 (1).jpg)
عبد النبى النديم يكتب : ضجيج " الأوابك " .. بلا طحين

اصبحت عورات منظمة الاوابك برعاية أمينها العام الحالي شاهدة على حالة الترهل التى اصابتها, فقد جرد وزراء البترول العرب من صلاحيتهم, والاجتماع الأخير لمنظمة الأقطار العربية المنتجة للبترول( الاوابك ) بالقاهرة خير دليل على ذلك, والذى أصابه البطلان دون أن يشعر أى من وزراء البترول الحاضرين للاجتماع الدوري, الذى عقد بتاريخ 22 ديسمبر الماضى, وفوجئ الجميع بانسحاب الوفد الليبي من الاجتماع نتيجة عدم إدراج الأمين العام الحالي عباس على النقى للمرشح الليبي على جدول الأعمال.
وصلتني عدة ردود على ما تناولته فى المقال السابق من عدة دول عربية بالمستندات التى تثبت إنفراد الحاكم بأمره "على نقى" باتخاذ القرار داخل أغنى المنظمات العربية, الأمر الذى شاب الاجتماع الأخير للاوابك بالقاهرة بالبطلان, نتيجة اخفاء و تجاهل الطلب الليبي فى مرشحها لمنصب الأمين العام, حيث ان من الإجراءات المعمول بها فى لائحة العمل بالمنظمة عند انتهاء مدة الأمين العام تقتضى مخاطبة الدول الأعضاء قبل ستة أشهر من مدة الأمين العام لتقديم مرشحيها, وعلى الرغم من تقدم المهندس مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط بليبيا بالمرشح الليبي الدكتور عبد الرحمن بن يزه وزير النفط والغاز الأسبق, إلا أن الأمين العام للمنظمة لم يدرج الطلب الليبي وتجاهل متعمدا اتخاذ الإجراءات لتعميم الطلب الليبي على الدول الأعضاء لمناقشته, وكذلك عدم إدراج بند خاص لبحث التجديد للامين العام الحالي على جدول الأعمال الأمر الذى شابه الغموض والريبة والشك ويتنافى مع أصول العمل بالمنظمة, ومقتضيات وظيفة الأمين العام الحالي, بالاضافة الى تأجيل الاجتماع الـ97 والذى كان مقررا له فى ديسمبر 2016 لظروف عدم اكتمال تشكيل الحكومة الكويتية , والأمر الذى كان يترتب عليه ترأس ليبيا للاجتماع الذى عقد بالقاهرة, وذلك لتفويت الفرصة على ليبيا ان ترأس الاجتماع, والذى حضره خمسة أعضاء فقط من الوزراء العرب , وكان الأولى التأجيل لحين اكتمال العدد للوزراء للتصويت على ترشيح الأمين العام, والذى يشترط فيه توافق كافة الأعضاء الأمر الذى يرجح سوء النية من قبل الأمين العام.
لم يتوقف الأمر عند حجب الإعلان عن المرشح الليبي بل تطرق الأمر الى قيام الأمين العام على نقى بزيارة للسفير الليبي بالكويت المنتمى لحكومة عبد الله الثني المنبثقة عن مجلس النواب المنحل وتتخذ موقف مناهض للحكومة الليبية الموجودة بالسلطة الآن, وبدون الخوض فى الشأن الليبي, الأمر الذى يؤكد الريبة وسوء النية لهذه الزيارة, ليأخذ موافقة طرف آخر منافس لحكومة الوفاق الموجودة فى الحكم بليبيا الآن, لحاجة فى نفس الأمين العام وحده التى يعرف أهدافها, ولا يعلم بها أى من الوزراء أعضاء المنظمة.
