليس له أصل، وهو من٠ الموضوعات المكذوبة على النبي ﷺ وعلى علي وفاطمة رضي الله عنهما.
وقد شاهدت فيديو موجودا على اليوتيوب بعنوان (عذاب القبر للنساء الغير محجبات) للشيخ عمر عبد الكافي وهو يقول بخشوع وحزن على النساء غير المحجبات وبكل راحة بال وموت ضمير وقد أغمض عينه ( رأى النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح من أحاديث! ليلة المعراج نسوة أو نساء معلقات من شعورهن، من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء نساء من أمتكم كن يرى شعورهن الأجانب، والأجنبي كل من يحل له أن يتزوج بها)
ولم يذكر مولانا أن هذا الحديث تصنيفه عند شيوخ الحديث باطل لا أصل له ومكذوب على رسول الله بل قال فيما صح من أحاديث!
وأذكّر الشيخ عبد الكافي وغيره بالحديث المتفق عليه ( من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) وإذا كان الحديث يقصد من قام بوضع الحديث المكذوب ، فيوجد حديث آخر في مسلم يطابق حالة الشيخ عمر عبد الكافي يقول (من حدّث عني بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين) وهذا يشمل من وضع الحديث ومن ردده على أنه صحيح وهو يعلم أو يشك بكذبه.
ورغم ذلك كان وما زال أصحاب الضمائر
الميتة من الشيوخ الذين استأمنّاهم على ديننا يرددوه لتخويف النساء وإجبارهن على لبس الحجاب على أنه شرع الله وليس شرع المشايخ!
وفتوى الحجاب واحدة من شرع المشايخ وفتاواهم البعيدة عن الدين والتي استهدفت المرأة، ومنها ما تجاوزها المجتمع دون أن يطلب من المشايخ تغييرها مثل إجماعهم على أن تعليم المرأة لا يجوز إلا في سن الطفولة، وكان هذا هو الصوت السائد قبل ثورة يوليو، ومن تعطّف عليها بالتعليم وضع شروطا يصعب على الأهل تنفيذها كأن يكون تعليمها على يد امرأة، أو رجل بينها وبينه حائل أو ساتر!
وقد تجاوز المجتمع هذه الفتوى بعد ثورة يوليو بانتشار المدارس في كافة أنحاء المدن والأرياف مع تحرير محضر لمن لا يقدم أوراق ابنته أو ابنه للتعليم إذا بلغ سن السادسة.
كذلك فتوى لا يجوز خروج المرأة للعمل بل واتهام زوجها بأنه ديوث! ولم يلتفت لهم أحد بعد أن التزمت حكومة الثورة بتعيين الخريجين من الجنسين.
وفتوى عدم جواز تولي المرأة منصب قيادي تقود فيه الرجال، وحرمة مشاركة المرأة في الحياة السياسة أو الإدلاء بصوتها في الانتخابات أو ترشحها للمجالس النيابية. وقد أُعد دستور سنة ١٩٥٦ الذي أعطى المرأة الحق في المشاركة السياسية وسط صيحات الشيوخ الرافضة.
هذه كلها فتاوى تجاوزها المجتمع وذهبت في طي النسيان. بل أن الشيوخ أنفسهم ساروا في ركاب المجتمع ولم يمنعوا بناتهم من الحصول على أعلى الدرجات العلمية ولم يمانعوا أيضا في خروجهن للعمل، بل أن الشيخ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف قام بتعيين ابنته المتخرجة حديثا من كلية الآداب بهيئة البترول مفضلة على ملايين الخريجين الذين سبقوها في التخرج والتخصص والتقدير وذلك عن طريق الوساطة ومباركة فساد الدولة دون أي احترام لمكانته أو عمامته!
[caption id="attachment_47730" align="aligncenter" width="720"] الحجاب[/caption]