ناصر أبوطاحون يكتب عن أسطورة الشهيد الحى

ناصر أبوطاحون

تستطيع ان تتوقف و تنحنى إجلالا و إحتراماً أمام مئات القصص البطولية الإعجازية لأبطال مصر فى حروبها ضد العدو الصهيونى
و لكنى توقفت عند جزئية  فى قصة البطل عبد الجواد سليم "الشهيد الحى"
هذا البطل الذى تخطى السبعين الأن شارك فى حرب الاستنزاف و هو شاب عشرينى  ضمن أبطال الصاعقة و تعرض لإصابة قاتلة بعد ان أصابه صاروخ موجه من إحدى طائرات العدو أثناء عملية كانوا يقومون بها خلف خطوط العدو إبان حرب الاستنزاف
بالفعل كانت الاصابة قاتلة ، قطعت ساقيه و أحد زراعيه و افقدته احدى عينيه و شقت ظهره حتى انه لم يبقى منه بالفعل سوى جذع محترق ممزق
فى قصة نقله على اكتاف زملاءه للمستشفى تفاصيل مهولة عبر عشرات الكيلو مترات تحت القصف و بدون سيارة اسعاف، زملاءه يحملونه و بعضهم يحمل ساقيه و اخر يحمل ذراعه و هو يرجوه ان يتركوه لمصيره و ينسحبوا و لكنهم رفضوا و أصروا ان يعودو به ثم ينقلوه للمستشفى
و امام ضخامة العملية و حجم الانتصار فيها بلغ امرها الرئيس عبد الناصر، فأصر على زيارته بالمستشفى
و بعد ان انتهت الزيارة  سأله ناصر هل تريد شئيا؟
فأجابه : نعم ، أريد العودة للجبهة
فاستغرب عبد الناصر و نظر لمرافقيه - الفريق اول محمد فوزى- مستغربا، هل قدمت لى تقريرا خاطئا عن حالته؟
و ازاح ناصر الستار عن الجسد المحترق ليكتشف الحقيقة بنفسه
التقرير صحيح و الرجل لم يبقى منه شيئاً يصلح للقتال
فتبسم ناصر و قال للفريق فوزى  : طالما هذه الروح موجودة يبقى النصر قادم
المهم علشان موش عاوز اطول عليكم
عبد الجواد عاد للحياة بمعجزة ثم اخذوه لمركز التأهيل ليصنعو له قدمين خشبيتين و يدربوه على استخدامهما
و ما هى إلا بضعة اسابيع و كان عبد الجواد قد عاد الى وحدته ماشيا على قدمين اصطناعيتين و سط ذهو و دهشة زملاءه و قادته
ملحوظة :
استمر عبد الجواد فى الخدمة حتى عام 1975
المهم سيبك بقى من اللى فات لأنه ممكن يبقى عادى
شاب متهور و "مستبيع" مثلا
"خلينى اوصل بيك للحتة اللى انا لقطتها من القصة و اثارتنى بالفعل
يقول عبد الجواد أن 7 عائلات مصرية تقدمت لخطبته لبناتهن
و يضيف انه اجرى ثلاث مقابلات مع ثلاث شابات طلبن الارتباط به حتى نجح فى اختيار شريكة حياته التى انجبت له 8 من البنات و البنين ليصل عدد أحفاده الأن إلى 27 حفيدا بحسب كلامه
ايه عظمة الشعب المصرى اللى كان مصدق نفسه دا و مصدق قادته و مقدر تضحيات شبابه على الجبهة دى ؟؟
أنا وقفت مشدوه امام التلفاز و الرجل يحكى هذه التفصيلة
كيف لعائلات و بنات يعرض انفسهن للإرتباط بجزء من رجل دمره صاروخ ؟؟
و من الذى جهز هذا الشعب و عبأه لكى يخرج كل هذه الطاقات؟؟
لقد تحدث البطل عبد الجواد عن تفاصيل و تفاصيل دقيقة لما جرى فخورا بنفسه و بجيشه و وطنه و شعبه، مستعداً للشهادة دفاعا عن الوطن، لكنى توقفت بإجلال و إحترام أمام هذا الشعب العظيم الذى وقف وقفة بطولية فى ملحمة الحرب ضد الصهاينة مقدما كل شىء ، كل ما يملك ، حتى تحقق النصر
علموا أبناءكم ان مصر طول عمرها بتنجب أبطال، و ان اللصوص و الفاسدين و الدجالين و تجار الدين  الذين طفوا على الوجه ما هم إلا بثوراً و تقيحات مرضية ظهرت على وجه مصر و هى قادرة على استعادة عافيتها و قوتها و قدرتها  مرة ثانية
مصرة تمتلىء بالأبطال و البطولات التى تجهد من يريد أن يدونها