الجمعة ٠٧ / فبراير / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا التحرير
×

عمر داود يكتب: القضية الفلسطينية في أحضان الأمة المصرية

أظهر الرأي العام المصري خلال الأيام الماضية مدى تمسكه وحرصه واهتمامه بالقضية الفلسطينية كقضيته الاولى دوما منذ أكثر من 85عاما وذلك إيمانا من المصريين بالروابط العربية والإسلامية بين شعبي مصر وفلسطين.

إن اهتمام مصر بالوضع في فلسطين لهو أمر جلل يبين لنا بأن القضية الفلسطينية عادت إلى أحضان واهتمام الأمة المصرية أمة العروية والإسلام لاسيما بعد أن اندثر هذا الاهتمام فترة من الزمان تناسى فيها البعض أهمية هذه القضية التي لا تقل أهمية عن القضايا المصرية الدولية فالكل يعلم ويدرك جيدا أن فلسطين هي حدود الأمن القومي لمصرنا الحبيبة.

وفي حقيقة الأمر فإنني أشعر بمدى الفخر الذى يسعد به المصريين بسبب عودة الاهتمام بالقضية الفلسطينية إلى الرأي العام، فالحديث عن غزة واهلها والقضية كلها لم يعد يقتصر على الاجتماعات الدولية لبعض الدبلوماسيين وإنما تطرق الأمر إلى انشغال الرأي العام بأكمله من صحافة وإعلام وجامعات وجمعيات أهلية ومؤسسات حكومية بل إن القيادة السياسية أيضا اتخذت موقفاً يدعونا جميعا للفخر والعزة.

لقد جاءت مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي لدعم غزة من خلال رصد 500مليون دولار لإعادة إعمارها لتضيف حلقة جديدة في سلسلة حلقات الدعم والمساندة من مصر الى شقيقتها فلسطين والذي يمتد أيضا إلى أن تنتصر القضية الفلسطينية  ويعود الحق إلى أصحابه، بل وتعد هذه المبادرة عنوانا واضحا وجليا لرفض مصر لكافة التعديات والانتهاكات الصهيونية تجاه أهل غزة خاصة وشعب فلسطين بصفة عامة.

إن موقف مصر المتمثل في قيادتها السياسية ورأيها العام النابع من نبض عروبتها أربك حسابات الكيان الصهيوني لاسيما وأن هذا الموقف جعل المجتمع الدولي يندد ويشجب ما يحدث في غزة بل إن الموقف المصري كان بداية الشرارة الأولى للحديث عن القضية الفلسطينية كرأي عام دولي "حديث العالم"

لقد قامت مؤسسات المجتمع المدني المصري من نقابات وأحزاب وهيئات وأيضا البرلمان المصري بغرفتيه النواب والشيوخ  بإعلان كل الدعم للمؤسسات الفلسطينية فتجد نقابة الصحفيين تستنكر ما يحدث في غزة بل قامت النقابة بفتح باب التبرعات لأهل غزة دعما لهم، ثم تجد نقابة الأطباء تدعو الأطباء للذهاب إلى سيناء للمشاركة في علاج مصابي غزة، ثم تجد نقابة المهندسيين المصريين تعلم تضامنها مع شقيقتها في فلسطين وغير ذلك من موقف كافة المؤسسات المصرية المشرف تجاه القضية الفلسطينية وأنظمتها الأخيرة.

 مواقف عديدة تدل على عودة القضية الفلسطينية والاهتمام بها إلى أحضان الأمة المصرية، فمصر هى أم العروبة ودائما هى الرائدة والقائدة في مثل هذه المواقف، وبالتالي فإنَّ الموقف المصري ثابت ويرفض الاحتلال الإسرائيلي للضفة وغزة ويدعو إلى تطبيق القرارات الدولية وإقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967.