
د. محمد سيد احمد
كلاكيت ثالث مرة المعارضة السورية المزعومة التى لا تمتلك من أمرها شيئ تشد الرحال هذه المرة من الرياض مباشرة وليس من اسطنبول أو الدوحة كما حدث فى المرات السابقة, وبأوامر من حكام آل سعود الذين يتلقون أوامرهم المباشرة أيضا من أسيادهم فى واشنطن وتل أبيب, فالسيد الأمريكى مازال يمسك بأطراف الدمي ويلاعبها بين أصابعه ويوجهها لتقوم بما يريد مقابل حفنة من الدولارات وإقامة فاخرة فى فنادق الخمس نجوم فى كل عواصم العالم, دون أن تلتفت الدمي أن ما تتقاضاه من دولارات وما تنعم به من إقامة يتم على حساب تمزيق الوطن وعلى أشلاء جثث الأبرياء الذين يعانون ويلات الحرب الدائرة رحها بالداخل السورى منذ ما يقرب من خمسة أعوام.
وكما ذهبت هذه الدمي – التى يطلق عليها تجاوزا معارضة – الى جنيف ( 1 ) ثم جنيف ( 2 ) دون قدرة على توحيد كلمتها لأنها لا تعبر عن موقف مبدئي تجاه الوطن بل تبحث عن مصالحها, وتتلقى تعليماتها ممن يدفع لها ويحتضنها فى فنادق بلاده, وتدفع أيضا للجماعات الإرهابية التى تخوض الحرب على الأرض السورية, ولأنها لا تتعامل مع السيد الأمريكى مباشرة بل تتعامل مع ذيوله فى اسطنبول أو الدوحة أو الرياض الذين يلقنونهم أن المطلوب منهم فقط هو إحداث ضجيج وصراخ وعويل والتمسك بكلمة واحدة هى ضرورة رحيل الرئيس الأسد الذى يشكل عقبة فى طريق أحلام السيد الأمريكى وحليفه الصهيونى والذى يكشف بقائه ووجوده مدى العمالة والخيانة التى تشكلها الرجعية العربية التى تنفذ دون وعى الأجندة الأمريكية الصهيونية التى تريد تقسيم المقسم وتفتيت المفتت داخل امتنا العربية.
أما الجديد هذه المرة وفى جنيف ( 3 ) هو ذهاب الدمي للحوار دون وسطاء, فقد تم الاتفاق على أن يكون الحوار سورى – سورى لكن هيهات أن يحدث ذلك فالوفد الرسمي الذى يترأسه أسد الدبلوماسية العربية السورية الدكتور بشار الجعفرى الذى هزم أمريكا وحلفائها الغربيين فى كل المعارك عبر السنوات الخمس الماضية من خلال موقعه كمندوب دائم لسورية بالأمم المتحدة واستطاع أن يفضحهم ويكشفهم أمام العالم أجمع هو الذى سيقود الحوار على مائدة المفاوضات وإذا كان الأسد قد استطاع التهام فريسته الأمريكية الثمينة فهل يعجز عن اتهام هذه الدمي, فالأسد الجعفرى يمثل موقف الدولة السورية الواضح منذ اللحظة الأولى فهو يدافع عن وطنه ضد التقسيم والتفتيت ويخوض الحرب ضد الجماعات الإرهابية التى تخوض الحرب على الأرض السورية بالوكالة, فى حين تأتى الدمي السورية – أسما – الى جنيف لتدافع عن مصالح مموليها وهذه المرة تراجع موقفهم خطوة للوراء بعد أن تلقوا تعليمات بعدم الحديث عن رحيل الرئيس الأسد حيث تم استبدال هذا المطلب بمطلب آخر هو ضرورة رحيل الحكومة السورية وتشكيل حكومة انتقالية برئاستهم قبل بدء المفاوضات, وبالطبع يثير هذا الحديث كثيرا من السخرية ذلك لأن من بين هذه الدمي من لم تطأ قدميه الأرض السورية منذ ميلاده ولا يعرف عنها شيئ غير أنه يحمل جواز سفرها وفى نفس الوقت يطالب بحكم وطن لا يعلم عنه أى شيئ ولا يعلم ماذا فعلت بأرضه وشعبه هذه الكائنات الإرهابية من تدمير وتشريد تنفيذا لتعليمات هذا السيد الأمريكى الذى يدير الحرب على سورية المقاومة والممانعة.
وبناء على ذلك فجنيف ( 3 ) مثلها مثل جنيف ( 1 ) وجنيف ( 2 ) لا يمكن أن تخرج بجديد لأن الدمي لا تمتلك من أمرها شيئ كما لا يمتلك مموليها وممولى الإرهاب على الأرض السورية فى اسطنبول والدوحة والرياض من أمرهم شيئ أيضا, فالكرة أصبحت الآن فى ملعب السيد الأمريكى وعليه أن ينزل لملاقاة الأسد مباشرة ودون وسطاء ودون دمي, فالرئيس الأسد أطلقها منذ اللحظة الأولى أنه لن يجلس ولن يتحدث مع الوسطاء والدمى بل سيجلس ويتحدث مباشرة مع السيد الذى يدير الحرب على سورية من وراء الستار, وكما أكد أيضا أنه على استعداد للجلوس على طاولة المفاوضات لكن دون أن يترك ساحة القتال فالمعركة مستمرة مع الإرهاب من خلال الجيش العربي السورى الذى يجفف منابع الإرهاب ويحصد يوميا مئات الأرواح من التكفيريين الذين آتوا الى سورية من كل بقاع الأرض, ولولا نجاحات الجيش العربي السورى على الأرض ما كانت هناك مفاوضات, وما كانت هناك جنيف ( 1 ) أو ( 2 ) أو ( 3 ) أو (10 ) , لكن على الولايات المتحدة أن تعلم أن كل هذه المفاوضات بواسطة الدمي لن تأتى بأى جديد فقط تطيل أمد الحرب, وإذا كانت أمريكا بالفعل تريد إنهاء الأزمة فعليها أن تتوقف فورا عن دعم الجماعات الإرهابية على الأرض وتعطى أوامرها لذيولها فى اسطنبول والدوحة والرياض بالتوقف فورا عن دعم وتمويل واحتضان الدمي, لقد أسدل الستار ولابد للسيد أن يصعد مباشرة فوق خشبة المسرح ليواجه الأسد وجها لوجه دون وسطاء أو دمي حتى تنتهى المعركة بشكل نهائي بعد أن نجح الجيش فى حسمها على الأرض, اللهم بلغت اللهم فاشهد.