
لعبة القط والفار بين أمريكا وإيران فى رحلة الوصول بسعر النفط إلى 100 دولار

كلما اقترب الأمل فى التوصل إلى اتفاق بشأن المشروع النووى الإيرانى الذى تجاوز عمر الحديث عنه العشرين عامًا بينما يظل الخلاف الأمريكى الإيرانى مستمرًا بعد أن عبر حاجز الـ40 عامًا ومنذ الثورة الإيرانية فى عام 1979 تتزايد وتيرة الخلافات دون توقف المفاوضات.. والنتائج دائمًا تنعكس على النفط.
كتب أسامة داود
منذ يومين وبعد أيام قليلة من انتخاب ابراهيم رئيسى رئيسًا لإيران وظهور مؤشرات إيجابية فى تصريحاته بشأن الإسراع فى حل الأزمات العالقة بسبب المشروع النووى الايرانى مع الغرب.. وما أدى إليه ذلك التصريح من تراجع فى أسعار النفط .. وظهور حالة من التفاؤل من جانب المستهلكين بينما أبدى المنتجون انزعاجهم خوفًا من أن يؤدى إنهاء الأزمات مع الجانب الإيرانى إلى تراجع فى أسعار النفط . انزعاج المنتجون يرجع للمخاوف من دخول النفط الإيرانى الخاضع للحظر الأمريكى إلى الأسواق العالمية الأمر الذى يزيد المعروض بما يتراوح بين 700 ومليون برميل يوميًا. ليأتى قرار الولايات المتحدة الأمريكية بحجب 36 موقعًا إلكترونيًا يتبع الحكومة الإيرانية.. ليمثل خطوة تجاه وضع عقبة جديدة أمام المفاوضين الإيرانيين والأوربيين فى جنيف.. ولم يقتصر الأمر على ذلك ولكن تأتى تصريحات وزير الخارجية الأمريكى امس الجمعة خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الفرنسى جان إيف لودريان قال فيها إن الولايات المتحدة تحتفظ بآليات للتعامل مع تصرفات إيران فى مجالات أخرى، بعد أن تتم "إعادة برنامجها النووى إلى الصندوق.. وهو ما يعنى أن هناك أمورًا أخرى سوف تجعل الخلاف قائمًا مع طهران حتى فى حال التوصل إلى اتفاق بالشأن النووى.. وزير الخارجية الفرنسى يسير فى نفس الطريق معربًا عن قناعته بضرورة الخروج عن إطار الاتفاق النووى الأصلى، والانتقال لاحقًا إلى مسائل مثل سلوك إيران الإقليمى وبرنامجها الصاروخى الباليستى.. وهنا يكون أمر الحظر المفروض على النفط الإيرانى قائمًا حتى فى حال التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووى... وأن الأزمة الإيرانية مع أمريكا والغرب سوف تستمر لأن هناك أمورًا أخرى تخضع لتعريفات مطاطة ربما تندرج تحت قائمة السلوك كما قال المسئول الفرنسى أو مجالات أخرى حسب وصف وزير الخارجية الأمريكى.. وربما تكون هناك مرحلة من البحث عن اتهام جديد أو صناعة أزمة جديدة والهدف ليس توقيع العقوبة على طهران ولكن استمرار بقاء أسعار النفط مرتفعة. مع العلم أن توهج إيران اقتصاديا وسياسيًا لم يتم إلا فى ظل العقوبات الأمريكية والأوروبية ضد طهران!!. الغريب فى الأمر أنه كلما أرادت أمريكا أمًرا تقوم بالتعامل معه بشكل غير مباشر وعلى طريقة المفاوضات السرية بينها وبين طهران بشكل غير مباشر ورغم عدم حضورها جلسات المباحثات إلا أنها صاحبة الكلمة العليا فى كل ما يختص بالمناقشات. وعلينا أن نبحث عن أسباب الرغبة الأمريكية فى الوصول بسعر برميل النفط إلى 100 دولار؟ وإن كان من المؤكد أن أمريكا تستخدم إيران ومشروعها النووى- الذى يتحول مع الوقت إلى حقيقة- كعصا موسى والهدف كسر الاقتصاديات العابرة للقارات مثل الاقتصاد الصينى الذى يعتمد على استيراد النفط بصورة كبيرة بعد الولايات المتحدة الأمريكية. ولمن يريد أن يبحث عن تفسير منطقى لتصرفات الإدارة الأمريكية تجاه إيران وملفها النووى نجدها تتراشق بالتصريحات فى العلن بينما تمد يدها لتحصل على النفط الإيرانى فى الخفاء.. وعلى ما يبدو أن أكثر نظامين متقاربين فى المصالح هما النظام الأمريكى والنظام الإيرانى حتى وإن أرادا خداع المجتمع الدولى بوجود خلافات جوهرية!!. [caption id="attachment_49860" align="aligncenter" width="1024"]