مقالات

ناصر أبوطاحون يكتب : باسم “عودة” أو “حنفى”

25 أكتوبر 2016 | 10:22 مساءً

داخل إحدى الخيام فى اعتصام الجماعة وأنصارها بمنطقة رابعة جلس وزير التموين الأسبق باسم عودة يتحدث إلى مندوب وكالة رويترز محذراً من كارثة كبرى لأن مخزون القمح لا يكفى لعدة أيام

وقتها لم يكن مضى على مغادرة “عودة” الوزارة إلا أيام معدودة ، ولم يكن مضى على موسم حصاد وتوريد القمح المحلى عدة أسابيع بما يعنى أنه يريد أن يصنع أزمة وسيصدرها للشارع ليس إلا، هذا إذا أضفنا إلى ماكان يجرى حجم البروبوجندا التى كانت الجماعة تصنعها حول هذا الوزير الذى زاد توريد القمح فى عهده إلى 9 مليون طن  – بحسب طنطنات عناصر الجماعة مليشياتها فى الاعلام الفضائى والالكترونى- وهو ما يساوى مرتين ونصف لأقصى حجم إنتاج ممكن فى مصر

و جاء خالد حنفى ليخلف عودة على كرسى الوزارة مبشراً بعصر من الاكتفاء الذاتى مصحوباً بنفس الأداء الإعلامى والبروبوجندا التى  تتحدث عن أشياء وأحلام لا ترتبط بأرض الواقع، كحديثه الدائم عن اللوجستيات و شراء القمح من امريكا ودول انتاجه وتخزينه فى مصر ثم اعادة بيعه عندما يزداد سعره، وهى الفرية التى أقنع بها الرئيس ليتضح بعد ذلك كذبها ، لأنه ببساطة شديدة لا يمكن لأى دولة غير منتجة ان تنشىء بورصة لسلعة دول أخرى

لن أتحدث عن كارثتين كبيرتين تسبب سياسة “حنفى ” فيهما وهما عملية توريد القمح فى الموسم المنقضى والذى سبقه، لأن الأمر قيد تحقيقات قضائية بعد إحالة تقرير البرلمان عن فساد توريد القمح للقضاء

ولكن سأتحدث عن شح السكر فى دولة تنتج 70% من حاجاتها من السكر

والمقصود بأننا من المنتجين لسكر اننا نحتاج لكميات قليلة بالمقارنة لإنتاجنا ، وبالتالى مهمة وزير التموين اقتضاء هذه الكميات فى أوقات نزول السعر العالمى  وتراجعه، وهذا يكون معروف لأهل العلم والاختصاص، حيث تزيد كميات المعروض من السلع فى أوقات معينة من العام ، وباتالى يهبط سعرها مما يحتاج لمسئول واعى يدير هذه الملفات بالعلم والخبرة  والمسئولية

لكن ما حدث كان عكس ذلك تماماً حيث ظهرت الأزمة فور رحيل حنفى عن الوزارة بضغوط الرأى العام والإعلام لثبوت مسئوليته فى فضيحة توريد القمح

و انفجرت أزمة السكر لتفضح وزير التموين و رجاله من التجار الكبار ، ومن يدرى فربما هناك أزمات أخرى قادمة فى الطريق فى ظل ضغوط كبيرة من المحتكرين على مفاصل الدولة

وهكذا لم نجدا فارقاً بين وزير الإخوان باسم عودة ووزير التجار خالد حنفى فى التفكير  واستخدام البروبوجندا للترويج لنفسه بأكاذيب غير حقيقية، ثم محاولة تصدير الأزمات حال المساس بمنصبه

عودة كان يريد ان يهيج الناس ويخوفهم أن رغيف الخبز فى خطر وانهم لن يجدوه حال رحل الإخوان عن السلطة ، وكان كاذباً

وحنفى ضغط بكل السبل للبقاء فى منصبه ولما فشل تم تصدير أزمة السكر ، عن طريق أحبابه فى الغرفة التجارية

فاختفى السكر من بلد منتج للسكر، ولعلنا فى هذا السياق نتذكر  صرخات شركات انتاج السكر  قبل عام من رفض حنفى شراء السكر المتكدس فى مصانعهم

بإختصار شديد لم يختلف حنفى عن عودة وكلهما أراد أن يقول للمصريين أنا أو ستجوعوا، لو رحلت سأصنع لكم الأزمات، وهذا ما يجرى على أرض الواقع

زر الذهاب إلى الأعلى