
غاب حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي “اسمه كدة” عن المشهد العام المصري الا من بعض همهمات رئيسه الاستشاري رفعت السعيد ، مهاجما تيارات الاسلام السياسي او حمدين صباحي، هذا كل مايقوم به، حتي خرج علينا مستشاره الاعلامي بتهنئة حارة لرجل الاعمال الهارب وشريك الرئيس المخلوع الاسبق مبارك، تهنئه بانتهاء تصالحه مع الدولة بعد أن القي لها الفتات مما اكتنز او نهب ، فقد اعاد المذكور اعلاه مايساوي نصف مليار دولار من ثروته التي لم تستطع كل التقارير الواردة والشاردة احصائها، لدهائه الشديد في اخفائها وربما لتورط شركاه من نظام مبارك في مساعدته.
وعندما تحاول ان تبحث عن علاقة بين ذلك الحزب اليساري وذلك الرجل اليميني ، فلا تجد انتماءات فكرية مشتركة،ولا تقطاعات ايدلوجيه تدفع الحزب او ممثل عنه يقوم بتهنئة ذلك الهارب بل ويمعن في التهنئة، فيرحب بحسين سالم بالعودة لدعم الاقتصاد المصري “اي والله و المصحف والإنجيل ونظريات ماركس ولينين وكل الكتب السماوية والارضية ” ان هذا ماجري وقراته ومعي العشرات او الالاف مطبوعا علي صفحات تلك الجريدة التي كانت يوما ما سيفا مشهرا في وجه فساد اليمين الذي بدأه السادات وانتهي الي مباركة لص لتصالحه والترحيب به، وكأن ماجري لم يجري علي مدار خمس سنوات وقبلها ثلاثون جرف فيها الانسان المصري ودمر اقتصادها علي ايدي هذا الحسين واعوانه واقرانه ،وحبر “الاهالي” لم يجف في مواجهته.
اضف الي ذلك اعتبار بعض الاصدقاء ممن كانوا ينتمون للتجمع قبل سنوات ثم تركوه او جري تطفيشهم، ان الحديث عن هذه التهنئة الممقوتة والغريبة هو نوع من التشهير بالحزب وقياداته، وكأن مسالك بعض اعضائه في الصفوف الامامية لبست تشهيرا بالتجمع وحده، بل هي فضيحة مكتملة الاركان لليسار كله.
ثم بعد ذلك يا مؤمن يعلن الحزب عبر المواقع والصحف عن ندوة تعقد بمقره المركزي تحت عنوان “كيفية مواجهة الفساد” وكأن المدعو حسين سالم والغارق في الفساد حتي أذنيه ، كان يقضي عمرة في الارض الحرام، ثم عاد والتجمع يهنئه بسلامة العودة.