
على إبراهيم
لن يستقر النظام بجناحيه السلطة والمعارضة في مصر لا علي المدي المنظور ولاحتي البعيد، وذلك الاتهام البغيض بالتخوين مشرعا ضد من يجهر برايه في قضية ما، وإذا كان الإرهاب يحاول زعزعزة الاستقرار المنشود لهذه الامة، فلن تقوي علي مواجهته والاخ يوصم أخاه بالخيانة حال اختلافهم، وكل الرموز الوطنية في مرمي التخوين والتشويه، فلا إعتبار لتاريخ، ولا إحترام لقيمة.
لن تستقيم الدولة الا باكتمال بناء سلطتها علي أسس سليمة، وتخلص النظام من البراثن العالقة به، والانصياع الكامل لأهداف ثورتي 25يناير و30 يونية، والعمل علي تحقيق تلك الاهداف باخلاص وتجرد، وان تتكاتف المعارضة في تأسيس بديل حقيقي يواجه تلك السلطة حال فشلها او فسادها بدلا من محاولة اسقاطها، والعمل علي اللجوء للصندوق للتغيير، مهما كان الطريق شاقا والتكلفة باهظة.
لن تتتعتع تلك البلاد الي الأمام قيد أنملة ونظامها يجافي شبابها، ويزج به في غياهب السجون، لمجرد ان بعض منهم لا يرضي عن هذا النظام ويختلف معه، او حتي يجافيه كلية، فليس الحل ابدا الشروع في استخدام عصا الامن الغشيمة في قتل طموحه وكبح جماحه، بل الحل الامثل الناجع والناجح كي تنهض تلك الدولة هو استقطاب المختلفين او احتوائهم او حتي التعايش معهم.
ستظل السلطة قلقة علي نفسها، مهما سابقت الزمن في محاولة تقديم انجازات اسمنتية تخلو من الروح ، ومهما بنت من مساكن في الشرق والغرب والشمال والجنوب او شيدت من سجون وليمانات، وطالما استمرت حالة القهر والاجبار علي الرضوخ او الصمت او التطبيل.
لن يلتف هذا الشعب حول مؤسساته ونار الاسعار تكوي قلبه قبل جيوبه، في ظل فشل حكومته في السيطرة علي هذا الانفلات، ولن تقوي المؤسسة العسكرية علي الاستمرار في ان تكون بديلا لفشل الحكومة، فللجيش مهامه المنوط بها، الا اذا جرت عسكرة للجميع وهذه مهمة لاتطاق غير انها مستحيلة التحقق.
لن يتحرر الانسان المصري وقيم العدالة الاجتماعية غائبة، ونظام التعليم بعيدا عن نية الإصلاح” راجع خطاب الرئيس الذي قال ان اصلاح التعليم يحتاج الي عقد ونصف تقريبا”، كما ان حال الصحة يقوم علي السحت والاستجداء ” لاخظ اعلانات التسول التي تملأ الشاشات للتبرع ” فهذه ليست وسيلة تكافل وهي ايضا ليست مهمة المواطن.
لن يستتب الأمن وعيون الصبية مشدوهة امام التلفزيون اعجابا واجلالا ومحبة وتقدير للبلطجي رفاعي الاسطورة او ناصر الدسوقي، وتصفق لكل مشهد عنف وتتلذذ بمشاهد القتل ، فهذا إن دل علي شئ فانما يدل علي غياب العدالة، ويرسخ للبلطجة كقيمة، وللفساد كنظام بديل.
لن ينصلح حال الا اذا تشابكت الايادي ، لا اشتبكت.
حزن الختام : –
لن تتحقق العدالة الاجتماعية إلا اذا امتلك كل مواطن مصري فيلا بثلاثة حدائق في القاهرة الجديدة ، وشاليها في موسي كوست ، ثم يتقافز علي ظهر المستيرال بحذائه كما فعل محمد ابوالعنين .. قبل ان يتحقق ذلك فلا تتحدث عن الثورة ولا عن اهدافها!!!