
جاء جلستى إلى جوار الكابتن طاهر أبوزيد فى عزاء المرحوم عزازى على عزازى، وبعد إنتهاء المقرىء من قراءة القرءان، تجاذبت معه أطراف الحديث بمناسبة استقالته -أو دفعه للإستقالة – من حكومة الدكتور الببلاوى وملخص ما قلته له “أن ماحدث معه هو مؤشر سىء بالنسبة لى يؤكد أننا نسير فى الطريق الخطأ””
كانت استقالة طاهر أبوزيد من وزارة الرياضة قد وقرت فى يقينى على انها دلالة على أن صوت الفساد هو الأعلى ويده هى الأقوى
وقبلها كان الوزير طاهر أبوزيد قد قرر الدخول فى مواجهة الفساد فى قطاع الرياضة وفى سبيل ذلك قام بحل مجلس إدارة النادى الأهلى برئاسة حسن حمدى فى ظل ما توافر لديه من معلومات عن تورط قياداات بالمجلس فى قضايا فساد تقترب الدولة من فتحها
ولكن لأسباب تتعلق بقوة الفساد رفض الببلاوى قرار طاهر أبو زيد وتدخل بصفته السلطة الأعلى ومنع قرار الحل ، مما اغضب طاهر ، فزادت الحكومة فى معاندتها واوكلت لوزير الشباب خالد عبد العزيز ملفات وزارة الرياضة فى إطار سعيها للخلاص من طاهر ابو زيد
وبالفعل استقال طاهر ابو زيد مرسلاً رسالته لى بأننا نسير فى اتجاه خاطىء
ورغم الإطاحة بطاهرابو زيد وجدنا بعدها بأسابيع قليلة الكابتن حسن حمدى مقبوضاً عليه فى قضايا فساد وصدرت عدة قرارات بحبسه قبل أن يتم الإفراج عنه بعدها بكفالة فلكية، ثم نام الموضوع ولا نعرف ما الذى أل إليه الملف
.
قد يسأل سائل لماذا تذكرت هذه القصة الأن، وهذا حقه بالطبع
وأجيب أن ما دفعنى للكتابة فى هذا الموضوع ما جرى خلال هذا الأسبوع مع نقيب الصحفيين واثنين من قيادات النقابة ،ثم ما وقع بحق رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات هشام جنينة
نعم لقد تذكرت القصة وتذكرت كلامى للكابتن طاهر ان قرار ابعادك يدل على اننا نسير فى اتجاه خاطىء
ولقد حاولت ان اقمع هذا الشعور الذى انتابنى بأننا نسير فى مهادنة الفساد ونخاف من الفاسدين لأنهم اغنياء واقوياء
وتوالت بعدها المشاهد والشهادات والأراء والوقائع التى كنت اكذب فيها عقلى واحاول ان ابحث بقلبى عن نقطة ضوء وحيدة فى عتمة الليل البهيم
وخبطة وراء خبطة وضربة وراء ضربة وموقف يتلوه موقف يؤكده ويوضحه، وانا اقاوم واحاول ان اضع مبررات او تفسيرات
واسعى وراء الأمانى التى لا تستند لوقائع حقيقية، وافسر الأمور على ما تهوى نفسى وليس على حقيقتها كما تعلمنا
حتى كانت واقعة اقتحام نقابة الصحفيين والتى كانت بمثابة امطاراً وسيولاً نزلت لتزيل مساحيق التجميل التى حاولت ان اضعها بنفسى على الوجوه، لتظهر على حقيقتها
لم يكن موقفى مبعثه شخصى او مهنى على الاطلاق ،وبعيدا عن كونها نقابتى التى اشرف بعضويتها ، فإن موقفى لم يكن ليتغير على الإطلاق لو كان الأمر وقع مع أى نقابة أخرى -رغم الموقف المخزى لبعض المنتمين لنقابات نحترمها ونقدر تاريخها العريق
كان اقتحام نقابة الصحفيين بمثابة إعلان نوايا تجاه النقابة العريقة ومهمتها التاريخية فى الدفاع عن الحريات و كشف الفساد وفضحه
وفى ظل انتظار تدخل عقلاء- فى زمن عز فيه العقلاء- كنا ننتظر من يلملم الجرح ويفهم حقيقة الواقعة وخطورتها على مصر ومؤسساتها، ولم يطل الانتظار طويلاً، حتى وجدنا نقيب الصحفيين مقيد الحرية فى واقعة غير مسبوقة،، وقبل أن نفيق مما وقع لنقيب الصحفيين وجدنا رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات فى نفس الموقف يُنكل به لأنه قام بمهام منصبه فى كشف الفساد والانحراف فى جنبات الدولة
لقد رأيتها مبكرا وكذبت نفسى و هاهى تتأكد وتتغول