
لم أكن أرغب أن أتناول الحديث في أي من الشأن الداخلي للوطن العظيم الخالد في ضميري “مصر” قبل أن يستكمل
.
القائد الذي كلفناه لقيادة سفينة الوطن للنجاة به من تلك اﻷمواج العالية المتﻻطمة من كل حدب وصوب وقد أستهدفته
.
بقصد تدميره وإغراقه في بحر الظلمات التي عشنا بها طوال أربعون عاما مضت منذ رحيل القائد الخالد جمال عبد الناصر
.
وﻷنني كنت واحدا من الذين تحمسوا له وعملت بكل ما أوتيت به من ملكات وإمكانات لدفعه نحو قبول إللحاحنا بالترشح
.
لتحمل مسئولياته ومن ثم فقد تحقق لنا ولشعبنا العظيم حلما كان يراود كل الوطنيين الشرفاء الغييورين المحبين للوطن
.
ومنذ ذلك الحين وأنا أرقب كل شئ بعين ﻻتغفل عن وطني لشدة مايحيط به من مؤامرات وكراهية وحقد ﻷي حالة نتقدم
.
بها خطوة لﻷمام على طريق البناء والتنمية وما يمتلكه وطني العظيم من إمكانات وموقع إستراتيجي وشعب وتاريخ عظيم
.
مايجعلنا قادرين على الصمود والتحدي وبرغم تصاعد مستوى بناء ودعم العﻻقات الخارجية للوطن بنجاح ملحوظ ومشهود
. مع كل اﻷطراف الدولية وبخاصة تلك اﻷقطار العربية التي وقفت مع الوطن ودعمته بكل صنوف الدعم وهو مايقدره الشعب
. المصري العظيم غير أن ماحدث مؤخرا من توافق القيادتين المصرية السعودية على إعادة جزيرتي تيران وصنوفر الى خريطة
. بﻻد الحجاز التاريخية قد جانبه الصواب وخطأ في التوقيت وربما دون دراسة مستفيضة من حيث اﻷوضاع الداخلية والدولية
. وحجم المؤامرات المتصاعدة طرديا مع كل نجاحات الوطن للعبور ومحاوﻻت الخروج من عنق الزجاجة التي حشرونا بها أعدائنا
. ومستعمرنا القديم المتربص بنا مع تلك المخططات الشيطانية الصهيو أمريكية التي تصر على إسقاط الوطن واستمرار حالة
. الفوضى وكما تﻻحظون مع كل بصيص من اﻷمل يأتينا ويظهر في اﻷفق حتى نجد أعدائنا يدبرون لنا كيدا كما حدث مع إسقاط
. الطائرة الروسية وبعد اﻹعﻻن عن حقل الغاز الضخم مقابل سواحلنا دبروا لنا مقتل الشاب ريجيني ولذا فقد كان إختيار إعادة
. الجزيرتين الى السعودية رغم وجاهته إعتمادا على صحة اﻹتفاقيات التاريخية بين الدولة العثمانية وبريطانيا التي كانت عظمى
. آنذاك وكذلك الخطابات بين عبد العزيز والملك فاروق وقد أتيحت لي فرصة اﻹطﻻع على بعض الخرائط والرسومات المؤرشفة
. في اﻹستانة ودار الوثائق والمخطوطات البريطانية التي تعتبر أن الجزيرتين تقع ضمن اﻷراضي الحجازية . ولما تقدم فإنني
. أقترح على القيادة المصرية اﻵن اﻷخذ بنظر اﻹعتبار الحالة النفسية التي تعم الشارع والعقل الجمعي لﻹنسان المصري إذ
. يعتبر أن الأرض هي الشرف والعرض وهي المدخل المغرض الخبيث التي إستطاعت من خﻻله تلك الجماعات المعادية للوطن
. والقائد تحريك الشارع والجماهير بما له من تأثير في غير صالح الوطن . وعذائي في عدم موافقة نواب البرلمان على كل
. ماتم بخصوص الجزيرتين وإرجاء ذلك الى وقت يتناسب مع الظروف التي تحيط بنا وبالمنطقة وعلى القيادتين المصرية وكذلك
. السعودية إحترام رأي الشعب المصري وتفويت الفرصة على هؤﻻء الحاقدين المأجوريين واﻹعﻻميين المضللين المحسوبين
. على جماعات الطابور الخامس والمنظمات الدولية .