أسامة داود يكتب: إيران والدولار وكورونا فى تحديد أسعار النفط

تحولت إيران إلى فيروس يقترب من كورونا الذى أدى إلى انهيار أسعار النفط العام الماضى.

بالنسبة للمنتجين والراغبين فى استمرار تراجع العرض عن الطلب لتحقيق أرباح، ولو كان اشتعال الأزمات الدولية ثمنًا لها.

فيما ينتظر العالم بعد الانتخابات الإيرانية تجاوبًا من الإدارة الجديدة- بعد فوز إبراهيم رئيسى بالحكم علمًا بأنه من الصقور المتشددين فى طهران - لمعالجة الملف النووى الإيرانى الذى يراه البعض خطرًا بالنسبة للغرب والشرق أيضًا .. لنجد محللى بنك "إيه إن زد" فى مذكرة للعملاء: يقولون فيها وفى إشارة إلى الملف النووى الإيرانى "تجدد المفاوضات يثير القلق والسبب حسب قولهم أن التوصل إلى اتفاق أمريكى إيرانى سوف يؤدى لرفع العقوبات الأمريكية، مما يتمخض عنه فيضان من النفط يضرب السوق على الرغم من هذا، ومع العلم أن العوامل الأساسية تشير إلى أن السوق مازالت تشهد حالة تقارب بين العرض والطلب".

النظرة التشاؤمية لمنتجى النفط فى العالم وصفتها رويترز بأنها تعزز المعنويات السلبية.. وتستند فى وصفها إلى تصريحات لكبير مفاوضى إيران عباس عراقجي الخميس الماضى قال فيها.. إن المحادثات بين طهران وواشنطن بشأن إحياء اتفاق إيران النووى المبرم فى 2015 اقتربت أكثر من أى وقت مضى من التوصل إلى اتفاق.. وبالتأكيد إن حدث ذلك سوف ترتفع صادرات ايران من النفط بما يصل الى 700 الف برميل يوميا.

وكأن منتجى النفط يتضرعون إلى السماء لأن يستمر الشد والجذب بين إيران المارد النووى الجديد القابع تجاه صدر معظم الدول العربية بداية من العراق والكويت وعبر الخليج العربى مع قطر والبحرين والإمارات العربية وعمان وصولاً إلى المملكة العربية السعودية.

كانت الأسعار تتذبذب بين صعود وهبوط وفى موجات على مدار الأيام الماضية وإن كان النفط امس قد ترك ما بين الافتتاح والإغلاق 048. من الدولار ليتراجع من 71,478 إلى 71,430 دولار للبرميل.

ويرجع الجميع السبب حسبما تشير رويترز إلى صعود الدولار بقوة فى جلستين منذ توقع مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى زيادات محتملة لأسعار الفائدة فى 2023، رغم أنه موعد مبكر يبعد عنا الآن بنحو 18 شهرًا عما كان يتوقعه مراقبو السوق فى السابق. ومن المعروف أن النفط والدولار قوتان متنافرتان إن صعد أحدهما هبط الآخر ويؤدى ارتفاع الدولار لزيادة تكلفة النفط بالعملات الأخرى مما يقلص الطلب.. وهنا تنضم إيران المحجوب نفطها تحت طبقات الأرض مع كورونا والدولار فى انتظار أن ينطلق ليزيد المعروض من النفط.. وبالتالى فإن أمواج السياسة لابد أن تتدخل لحسم الأمر لمصلحة العرض أو الطلب حسبما يكون أى منهما فى مصلحة أمريكا..