وقد تابعت رد مؤسسة النفط الليبية لشرح أسباب الانسحاب, من الإجتماع على لسان رئيسها مصطفى صنع الله رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط من الإجتماع الوزارى السابع والتسعين لمنظمة الدول العربية المصدرة للنفط المنعقد في العاصمة المصرية القاهرة, جاء ذلك على خلفية إعتراض الوفد على التمديد لتولي مهام الأمانة العامة للأمين الحالي أثناء تداول جدول أعمال المؤتمر وعدم التطرق للترشيح الذي تقدمت به ليبيا في شهر يونيو الماضي, وقال نحن نأسف من الطريقة التي تم بها التمديد دون إخطارنا بذلك ودون ذكر المرشح الليبي في كلمة أمين الدورة وفي الوقت نفسه لم يقدم أي مبرر لاستبعاده, وأن التمديد للامين الحالي لن يضيف جديدا حيث إنه يشغل المنصب منذ تسع سنوات وينبغي أن ندفع بدماء جديدة لتولي الأمانة العامة مشيرا إلى أن ليبيا في عام 2007 تنازلت عن ترشيحها للأمين الحالي ومؤكداً على أن الوفد انسحب من الاجتماع و لن يوافق على التمديد الذي تم بهذه الطريقة.
ولكن حتى الآن لم تتقدم ليبيا بطلب أو مذكرة إلى مجلس وزراء المنظمة يطالب فيه بأعتبار الإجتماع باطلا, لمخالفته القواعد الاجرائية التى يتم العمل بها فى المنظمة, واعتذار رسمى عما بدر بسوء نيه من الأمين العام المنتهية ولايته, ويدرج الموضوع على جدول اعمال جديد لاجتماع طارئ للمجلس, لجبر الضرر , وأن ينص صراحة بلائحة المنظمة الا تزيد مدة عمل الأمين العام عن ثمان سنوات, كما جرت العادة فى كل المنظمات الدولية, بالاضافة الى ان يتقدم الامين العام باستقالته فورا, وفتح باب الترشح أمام كل الدول الاعضاء لمنصب الامين العام.
والمتبع لعمل منظمة الاوابك انها منظمة متجمدة النشاط, على الرغم انها تضم الدول التى تملك اكثر من ثلث احتياطى العالم من البترول, وأن كل الشركات التابعة للمنظمة ما هى الا حبر على ورق تحتاج الى دماء جديدة لاعادة النشاط اليها, فالمشروعات المنبثقة عن المنظمة هى الشركة العربية البحرية لنقل البترول, والشركة العربية لبناء وإصلاح السفن (أسري), والشركة العربية للاستثمارات البترولية (أبيكورب) , والشركة العربية للخدمات البترولية, ومعهد النفط العربي للتدريب, لم نسمع عنهم ولم نجد لهم صدى على مستوى الدول العربية, ولا حتى مساهمة فى اى من اقتصاديات الدول العربية اعضاء المنظمة او غيرها من الدول, يجتمعون يملأون الدنيا ضجيجا ولكن بلا طحين, يعود بالنفع على مواطنى العالم العربى.
وحالة الجمود التى أصابت المنظمة خلال العقد الماضى نتابعها من البيانات الصحفية الصادرة من قبل الأمانة العامة, فلم تختلف الصيغة منذ سنوات نفس البنود ونفس الكلمات مع تغيير التاريخ فقط, وأهمها بالطبع التجديد للامين العام الحالي " حيث جاء فى بند التجديد " وافق المجلس على تجديد خدمة الأمين العام للمنظمة الأستاذ عباس علي النقي لمدة ثلاث سنوات أخرى، اعتباراً من تاريخ انتهاء مدة خدمته الحالية, أى سيبقى الأمين العام قابعا على رأس المنظمة ثلاث سنوات أخرى, إلا إذا كان هناك إجراء سيتم اتخاذه من ليبيا حول الواقعة باعتبار أن ليبيا هى من تتولى رئاسة الدورة الحالية فى حال تراجعها عن الانسحاب حيث لم يسمى حتى الان رئيس المنظمة للدورة الحالية للاوابك, وان غدا لناظره قريب