الجمعة ٠٩ / مايو / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا التحرير
×

أسامة داود يكتب : عشماوي في التأمين الصحي

أسامة داود

علي مدار 8 ساعات الاثنين الماضي كانت سيارة الاسعاف تجوب شوارع القاهرة طولا وعرضا وبداخلها واحدا من العلماء والمفكرين الاقتصاديين الزراعيين في مصر ، وهو والدكتور امام الجمسي وكيل معهد الاقتصاد الزراعي سابقا مصابا بكسر في العمود الفقري وامراض اخري بينما رفضت مستشفي التأمين الصحي بالدقي استقبالة رغم انه من المنتفعين بالتأمين الصحي .
لقد فقدت قيادات المستشفي القدرة علي القيام بواجبها ولن أقول انها تجردت من الانسانية ،بإعتبار ان الانسلاخ من الانسانية أصبح شيئا معتادا في قطاع الصحة وليس التأمين الصحي فقط .
كنت أتوقع من مدير المستشفي الذي لم يتعلم ان يكون علي قدر مسئولية ادارة مستشفي يملكها المنتفعون ، أن يستقبل الدكتور امام الجمسي ليس بإعتباره عالما له من الخدمات التي قدمها للوطن ماليس لمثل هذا المديروأمثاله ولكن باعتباره مواطنا يدفع طوال  حياته اشتراكات في التأمين الصحي وبعد أن تجاوز الرجل السبعون من العمر ولم يسبق له الانتفاع  يوما بأي خدمة علاجية وعندما يقعده المرض يجد أمامه شخوص من أمثال هذا المدير ، كل دورهم أن يسلبوا الحياه لا أن يمنحوها .
لقد نسي هذا المدير في نشوة احساسة بإمتلاك المنصب - لا باعتباره عاملا عليه مقابل راتب وحوافز وبدلات من اموال المنتفعين - أن يأمر وينهي ويصبح دوره الحقيقي ان يحجب الحق في العلاج لرجل مثل امام الجمسي القامة والقيمة . فما بالك بباقي المنتفعين .
لقد رفض مدير مستشفي 6 اكتوبر بالدقي دخول الرجل لتلقي علاجه وتركه داخل سيارة الاسعاف ، مكتفيا أمام رجاء الاهل والاصدقاء بأن يقول ، عليه أن يعود الي بيته فليس له عندنا علاج ، بينما الرجل طريح الفراش نتيجة كسر في العمود الفقري وأمراض أخري أدعو الله ان يعافيه منها . وكأن دور المستشفي ان تنتقي الامراض التي تتولي علاجها وكأن كسر بالعمود الفقري وغيرها ليست من الامراض التي يجب ان تُعالج .
لقد ضرب هذا المدير الذي تجرد من ابسط معاني القيم الانسانية المثل لقيادات تدير دفة امور وزارة الصحة والتأمين الصحي وتتحكم في حياة البشر ليصحبوا جلادين مأجورين يتلقون أجورهم من ضحاياهم !.
فمثل هذا المدير يتقاضي الاف الجنيهات شهريا كأجر و بدلات وحوافز من اموال المنتفعين امثال الدكتور امام الجمسي ، يفترض ان ما يحصل عليه هو وأمثاله مقابل عمل خدمي لصالح كل مستحق للخدمة الصحية وليس لممارسة التعسف والحرمان من حق العلاج .
لقد ارتكب هذا المدير جريمته ، و ليعود امام الجمسي بعد رحلة تصل الي 8 ساعات داخل سيارة إسعاف الي منزلة  ، حدث ذلك في الوقت الذي كان فيه مجلس النواب يناقش قانون التأمين الصحي الجديد ، فهل يمكن لمنظومة جديدة للصحة في مصر تطبق من خلال مثل هذا المدير الذي أترفع عن ذكر اسمه وقد نزع عن نفسه صفة طبيب ليلصق بها صفة الجلاد !!.
والان أنتظر قرار الدكتور علي حجازي رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي بشأن هذا المدير ، ولكوني أعرف جيدا انسانية علي حجازي التي تتجاوز القوانين واللوائح والقواعد .