
ناصر أبوطاحون يكتب : وزير الصحة ينضح بما فيه

وزارة الصحة فى اى مكان فى العالم - وبالذات الفقير منه - مهمتها توفير الرعاية الصحية لأبناء الشعب ، وحمايتهم من الأمراض والأوبئة التى قد تنتشر فى المجتمع فى حال لم يتم التصدى لها
و حديث وزير -لامؤاخذة - الصحة حول انهيار المنظومة الصحية بسبب جمال عبد الناصر امر مضحك ، ومضحك جداً كمان ، لأنه تقريباً لم يكن هناك منظومة صحية و لا زفت قبل ثورة 23 يوليو، وكانت الأمراض تنهش مع الفقر أجساد المصريين بلا هوادة
لقد صنع عبد الناصر منظومة صحية متكاملة انتشرت على امتداد المحروسة ، قدمت الخدمات بكفاءة فى ظل مجتمع ناهض ينمو و يتكافل بشكل عادل ومتساوى
و لا يجب تحميل عبد الناصر مسئولية فشل من اتوا بعده و رغبتهم فى التخفف من اعباء الرعاية لأبناء الشعب
و لعلى فى حاجة لتنشيط الذاكرة بأن بيان حكومات ما قبل الثورة كان يحمل عبارة ثابتة فى كل بيان و هى المتعلقة بمكافحة الفقر والجهل و المرض و الحفاء
و لعله من باب التذكير ان نشير إلى حقيقة ان الفقراء هم الأكثر تعرضاً للأمراض بسبب الفقر وسوء الحال .
لقد وصلنا إلى قاع المنحدر و لم يعد فى قوس الصبر منزع من هؤلاء المستوزرين فى حكومات لا يعلم أعضاءها عن التاريخ ولا الجغرافيا أى شىء، و مصابون بهوس كراهية الشعب والحط من شأنه، و السعى بكل قوة للنيل منه و من حقوقه و إعتباره عبئاً يجب التخلص منه ومن حقوقه الدستورية
لقد التحق وزير الصحة بوزير التعليم فى سباق الجهل و الجهالة و العدوان على الشعب، اولهما جاء ليهاجم مجانية التعليم ، والثانى جاء ليرمى بجهله و غشمه على التاريخ فيفضح نفسه ويفضح من عينه و استجلبه لمنصبه و هو أخر واحد يجب جلبه لهذا المكان
الاثنان لم يقرأ الدستور الذى اقسما عليه و على احترامه ، والدستور ينص على مجانية التعليم والرعاية الصحية
الاثنان استفادا من مجانية التعليم والرعاية الصحية ثم يحملانها مسئولية التدور فى الاوضاع الاقتصادية
الاثنان بليدان فى التاريخ و لا يفهمان فى الجغرافيا ولا يفهمان سوى فى لغة البيزنس و المال، و لا يعرفان من العلوم والثقافة و الانسانية أى شىء
و لا يملكان أى رؤية او بصيرة تمنحهما الحق فى تبوء المناصب الكبرى و الاستفادة من اموال الشعب فى ركوب السيارات الفارهة و الجلوس فى المكاتب الفخمة والاستمتاع بالحراسات و الابهة التى توفرها المناصب لهما و لأمثالهما من الفشلة المجرمين الذين يرزحون فوق قلوبنا بالعافية
اتاحة الصحة والتعليم بالمجان هما أساس أى نهضة للدول ، فلو تركنا الناس بدون رعاية صحية ستنتشر الأوبئة والأمراض لتأكل المجتمع كله و تنال من قوته فى العمل و الانتاج، وكذلك لو تركنا التعليم لمن يستطيع فالمؤكد ان أكثر من ثلثى الناس لن ينالوا اى حظ فى التعليم و سينتشر الجهل و سيفقد المجتمع قدرته على النمو والتطور
ان تحول الدولة لتاجر يتاجر فى الخدمات يفقدها أساس وجودها ودورها و يستهدد بقاءها بفقدان أبناءها الانتماء لها
فليس من المعقول ان يوفر الشعب ابناءها للدفاع عن اراضى الوطن ويدفعون دماءهم وحياتهم ثم يمنعون ادنى حقوقهم فى التعليم والرعاية الصحية ، و يتم التعامل معهم على انهم عبء
لن أقول اقيلوا وزراء الندامة ، لأنهم ينطقون بما يدركون أنه على هوى من جلبهم بدون وجه حق للوزارة، و لكن أقول غيروا افكاركم الفاشلة و نظرتكم الدونية للشعب ، فأنتم لا تأمنون دائرته عليكم
و عليكم أن تتعلموا من رؤوس الذئاب الطائرة
بقى أن نشير إلى ملاحظة تتعلق بجهل وزير الصحة الفاضح حينما نسب مقولة "التعليم كالماء و الهواء" للزعيم جمال عبد الناصر بينما قائلها هو الدكتور طه حسين ..
صحيح ان طه حسين اطلقها كمطلب وحلم ، ولكن جمال عبد الناصر حولها الى حقيقة على الأرض