
أسامة داود يكتب : قطاع البترول المفتت

تعدد الشركات في اطار التفكيك وليس التنوع تحول الي أزمة للقطاع فيوجد عشرات الشركات منها ما يقل إنتاجها اليومي عن 200 برميل فقط بينما نفقاتها على الهيكل الإدارى والمبانى التى تشغلها ونفقات ثابتة كثيرة قد تأكل او تتجاوز كل إيراداتها. وهو ما يتطلب إيجاد صيغة للتوافق بين كل تلك الشركات على أن يتم دمج الشركات التى تقترب حقولها من بعضها البعض وهنا يتم حقن نزيف إنشاء خطوط لنقل الزيت أو الغاز لكل شركة من جانب وتقليص النفقات الثابتة مثل أجور الهياكل الإدارية والوظائف التى تنشأ لها إدارات وغيرها من الأمور المهدرة لعائدات القطاع.
وعلينا أن ننظر إلى أكبر 7 شركات بترول فى العالم ونتعرف على قدراتهم، وليس فى مصر 40 شركة لا يتجاوز إجمالى إنتاجها حقلا واحدا من الحقول من مئات الحقول التى تديرها كل شركة منها.
والأرقام تقول إن الشركات الـ7 تتولى إنتاج 30,2 مليون برميل يوميا تمثل 34% من الإنتاج العالمى للبترول الذى يبلغ 89.9 مليون برميل هو حجم المعروض اليومى من البترول فى العالم.
وتشكل نسبة الملكية الوطنية فى تلك الشركات النصيب الأكبر، خاصة فى السعودية وروسيا والصين وإيران، فيما تمتلك الحكومة البريطانية حصة كبيرة فى شركة بريتش بتروليوم. ونجد الأولى هى «أرامكو» السعودية (أكبر شركة وطنية للبترول فى العالم من حيث الإنتاج ومن حيث القيمة السوقية، وقامت السعودية بتأميمها 1988، وتعمل فى عمليات التنقيب واستخراج وتسويق النفط والغاز، إضافة إلى بعض المشاريع البتروكيماوية. إذ يشكل إنتاجها نحو 13% من إجمالى إنتاج الزيت بالعالم)، وعدد حقول الشركة 121 ومعها عشرات الشركات الأجنبية -ولكنها لم تنشئ شركة مستقلة لكل حقل مثلما يحدث في قطاع البترول المصري - التى تعمل كل منها فى حقل أو عدد من الحقول لتنتج 11.5 مليون برميل إنتاج يومى من الزيت، و13.2 مليار قدم مكعب غاز يومى وتملك 260.2 مليار برميل احتياطى الزيت بالإضافة إلى 288,4 تريليون قدم مكعب احتياطى الغاز، يليها شركة «غازبروم» الروسية «ثانى أكبر شركة بترول فى العالم والأولى فى إنتاج الغاز، وهى شركة مملوكة للحكومة الروسية وتنتج نحو 74% من إجمالى إنتاج الغاز بروسيا، فيما يشكل إنتاجها نحو 13.4% من إنتاج الغاز بالعالم، وتحتكر الشركة توريد الغاز لبعض دول أوروبا الغربية»، وعدد حقول الشركة 131. تنتج 6.8 ملايين برميل إنتاج يومى من الزيت بالإضافة إلى 1.4 مليار متر مكعب إنتاج الغاز اليومى كما تملك 200 مليار برميل احتياطى الزيت و35.7 تريليون متر مكعب احتياطى الغاز.
أعتقد أن من حق الدولة أن تعمل على دمج كل تلك الحقول التى لا توازى حقلا واحدا مما تملكه الشركات العالمية، بأن تدمج كل تلك الشركات مع كيان واحد وهو هيئة البترول التى يجب أن تعمل كشركة وليس لإدارة كيانات أشبه بالجعجعة التى لا تنتج طحينا ولكن أصوات ونفقات لا حصر لها.