
أسامة داود يكتب :حكومة جحا تؤمم الفقراء

لن تكون الحكومة المصرية عادلة فى التعامل مع تعليمات الرئيس بإسترداد كل أراضي وضع اليد .
والحكومة ممثلة في مجلس الوزراء ووزارات الزراعة والري والداخلية وكل الأجهزة الرقابية المعروفة والمجهولة بل والقائمين علي الامنين الوطني والقومي ، يعرفون أن أراضي مصر" المنهوبة " في قبضة كبار رجال الأعمال بما فيهم القريبين جداً من مؤسسة الرئاسة.
ومافيا الاراضي في مصر لها تاريخ وقوة ونفوذ ، و لديهم علاقات عائلية وأسرية مع معظم مسئولي الاجهزة التنفيذية في الدولة .
و يأتي أحمد المغربي وصلاح دياب وآل منصور وأبو هشيمة وجرانة وأبو العينين وابراهيم كامل ، وغيرهم علي راس قائمة الحيتان التي ابتلعت خريطة مصر .
ولا يخفي علينا أن أحد الحيتان دائما ما يتبرع بتحمل نفقات سفر الصحفيين في الرحلات الخارجية التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي وبطائرته الخاصة كمحاولة للتقرب من رأس السلطة والتأثير علي الصحافة والاعلام .
لكن الحكومة لن تبحث بين هؤلاء رغم انهم معروفين لها ، وسوف ينحرف مجلس الوزراء بالسلطة مستخدما الاجهزة التنفيذية في تأميم الفقراء ، بسلب ما لديهم من قراريط قاموا باستصلاحها واستزراعها ، بينما كانت ومازالت الهيئة العامة للتعمير والاستصلاح الزراعي ترفض تقنينها لهم.
وعملية انتزاع فدادين الفقراء من بين أيديهم ، عملية سهلة وميسرة بإعتبار ان الفقراء لا يملكون أنيابا وكل أسلحتهم هي الصراخ والعويل .
وانتصار الحكومة لقرار الرئيس الداعي لرد اراضي الدولة ممن استولوا عليها سوف يتم علي طريقة " جحا " الذي فقد شيئا في شارع مظلم فذهب للبحث عنه في شارع مضيء ، ، وبإعتبار أن واضعي اليد علي بضعة أفدنة من السهل الوصول لهم ووصمهم بتهمة اغتصاب اراضي مصر ، وتاهامهم بانتزاع لقمة العيش من فم الشعب والحقيقة هم لا يملكون الرغيف .
ان مهمة الحكومة ليست تحقيق العدل بقدر ارضاء الرئيس ولو بالتصرفات الشاذة والتقارير المفبركة .
وفي النهاية سوف يتسلم الرئيس التقرير الذي يتم إعداده من جانب حكومة "جحا" ، لتضع الرئيس في ورطة جديدة ،مثلما سبق واعدوا له تقريرا بوجود مليون ونصف المليون فدان ، جاهزة للاستصلاح والاستزراع والتسليم للمواطنين ليكتشف في النهاية انه نوع من " الفنكوش " .
ومن جانبي .. أتحدي إن تمكنت الحكومة من إقتلاع رجل في قوة أبو العينين من الاراضي التي استولي عليها في طريق مصر الاسماعيلية الصحراوي أو أن يتم استرداد أراضي من الحيتان الذين ابتلعوا خريطة مصر .
وبالطبع لا نلوم الرئيس الذي كان واضحا وصريحا في اصراره علي استرداد الاف الافدنة التي تم الاستيلاء عليها دون وجه حق .
وأراهن علي ان حكومة شريف إسماعيل "الرجل الضعيف " سوف تقدم لجهات التنفيذ من الشرطة خرائط بالاراضي التي تقع في حيازة صغار المزارعين والغلابة والذين استصلحوها وزرعوها بعرقهم وتحويشة عمرهم ، ولن يمدوا تلك الاجهزة بالخرائط التي تكشف سيطرة لصوص المال العام علي الاف الافدنة .
والسبب معروف ، وهو ان الحكومة لم تكن في يوم ما حكومة الفقراء ولا الضعفاء ولم تنصفهم أبدا .
فهي التي حركت أسعار الطاقة فاصبح الفقير يدفع ثمن غاز المنازل بضعف غاز مصانع الحديد والاسمنت والسيراميك .
والحكومة هي التي حررت سعر الصرف فتحمل الفقير فاتورة هزيمة الجنيه وتدهور حالته بينما الاغنياء تضاعفت ثرواتهم .
والحكومة هي التى انشأت مشروعات وطرق وأنفاق وقناة سويس جديدة كلها من جيوب الغلابة ، بينما تحولت عمليات الانشاء لصالح شركات تتبع الاثرياء لتمثل ايرادات وأرباح تصب في جيوب لصوص المال العام .
الحكومة هي التي رفضت تقنين القراريط و الفدادين القليلة للبسطاء طوال 30 سنة بينما قننت الاف الأفدنة للكبار وفي ايام وبملاليم ، ومكنتهم منها دون أن ينبت فيها عود زرع واحد .
الحكومة هي التي دمرت الصناعة الوطنية ثم خصخصت المشروعات الكبري ، وقامت ببيعها بتراب الفلوس للصوص من رجال الاعمال ، واتضح فيما بعد أنهم شركاء في الجريمة . وكان معظمهم يتقاضي العمولات مقابل تدمير مقدرات الوطن.
والحكومة هي التي قامت بتقديم الاراضي الجديدة بالمغرة والوادي الجديد والفرافرة وتوشكي للكبار أيضا ومن خلال شركات ، وتركت الفلاحين البسطاء دون قيراط أو سهم .
أقولها نحن في دولة الاغنياء والاثرياء واللصوص وأولاد الـ (.......) ، نحن في دولة لا تعترف بالحقوق والواجبات للجميع ولكنها تعترف بأن هناك فئة لها كل الحقوق وباقي الشعب مُلزم بسداد فواتير الواجبات .
أسألوا أنفسكم هل دخول كليات الشرطة في استطاعة أبناء العامة من صغار الموظفين أو المزارعين ؟ . هل الوظائف المميزة في الدولة من الممكن ان تكون من نصيب أبناء الفقراء من الشعب مهما كان تفوقهم ؟ . هل في استطاعة ابناء الفقراء الحاصلين علي أعلي التقديرات في الجامعات القبول في السلك الدبلوماسي او القضاء أو شركات البترول والبنوك ؟ .
حاليا أقول وأنا علي يقين لا ، وبالتالي فجكومات مصر دائما ما تعطي كل ما لديها من حقوق لفئة ، وتلقي علي كاهل باقي الشعب كل الواجبات .
وانا اليوم اتحدي ان يتم تنفيذ كلام رئيس الجمهورية بإسترداد الارضي التي سيطر عليها الكبار في مصر ، و سوف نري ان الحكومة سوف تنتزع أخر " كسرة خبز" من فم الغلبان ممثله في واضعي اليد علي ال5 أفدنه لتقديمها ربما للاغنياء ليستكملوا امبراطورياتهم.
أقول أن الفارق بين ثورة ٢٣ يوليو 52 وثورة 30 يونيو ٢٠١٣ التي كنت من المؤمنين بها أن الاولي أممت الاثرياء وطبقة الباشوات ، والثانية تؤمم الفقراء والمهمشين .