
أسامة داود يكتب : عيد البترول الذي سقط عمدا لا سهوا !.

تقلص عيدالبترول وتلاشي - علي يد من لا يدركون قيمة التضحيات - ولم يبقي منه سوي كلمات قليلة تُذكر وهي .. تزامنا مع ذكري استرداد حقول بترول سيناء وعودتها للسيادة المصرية تفقد الوزير طارق الملا حقول كذا وكذا !. والي هنا ينتهي الاحتفال بعيد البترول هذه الكلمات جائت في بيان وزراة البترول في العام الماضي وكذا العام الحالي .. نفس الكلمات التي تشبه "نعي" لفقيد قد ولي زمانه وانتهي .. هكذا يتم حاليا التعامل مع عيد البترول و الذي كان يمثل الاحتفال به ذكري يشعر معها العاملون بقطاع البترول بالفخر ، حتي قياداتهم من وزراء ورؤساء هيئات ورؤساء شركات سابقون .. جميعهم ينتظر هذا اليوم ليلتقون بدعوة من الوزارة ليقدموا للشباب نفحات ونسمات من تاريخ لا زال يمشي بينهم . وكان يتم التكريم لكل من احيلوا للتقاعد في هذه المناسبة كنوع من الوفاء .
لكن و مع تولي المهندس طارق الملا الذي لم يكن له شرف التدرج بقطاع البترول منذ صغره ، وبالتالي لم يدرك لعيد البترول أي أهمية !.
كانت الكلمات الجوفاء تتصدر بيانين الاول في عام 2016 ، والثاني هذا العام 2017 ، وكأنه اعلانا لوفاة أهم يوم في تاريخ البترول !.
وعيد البترول هو يوم العزة والكرامة بقطاع دفع رجالة الكثير من التضحيات وكانوا ولا يزالون يعملون ليلا نهارا في مختلف الاجواء ليخرجون من عمق الارض بترولا يتحول مع عرقهم ودموعهم بل ودمائهم الي وقود تدار به محركات الحياة نفسها .
وعيد البترول والكلام موجه للوزير الملا لا يعني احتفالا مجردا ، بل معني ، ووفاء ، لا يدركة الا كل ذو بصيرة .. انه تاريخ يجب ان يُدرس باستمرار لشباب ليتعملوا من خلاله تضحيات خاضها من سبقوهم ، وهو ما يؤهلهم لبذل المزيد من الجهد والعرق بحب واخلاص ، لا خوفا من سيف المعز أو طمعا في ذهبه .
والاحتفال بعيد البترول لمن لا يعلم يجعل عمالقة في حجم عبد الهادي قنديل اطال الله عمره يلقي في كلمات ويجيب عن تساؤلات ، ماذا كان وضع مصر عندما انتزعت منها حقول بترول سيناء مع نكسة عام 1967 وكيف نجح مع اساتذته وتلاميذه في ايجاد البدائل التي لولا ان سخرها الله لنا مع جهد وعرق هؤلاء ما تم تدبير احتياجات الدولة وجيشها الذي خاض حرب 1973 وسحق ببطولات نادرة اسطورة اسرائيل ، وكسر انفها في رمال سيناء واعاد لمصر الارض والشرف والكرامة .
كانت حقول سيناء قد اغتصبت واستباح بترولها لكن العاملون في قطاع البترول لم يستسلموا لليأس في ذلك الوقت ، و قد وجدوا البديل في حقل المرجان الذي حبي الله به مصر وقتها ثم ويبكو بالصحراء الغربية ، وتمكن من خلال رجال بقيادة عمالقة في حجم علي والي و احمد عز الدين هلال و رمزي الليثي و عبد الهادي قنديل وغيرهم العشرات من القيادات ، والالاف من العاملين بالقطاع ، أقول قد تمكنوا من تدبير احتياجات عجلة الاقتصاد المصري وقواته المسلحة بتوفير احتياجات البلاد وحتي جاء النصر وتم استرداد حقول سيناء وتسلمتها مصر في 17نوفمير 1975 ، ليكون يوما يجدد فيه العاملين بالقطاع العهد علي التضحية والعطاء .
لكن علي ما يبدو ان كل المناسبات الجميلة تتساقط علي يد من لا يدركون قيمة ما قدمته مصر وقياداتها علي مدار التاريخ .