ناصر أبوطاحون يكتب : دموع التماسيح على ضحايا غوطة دمشق

ناصر أبوطاحون

الحرب على الإرهاب الذى يضرب أمتنا العربية هى حرب واحدة لا تتجزأ
و من السذاجة الفصل بين ارهابى يعمل فى ليبيا و أخر يحارب فى سوريا و ثالث يواجه جيشنا المصرى فى سيناء
كلهم واحد متصل ، تمويلهم واحد و تسليحهم واحد و الراية الأمريكية الصهيونية التى يقاتلون تحتها واحدة
و لن تستطيع الأمة ان تهزم هذه الخلايا السرطانية الارهابية إلا بوحدة المعركة سواء العسكرية أو المعلوماتية او التمويلية أو الإعلامية و هذا هوا الأمر الأخطر
فمن عجب أن تسقط معظم وسائل الإعلام العربية و المصرية فى مقدمتها فى فخ ترويج الدعايات الكاذبة التى تروجها و سائل اعلام غربية تعمل كأذرع لوكالات المخابرات الغربية
و عندما تعلم أن معظم من قبض عليهم بعد عمليات ارهابية نفذت على ارض مصر اعترفوا بأنهم تدربوا فى سوريا بعد ان دخلوها امنين عن طريق تركيا فقاتلوا الجيش السورى فمنهم من قتل ، و منهم من بقى هناك يقاتل، و منهم من عاد لمصر ينقل خبراته القتالية و التفخيخية
و من المثير للسخرية أن نسمى الأمور بمسمياتها الحقيقية فى مصر عندما يتعلق الأمر بالإرهابى الذى يواجه جيشنا فى سيناء، و لكن عندما يتعلق الأمر بنفس الإرهابى الذى يقاتل فى ليبيا أو سوريا فنجد الإختلاف و البكاء على عليه و الدفاع عنه
ما اعرفه ان وكالة الأنباء المصرية الرسمية لها مكتب فى سوريا، فلماذا لا يواكب هذا المكتب العمليات على الأرض و يكون مصدر الأخبار الرئيسى حول سوريا لوسائل الإعلام المصرية و العربية ؟؟
لماذ نستسهل فتح رويترز و الفرنسية و بى بى سى و غيرها و ننقل عنهم دون وعى و نردد خلفهم كالببغاوات و نملأ الفضاء عن السلاح الكيماوى الذى ينتقى ضحاياه من الاطفال فقط ؟؟
حقيقة الغوطة و ماجرى فيها تكشفها حالة السعار فى امريكا و اسرائيل و اوربا
فالغوطة كانت نقطة ضعف فى خاصرة العاصمة دمشق
تهاجمها كل فترة للضغط و تطلق صواريخها العبثية على المدنيين فى العاصمة السورية
و بتطهير الغوطة من رجس الإرهاب تفقد امريكا احد اهم اوراق اللعب داخل سوريا و تتحصن العاصمة و يتم توفير القوات التى كانت ترابط لحماية العاصمة لمعارك اخرى على طريق تطهير سوريا من العصابات الارهابية المجرمة
هذه هى الحقيقة الوحيدة لما جرى فى الغوطة
و من يظن ان امريكا يحركها قتل بضعة افراد فى سوريا و لا تحركها مذابح الصهيونية فى فلسطين هو أبله و عليه ان يصمت
فعند المعارك الكبرى لا يجب ان يشتت جهدنا البعض، أو يبدل اولوياتنا تحت دعاوى كاذبة،
و من يبكى على بعض الضحايا الذين سقطوا فى سبيل تطهير الغوطة عليه ان يراجع احوال الالاف من ابناء سوريا نساء و اطفال و رجال كانوا مختطفين و محبوسين فى سجون الجماعات الارهابية فى الغوطة و بخاصة فى سجن التوبة بدوما
لقد كشفت عملية تحرير الغوطة و مدنها و قراها عن مفارقات رهيبة تتعلق بحجم و كميات المواد الغذائية و التموينية و الطبية المخزنة لدى جماعات الارهاب و التى كانوا يمنعونها الأهالى الذين تضوروا جوعا و أرهقوا مرضا
الحقيقة يمكننى تفهم الدوافع التى تقف وراء خيبة الامل لأمريكا و حلفاءها بعد ما جرى فى معركة الغوطة التى خسروها ، و لكنى لا يمكن ان اتفهم ان نردد أكاذيبهم بلا وعى او عقل