.jpg)
على ابراهيم يكتب : صدق الله وكذب الرئيس !!

أقام الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الدنيا ولم يقعدها، بدعوى مساواة المرأة بالرجل في المواريث، وإباحة زواج المسلمة ممن على غير دينها، وقد سبق لتونس أن سنت تشريعا يمنع تعدد الزوجات، في محاولة للقفز على حدود الإسلام وتشريعاته التي لا تحتمل لبسا ولا تأويلا ولا ما يدقون عنق الحقيقة من أجله، ويطلقون عليه اجتهادا!!
انا هنا لا اناقش المسألة كونها اجتراء على أحكام الدين الراسخة، وهو ليس رأيي بل سبقنا إليه الأزهر الشريف، وأكد على إنها مساس بصحيح العقيدة، لذا استنكف كما كثيرين غيري وصف ما يدعوا إليه الرئيس التونسي باعتباره شأن داخلي يخص الأهل في تونس وحدهم دون غيرهم، وهذه في رأئي فرية اخرى وقولة حق لا يراد بها غير الباطل.
والحقيقة أن أحدا لم يتدخل في شؤون التوانسة الداخلية ابدا بتاتا، فعشرات الأحداث تجري هناك ولا احد يعلق عليها سلبا أو إيجابا ، ربما لو ود التونسيون التدخل فيها وتناولها، ولكن لأن ما يحدث هنا ، تقريبا هو ما يجري هناك، ف"لا تعايرني ولا اعايرك" كما يقول المثل، أو " كلنا في الهم شرق" وان شئت قل "عرب".
ولا اعرف هل نلوم عتاب الإخوة هناك ، ام الإخوة المصريين هنا الذين لا يهمهم إذا كان الأمر شانا تونسيا ام شانا عاما يخص المسلمين ودينهم في شتى اصقاع الأرض، فلم نجد من ينتقد طريقة الحكم هناك، ولا الحالة الاقتصادية للتونسيين، ولا النظام التعليمي أو الصحي ، و لا علاقة تونس بالدول المجاورة، ولا مسلكهم الشخصي، ولا قوانينهم أو دستورهم، ولا توجد مشاحنات بين أبناء الشعبين، حتى اللقاءات الكروية بين الفرق والمنتخبات تمر بحبية وود خالص يختلف مثلا عن جارتها الجزائر.
إذن ليس هناك حالة تحرش مقصودة ، وانما الأمر هو ما يخص الدين وصحيحه، أكرر الدين وليست العقيدة ، الدين وليس التدين، ولو أن التونسيون مثلا قرروا غدا صباحا ترك الدين الإسلامي الي ديانة أخرىأو حتى إلى اللادين، ما تدخل أحد ، لأن هذا هو التدخل الحقيقي في حرية المعتقد، أما مايجري فهو نسف لثوابت الإسلام وهذا ليس رأيي كما أسلفت ،وانما رأي الأزهر كمرجعية للمذهب السني في مصر والعالم أجمع، وإلا لماذا كان الخلاف مع إيران الشيعية، برغم أنهم لا ينكرون معلوما من الدين واصل الصراع بينهم وبين السنة هو في حقيقته خلاف على أشخاص أولا وأخيراً مهما كانت قيمتهم فهم بشر وليس على معتقد!!!
كما أن هذا الدفاع عن دعوة الرئيس السبسي يعطي قبلة حياة للتنظيمات الظلامية هنا وظهورها باعتبارها حامي حمى الاسلام.
وهنا اسرد ما تداوله المهندس "خالد الزعفراني"حول ماجرى في عام 1961 حيث ظهر بورقيبة رئيس تونس وهو يفطر في نهار رمضان ودعا الشعب إلى الإفطار وحتى يلبس هذا الأمر لباسه الشرعي، طلب من مفتي تونس آنذاك، الطاهر بن عاشور أن يفتي بجواز الإفطار بدعوى زيادة الإنتاج.
فلما تدخل ابن عاشور على التلفاز ، والناس تنتظر ما يقوله، تلا الشيخ قوله تعالى : "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"
ثم قال : صدق الله و كذب بورقيبة "
" و صدق الله و كذب بورقيبة "
" و صدق الله و كذب بورقيبة "
وأفتى بحرمة الإفطار ، وأن من يفعل ذلك، فقد أنكر معلوماً من الدين بالضرورة، وأبطل دعوى أن الصيام ينقص الإنتاج.
فخرست الألسن، وما استطاعت الحكومة التونسية إلا أن تنسحب من الميدان، وأعلى الله فريضة الصيام في تونس، على يد الطاهر بن عاشور -ولذا حرص زين العابدين بن علي- على إفساد ديوان الإفتاء التونسى- مثلما أفسد كل مؤسسات تونس التى غيرتها ثورة تونس- ولم تنتبه لتغيير إفتاء زين العابدين فطفح فساده بفتاواه الأخيرة.