مقالات

ناصر أبوطاحون يكتب : لوجه الوطن..

10 مايو 2016 | 9:49 مساءً
من ليس له تاريخ يفنى ، والمقصود بالتاريخ ان يكون لديك ذاكرة تستطيع من خلالها رؤية الحاضر والمستقبل
وفى أزمة نقابة الصحفيين الحالية تداعت علينا مؤسسات الدولة كما تتداعى الأكلة على قصعتها وبالمرة كان فى زفة التداعى بعض المنتمين لمختلف الفئات فى مجتمعنا الذى تمزقه الأزمات
وفى زفة التداعى على النقابة اختلط الحابل بالنابل وحاول بعض المزيفين خلط الأوراق لطمس الحقائق ، وأخرها كان محاولة احد كبار الموالسين التاريخيين المنتمين لمهنة الصحافة أن يربط بين أحد الحوادث الارهابية وبين نقابة الصحفيين وازمة اقتحامها فى ربط تعسفى يتنافى مع ابسط بديهيات التحقيق الذى ينشد العدالة والأمن
وربما تضطرنى مثل هذه المواقف وغيرها إلى إنعاش الذاكرة الوطنية بعدد من المواقف والأحداث لعلها تدفع البعض للتروى والتفكير فى حقيقة الأزمة
الجرائم التى طالت الضباط والجنود والأمناء لم يكن بها صحفى واحد متورط لا من قريب ولا من بعيد، بل كان دور الصحافة هو نقل هذه الجرائم بتفاصيلها وقصص ضحاياها الى عموم الشعب وشحذ هممه ورفع معنوياته وهو يخوض معركته ضد الإرهاب ويقدم ضرائب الدم من ابناءه سواء فى الشرطة او القوات المسلحة
فلا يخلو بيت فى مصر إلا وهو مرتبط بالجيش والشرطة بحبل سرى وهو أحد أبناءه
وسأبدأ من حادث مقتل ضابط الأمن الوطنى المقدم محمد مبروك على ابواب منزله، وهى الجريمة التى ثبت تورط أحد ضباط الشرطة من زملاء مبروك فى تلك الجريمة البشعة
وفى جريمة مقتل رئيس مباحث شبرا المقدم محمد لطفى الذى كان يطار تجار المخدرات وكذا جريمة مقتل ضابط مباحث قليوب وعدد من رجاله فى كمين لتجار المخدرات لم تكن هناك ازمة نقابة الصحفيين ولا اقتحام ولا حاجة
كانت هناك جريمة مخلة بالشرف والضمير وكل شىء له معنى، كان هناك تشكيل عصابى يضم 27 ضابطاً برتب مختلفة وبهم لواءات يعملون -للأسف- ناضورجية لدى عصابة “الدكش” وتابعه “كوريا”.
وفى جريمة حلوان تقول جريدة الوفد فى عددها اليوم 10 مايو 2016  ان هناك 5 ضباط متورطين فى الجريمة، ومن يحاول ان يقرأ الجريمة قراءة تفصيلية بعيداً عن مزايدات الموالسين ، لابد ان يصطدم ذهنه عشرات الأسئلة عن كيفية مقتل الضحايا دون أن يتمكنوا من رد الهجوم ولو بطلقة واحدة، وعن مقتلهم بالقرب من مقر القسم وبعد مغادرته بعشر دقائق ، فلا نقابة الصحفيين عندها دفتر التحركات ولا مواعيدها لنربط بينها وبين الحادث فى ربط يستهدف عقولاً ضربها الحزن على الضحايا فى الأساس.
ولن اتحدث هنا عن الجرائم المشينة التى تحمل اسما كودياً هو “الحوادث الفردية” التى يقتل فيها رجال شرطة مواطنين فى الشارع برصاص ميرى لأسباب وخلافات شخصية ليس لها علاقة بالعمل
وسأختم بمشهد الضابط الكبير الذى قتلته رصاصة غادرة أثناء عملية اقتحام كرداسة ، والصورة التى نقلتها لك الصحافة كانت صورة الشهيد مسجى على الأرض وحارسه – ودا غالبا أمين شرطة- كان منبطحاً على الأرض وسلاحه اسفله تماماً وملتصق بالأرض بما لا يوحى بادنى استعداد قتالى لديه ، والرأس الوحيدة المرفوعة فى المشهد تحاول انقاذ الموقف كانت رأس الصحفى لم ينبطح لحماية نفسه ولم يخفى رأسه خشية أن تصيبه طلقة
الصحافة لم تبيع الوطن ولن تفعل فى يوم من الأيام فأصلحوا من أنفسكم وطهروا صفوفكم من الخونة وتخلصوا من الفاسدين لأننا لن نتوقف عن المطالبة بالإصلاح وملاحقة الخونة وكشف المفسدين
زر الذهاب إلى الأعلى