اسامة داود يكتب : فتش عن الاهمال فى انفجارات خطوط البترول

أسامة داود

حادث انفجار خط نقل البوتاجاز من السويس الي القطامية في شارع التسعين بالتجمع الخامس واشتعال النيران لساعات متواصلة يجعلنا نفتح ملف خطوط نقل الغاز الطبيعي والبترول والمنتجات البترولية . حيث توجد عشرات من حوادث تكسير واشتعال النيران بخطوط نقل الغاز والبترول وحوادث أخري تتضمن عمليات فنية دقيقة، حيث تحترف عصابات متخصصة القيام بها لاستنزاف البترول الخام ومنتجاته ، تتمثل في تركيب كليبسات وفتحات ومحابس علي خطوط نقل المنتجات البترولية وسرقتها وأخري تختص بسرقة البترول الخام ونقله داخل فناطيس عملاقة الي مصانع قطاع الخاص متخصصة لتكرير البترول !.
وقائع غريبة وخطيرة للعمليات التي تم ضبطها وفي الاعترافات تكون هناك العشرات من العمليات التي تم ارتكابها من خلال كل تشكيل عصابي .
نماذج من تلك الحوادث .. القبض على عصابة سرقة المواد البترولية في البحر الأحمر يوم الجمعة 31 مارس 2017 بعد اكتشاف سرقة مشرف أمن بشركة أنابيب البترول، ومقيم بمنطقة عرب المعمل بالسويس، للزيت الخام بخط 26 «شقير - مسطرد»، بمنطقة الكيلو 8 طريق «رأس غارب - الغردقة» عن طريق تركيب 2 محبس ولحامها أعلى الخط، وتحرر المحضر رقم 373 لسنة 2017 جنج رأس غارب.
واعترفت العصابة بتخصصهم في سرقة المواد البترولية من خلال خطوط شركات البترول المعتمدة علي طريق «رأس غارب - الزعفرانة»، واعترفوا بارتكاب 5 حوادث سرقات لخام الزيت من رأس غارب وعتاقة.
وفي يوم 3 ابريل الماضي نجحت الأجهزة الأمنية بمطروح وبالصدفة أثناء القيام بحملة أمنية لتفتيش السيارات , فى ضبط أفراد تشكيل عصابى تخصص فى سرقة البترول الخام من أحد الخطوط المتواجدة داخل المنطقة الصحراوية، وإعادة تصنيعه بأحد المصانع بالإسكندرية، وضبط سيارة فنطاس مُحملة بـ35 طن مواد بترولية خام من خلال تكوين تشكيل عصابى تخصص فى سرقة البترول الخام من أحد الخطوط المتواجدة داخل المنطقة الصحراوية وإعادة تصنيعه .
أما في المنوفية فأنشأ أحد المزارعين غرفة فوق الخط واستخدامها في سرقة المنتجات عبر فتحة مزودة ببلف ومحبس ولم يتم اكتشافها الا بالصدفة مثل غيرها من الوقائع وبعد شهور وربما سنوات من سرقة الاف الاطنان من البنزين أو السولار . نفس الوقائع تتكرر في الصحراء والمدن والقري ، وغيرها الكثير بخلاف عمليات التخريب التي تتم عن عمد او غير عمد لخطوط نقل الغاز الطبيعي .
هذه الوقائع تفتح الباب للتساؤل عن كيفية مواجهة تلك العمليات الاجرامية والتي تمثل ضربا للإقتصاد القومي في مقتل خاصة ولو علمنا أن ما يتم الكشف عنه لا يتجاوز نسبة ضئيلة بالنسبة للعمليات التي لا يتم ضبطها .
توسعات وانتشار في أطوال شبكات نقل الغاز الطبيعي وأخري لنقل المنتجات وهي بالطبع الوسائل الافضل والاسرع والاكثر أمانا لنقل خام البترول والمنتجات البترولية والغاز الطبيعي داخل وخارج المدن في الانهار والبحار والصحراء .. والتي تصل في شبكات الغاز الطبيعي الي أكثر من 40 الف كيلو متر أطوال مواسير فرعية بالاضافة الي ٥٥٠٠ كيلو مترا من شبكات نقل الزيت الخام والمنتجات من بنزين وسولار وبوتاجاز أشبه بالشبكة العنكبوتية .
بينما تتمدد شبكات نقل المواد البترولية ما بين الحقول ومعامل التكرير ثم الي المستودعات المنتشرة علي طول البلاد وعرضها.
ولكن ما هي وسائل تأمين تلك الخطوط ؟ ومن القائم عليها ؟ هل جهة واحدة ام جهات متعددة ؟ واسئلة أخري تحتاج الي اجابات منها كيف تحدث انفجارات بالخطوط داخل المدن أثناء تنفيذ اعمال للمرافق الاخري مثل الكهرباء أو الصرف الصحي أو المياه أو التليفونات وغيرها رغم وجود خرائط لدي مركز معلومات المحافظات والمدن الجديدة ؟
للاسف الشديد دائما هناك نقاط خلل وعدم تنسيق بين عدد من الاجهزة والمسئولين القائمين علي تلك الاعمال .
فعلي سبيل المثال هناك الاجهزة الامنية وهي تتولي الحراسة ومن خلال ورديات مرور علي مسارات الخطوط الواقعة في نطاقة المدن والطرق الرئيسية بالاضافة الي ورديات من الشركات مثل الشركة المصرية للغازات الطبيعية وشركة انابيب البترول بالاضافة الي الاجهزة التنفيذية بالمحافظات والمدن وبالتالي كان من المفترض ان  يتم تضافر جهود  كل تلك الجهات تحت قيادة واحدة تتولي التنسيق فيما بينهم وتحديد الاختصاصات والمسئوليات .
لكن علي ما يبدو ان كل شيئ في مصر يخضع لأكثر من مسئول وكل مسئول لا سلطان لأحد عليه . وبالتالي تتوه المسئوليات وهو ما نراه في الحوادث التي تعرضت لها خطوط نقل الغاز الطبيعي علي مدار سنوات  وأخري مختصة بنقل المنتجات البترولية