
بادئ ذي بدئ، وحتي لا يزايد احد علي احترامنا لقواتنا المسلحة المسلحة، التي ننزلها منزلة القداسة، ونضعها فوق كل التنظيمات السياسية والمؤسسية ايا كان قدرها، حتي انني شخصيا تعرضت لانتقادات عنيفة عند اثارة موضوع التنازل عن الجزيرتين “تيران وصنافير” عندما اتخذت موقفا مغايرا لمن يؤكدون مصرية الجزيرتين بالوثائق والخرائط وغيرها ، وقلت انني اثق ثقة عمياء في ان جيشنا العظيم لا ولن يفرط في حبة رمل مصرية .
قبل عدة ايام جاءني خبرا علي الميل الشخصي واظنه قد ارسل لزملاء اخرين مفاده، ان الدكتور أسامة عمر، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الفضائيات، “وهذه وظيفة لا اعلم عنها ولا عن شاغلها شيء – ربما لجهلي – قد صرح لاحدي الفضائيات ان هناك حملة قومية لمكافحة الإرهاب والتطرف في مصر، نشأت من منطلق إحياء المشاركة والدفاع الشعبي من جديد، مثلما حدث عقب نكسة 1967، فكانت قوات الدفاع الشعبي ظهيرًا لكل الكتائب العسكرية على الجبهة حتى تحقق النصر في 1973.
وأضاف أنه يجري إعداد “مؤخرة” للجيش المصري، للدفاع عن الأسرة المصرية والشارع المصري، وذلك من خلال الحملة القومية لمكافحة الإرهاب والتطرف.
وان”الحملة تستهدف جميع المراحل العمرية المختلفة من الشباب وكبار السن حتى عمر 80 عامًا، حيث انضم لها نحو عشرين ألف مواطن حتى الآن، على مستوى 28 محافظة، مشيرًا إلى أن الحملة تستهدف ضم 6 ملايين مواطن خلال سنة”.
وبما اننا لسنا في حالة حرب نظامية ، وان لدينا جيشا نثق به يعمل بجوار وزارة الداخلية في محاربة الارهاب والاحرام معا، فقد استغربت للخبر وظننت انه مدسوس من “اهل الشر” وبحثت عنه علي المواقع الشهيرة ولم اجد له اثر الا في بعض الصحف الالكترونية غير المشهورة، فقمت بنشره علي صفحتي الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك طالبا استفسارا من أحد، ولكن لم اتلقي إجابة، حتي ان زميلا لي طلب مني حذفه كونه خبرا مريبا، فاعتقدت ذلك حتي فوجئت اليوم الجمعة الموافق 10 من شهر يونيو ان موقع “اليوم السابع” اكد الخبر وأورد متابعة له يؤكد علي ان الآمر ليس مجهولا ونشر بيانا مفاده ” أن مبادرة “الجيش الرابع”، اعلنت عن استقبالها 5000 استمارة للانضمام للمبادرة، موضحه أنه تم فحص تلك الاستمارات والتواصل مع 1500 متقدم لحضور المقابلة الشخصية مع شباب المبادرة، وذلك بهدف تحديد قدرة كل متقدم على دعم المبادرة وتطويرها وتقديم أفكار لها، بالإضافة إلى التمكن من تشكيل فريق عمل فى كل محافظة ليكون قادر على تمثيل المبادرة والإضافة لها والتواصل مع أعضائها بالمحافظة.
وأوضح أن المقابلات الشخصية حضرها 1088 متقدما من مختلف المحافظات جاء توزيعهم فى كل من محافظات القاهرة، الإسكندرية، البحيرة، الغربية، كفر الشيخ، قنا، الأقصر، أسوان، البحر الأحمر، بورسعيد، الإسماعيلية، بورسعيد، السويس، دمياط، مشيرًا إلى أن فريق المبادرة سيتواصل مع كل من تجاوز المقابلة الشخصية الأولى لتحديد لقاء أخر، ومن ثم إعلان الأسماء التى تم قبولها عبر الصفحة الرسمية للمبادرة على مواقع التواصل الاجتماعى.
إذن الامر لم يعد سريا، ولا خبرا مفبركا، يروج له “اهل الشر” ، واننا امام مليشيات مسلحة، تشبه الحرس الثوري الايراني او كتائب الاخوان وغيرها من التنظيمات الارهابية والاجرامية، غير ان هذه تتمسح في مؤسسة الرئاسة علي لسان “مستشار الفضائيات!!!”، حتي لو كان الرئيس يعمل جاهدا ويسعي حثيثا لارساء دولة المؤسسات والقانون، وانه يتطلب اعلام هذا الشعب بما يؤسس له، وتقنينه من خلال تشريع يصدر عن مجلس النواب، او ان تعلن مؤسسة الرئاسة تبرؤها منه، وان تجرمه المؤسسات التي تعمل علي اعلاء القانون.
فهذا لعب بالنار ويؤطر لدولة المليشيات، فلا جيشنا ومعه وزارة الداخلية تحتاج الي مثل تلك العصاات في محارة الارهاب والاجرام، كما يجعل منه زريعة لتأسيس قوات اخري لتنظيمات سياسية او حتي لرجال اعمال قادرين.
والي ان تنفض المؤسسة الرئاسية يدها من مثل هذا العبث، او يجري تقنينه بتشريعات، سيظل هذا المدعو الجيش الرابع من وجهة نظري – علي الاقل – تنظيما وهابيا وان شئت قل ارهابيا