على إبراهيم يكتب : الغباء الموروث

إنه ال
على إبراهيم
إنه الغباء الموروث الذي يتسبب في تطفيش هؤلاء المائة مشاهد الذين كان يمكن أن تستقطبهم تلك الجريئة المسماة عزة الحناوي، التي تجاسرت وتجرأت لترتكب كما العشرات غيرها من الاعلاميين حماقة، أن تدلو بدلوها وتعبر عن رأيها في برنامج علي قناة مجهولة تابعة للتلفزيون المصري تسمي قناة القاهرة، وكانت منذ زمن يطلقون عليها القناة الثالثة، قلما أن ضبطت شرطة الاذاعة والتلفزيون مشاهدا متلبسا بالفرجة عليها ولو من باب الشماتة، أوبطريق الخطأ يضغط علي ريموت كنتروله فوجد نفسه أمام قناة من تلك المجهولات، التي يرتع فيها مايزيد علي أربعين ألف عفريت احتارت كل إدارة منذ قيام الثورة أو حتى قبلها في صرفهم من تلك الخرابة التي تجمعوا فيهانوتسمي ماسبيرو
.
ومثلما ضبطت السيدة عزة الحناوي متلبسة بانتقاد سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في تلفزيون الدولة “أي الشعب” الذي من بين جموعه عدد لابأس به لهم نفس رؤيتها في الرئيس، كثرت تلك النسبة أو قلت، لكنها موجودة ولها في ملكية تلك القنوات مثل هؤلاء الذين يكيلون المديح والثناء والشكر والامتنان للرئيس الذي أنقذنا من براثن الشيطان الإخواني، غير انه ضل بنا مرة أخري إلي طرق وعرة جعلته يستعين بنفس الوجوه – لم يكن السيد أحمد أبوالغيط الذي تولي حقيبة أمانة الجامعة العربية ولن يكون آخرها قطعا – التي خرجت عليها الناس في ثورة كان السيد الرئيس أحد القادة التسعة عشر الذين لم يؤيدوها وحسب بل وانحازوا لها وضغطوا حتى تخلي الرئيس مبارك
.
أسأل نفسي .. هل اخطأت السيدة المذيعة التي يجري تجريسها علي قدم وساق، واجيب لاشك أنها أخطأت عندما أقحمت رأيها وهي مقدمة برنامج وليست ضيفا، بل أنها أجرمت عندما منعت ضيفها من أن يقول رأيه الذي هو عكس ما تري تماما، وما فعلته ضد الديمقراطية والحرية التي نطلبها لها، حتى لو كانت هي على الحق وهو علي غيره، لكن نفس السؤال للذين يعدون العدة لذبحها ويجهزون أنفسهم لرجمها عند الصلاة علي جنازتها، من منهم طالب بمنع زميل لها لا ينافق الرئيس طوال الوقت علي الهواء ويكاد يجعل منه إله ولا يرضي بأن يكون نصف إله؟!، لا أعتقد أن معارضا أو مؤيدا طالب استبعاد أحدهم أو حتى التحقيق معه بتهمة “التطبيل” وهي جريمة في رأيي مماثلة تماما لما فعلته “، الحناوي” وربما أكثر إذا ما استدعينا الحديث الذي يقول (رحم الله امرئ اهدي آلي عيوبي)
. ولا تسأل نفسك تلك الأسئلة الساذجة من نوعية هل مذيعة على قد حالها في قناة لا يراها أحد قادرة علي تهديد عرش الرئيس الذي أتي بأغلبية 97 بالمائة، وهل أصبحت الدولة المصرية وأجهزتها السياسية والسيادية والأمنية في مهب ريح كلمتين فارغتين من فم مقدمة برامج. أم إنه الرعب وعدم الثقة بالنفس يدفع إلي الشك في كل كلمة غاضبة أو ناقدة واعتبارها خارجة عن الاصطفاف الوطني المزعوم، فيها أيها الذين لم يختشوا
بعد، قبل أن تقوموا بتعرية سيدة لا يعجبكم كلامها انظروا إلي عوراتكم المكشوفة علي قارعة كل طريق
.
بالله عليكم اتركوها تقول ما لديها، والتفتوا للاقتصاد الذي يمرض ويتعافي ثم يمرض أكثر، وانظروا قليلا للتصريحات الاثيوبية ببناء سد آخر غير الذي سيسد علينا منافذ المياه ولم نصل فيه إلى حل، وانتبهوا بما يقرره الاتحاد الاوربي بشأن حالة حقوق الانسان في مصر أو إلى الدولار الذي يواصل تحرشه بعملتنا المسكينة، وتوجهوا إلى سعد الدين إبراهيم الذي يقسم برأس أبيه الذي في البيت الابيض، لطالما عاد نظام مبارك إلي سدة الحكم فلابد أن يعود الإخوان كما كانوا ساسة ودعاة، وتعود كل العصابات بربطة معلميها… ويغيب الشعب
.
حزن الختام :- قبل الاقالة حتي دولة مبارك التي زالت كان فيها من هم مثل المستشار الجليل زكريا عبدالعزيز ملء السمع والبصر، وأما دولة مبارك الجديدة فقد ضاقت علي من هم مثله وأقسمت برأس صاحبها تتخلص منه، ليبقي المستشار الزند جالسا وحيدا علي تلها.