
لم استطع أن أحبس دموعى اثناء قيام رئيس الجمهورية بتسليم النياشين والانواط لأسر وابناء الشهداء اليوم، خاصة وأحد اباء يقول ان هذا الشهيد هو الثالث فى العائلة، وسالت الدموع وطابور الأبناء والبنات يصعد للمنصة لمصافحة الرئيس وتلقى تقدير الدولة المعنوى للشهداء
و كنت أنتوى توجيه نداء لوقف هذا الهدر العبثى لدماء أبناء الوطن
لكنى تراجعت لأنى متأكد ان لا حياة لمن تنادى
فى ظل موجات الهدر المتتالى لشباب الوطن ومقدراته على مدار عدة عقود بلا أى عائد حقيقى سواء على صعيد تحقيق الأهداف أو الاستفادة من الأخطاء
هناك من يزج بالشباب موجات وراء موجات إلى محارق الموت هدراً بينما يجلس هو إلى جوار المدفأة فى بلاد الغرب ، أو فى أسوأ الأحوال يرزح فى السجن أمناً على حياته وينشد حريته على أشلاء أنصاره
وطالما أنه لا عقل يتلقى نصيحة فلتكن يد القانون القوية جاهزة لقهر قوى الإرهاب والعنف والقضاء عليهم كبديل وحيد ومنطقى عن ردعهم ، فالردع لم يعد يكفى ، لأنه يفتح باب العودة ولو بعد حين، يجب أن نقتلع السرطان من جذوره ونتحمل ألام الجراحة حتى لو تضررت بعض الخلايا السليمة فى أثناء الجراحة
ودعونى هنا انطلق من مقولة المقبور سيد قطب “أنه لا بأس من أن يدهس قطار الوطن بضعة ملايين وهو فى طريقه” وكذا مقولة سىء الذكر محمد مرسى أنه “لا بأس أن يموت منا كام مليون ونحن ندفع صخرة الوطن فى منحدر الصعود
وهنا لابد أن نذكر بمسيرة بعض الارهابيين القدامى كنماذج مهمة للدراسة
فالأخ ناجح ابراهيم هو أحد الارهابيين القدامى الذين سنحت لهم الظروف ان يتوبوا وينوبوا ويعودوا الى رشدهم ويتبنوا رؤى فى اتجاهات مغايرة تماما لما كانوا عليه، فلك ان تتخيل شخصاً كهذا قتل فى مواجهات ملوى واسيوط وغيرها كغيره من مئات الشباب الذين غرر بهم هو وغيره وقُتل منهم من قُتل، واصيب من أصيب واضاع غيرهم زهرة شبابه فى السجون، ثم قالوا كنا مخطئين
ماذا عمن قُتلوا ؟؟ و هل يصل اليهم الأن انهم كانوا وقودا فى معارك خاطئة ؟؟ وهل لو اتيحت لهم الفرص كانوا سينهجون نهج ناجح؟؟ ام انهم كانوا سيخطون على خطى رفيقه الارهابى التائب العائد عاصم عبد الماجد؟؟
فالأخ عاصم عبد الماجد هو احد قيادات هذه الجماعة الارهابية وبعد ان قطعت الدولة اوصالهم فى التسعينات خرجوا بما سموه المراجعات والتوبة و استنكار ما كانوا عليه
وظل على هذا الحال – تائب عن الارهاب- حتى واتته الفرصة مع الاخوان ليعود سيرته الاولى محرضا الشباب على العنف
ولا انسى له وقفته على منصة الاعتصام الاجرامى فى رابعة وهو يقول “اننى انتظر رصاصاتك ها هنا -مشيرا الى جبهته ” وما ان انفض الاعتصام لم نجد له اثرا، فقد ظل يجرى حتى ظهر ممتطياً صهوة قناة الجزيرة محرضاً المغيبيين فى الداخل ليستمر شلال العبث بدماء أبناء الوطن
ولا يبتعد عن النموذجين الاخيريين كثيرا ابو العلا ماضى فهو كان رفيقيهما فى اعمال ارهابية فى اسيوط فى صدر الشباب ثم تاب واناب ثم عاد قبل ان يدرك حقيقة الموقف ليخرج من السجن فى صفقة يتوارى بموجبها عن الانظار
تاريخياً الإرهاب لم يهزم مصر ، قد يكون قد استطاع ان يسبب لنا بعض الألام فى بعض الأوقات، ولكنها تبقى ألام مقبولة ونستطيع كشعب ان نستوعبها و نتحملها ، ولكن تبقى الحقيقة الوحيدة أن مصر ستهزم الإرهاب وتقضى عليه
فهل يدرك الصغار ممن يتم دفعهم الى طريق الهلاك حقيقة ما هم فيه من ضلال و إضلال ، أم يستمرون فى تقديم دماءهم على مذبح الوهم والضلال؟؟