أسامة داود يكتب : إهدار المال فى "إيجاس"

أسامة داود

  الحفاران القاهر ( 1و2 ) قصة تشهدها  القابضة للغازات الطبيعية  "ايجاس "  فكلاهما يعمل بأقل من  نصف طاقته  وتتولي القابضة سداد قيمتهما وهي640 مليون دولار بواقع 64 مليون دولار سنويا.
حكاية الحفارين بدأت خلال الايام التي تولي فيها محمود لطيف رئاسة شركة ايجاس ، وتم انشاء شركة لهما باسم EODC وتم تعيين المهندس أسامة البقلى رئيسا لها.
وكان الحفاران قد تم تصنيعهما باتفاق مع البنك اليابانى الذي تولي التمويل وليكون مشاركة بين القابضة للغازات وشركة تويوتا تسوش اليابانية ، وكانت المشاركة قد تمت بشرط ان تحصل الشركة علي حصتها من تشغيل الحفارين وتم وضع حد أدني لما تحصل عليه الشركة في كل الاحوال حتي لو كان الحفاران في حالة توقف .. ومن الشروط ان يكون عمل الحفارين لمدة 10 شهور سنويا ، بينما هناك دائما حفار متوقف لمحدودية الاعمال الخاصة بالحفر والحفار القاهر 2 متوقف منذ 4 شهور .
المهم ان تشغيل الحفارين والذين تم تأسيس شركة لهما لا يتم الا من خلال شركة الحفر المصرية EDC والتي تتولي الادارة والتشغيل لهما مقابل الحصول علي مقابل مصاريف تشغيل تتراوح ما بين 40 و50 الف دولار تكون هناك نفقات ثابتة حتي في حالة التوقف ، بالاضافة الي  مصاريف الصيانة وقطع الغيار بينما الايجار اليومي للحفار110 الف دولار وهو ما جعل الحفارين يحققان خسائر .
لكن علي ما يبدو فان قيادات القابضة للغازات الطبيعية لم تكتف بالخسائر التي تتحملها الشركة  بسبب الحفارين فقررت ان تزيد خسائرها وبنفس الطريقة ، وهي الدخول مع نفس الشركة اليابانية وبنفس الشروط في تصنيع حفار جديد شبه عائم بمواصفات مغالى فيها لن تحتاج اليها مصر فى عمليات الحفر الا نادرا وهو ماسينعكس على ارتفاع تكاليف الحفار وتكاليف تشغيله .
ويأتي اصرار رئيس القابضة علي ذلك علما بأن مصر ليس لديها خطط حفر لمدة 10 سنوات ، وما كان يرفضه السابقون يقبله حاليا المهندس اسامة البقلي رئيس الشركة الحالي .
والسؤال هل هناك دراسة تؤكد أن تصنيع حفار شبه عائم سوف يحقق جدوي اقتصادية ام سيكون رقما جديدا في قائمة خسائر جهازي الحفر القاهر 1 و2 ؟
ولماذا تدخل القابضة في صناعة الحفارات بينما لدينا شركات متخصصة في الحفر ومملوكة لقطاع البترول او بمشاركته ؟
أرجو ان تكون هناك اجابة مقنعة. وحتي لا يكون اهدار المال العام  الحرفة التي يجيدها بعض القيادات في قطاع البترول .