
ناصر أبوطاحون يكتب : درس الأكراد

اختار الأكردا ان يكونوا عصا فى أيدى غيرهم بزعم ان ذلك المسعى سيصل بهم لأهدافهم فى الوصول الى دولة كردية يقاتلون من أجل إقامتها منذ عشرات السنين
و لم يحققوا شيئاً على هذا الصعيد سوى مزيد من الخسائر و الدماء و التضحيات دون تحقيق أى شىء و دون أدنى بارقة أمل فى المستقبل
و حتى أكبر شىء على صعيد الحكم الذاتى تحقق منذ عقود فى شمال العراق تحطم فى لحظات بسبب الغرور و العنجهية و وضع بيض مشروعهم فى سلة الأمريكان دون ان يدركوا أنهم مجرد أداة من ادوات الصراع فى المنطقة يستخدمهم المريكان كمنديل كلينكس ثم يلقون به تحت الأقدام
،و لعل الصورة الأحدث فى منطقة عفرين السورية ، حيث استغلت تركيا الأوضاع فى سوريا و التى كان الأكراد أحد مشعليها ، لتنفذ إلى الأرض السورية و تعيث فيها فسادا و قتلا و تدميرا و تخريبا سيعجز المنطقة لعقود حتى تستطيع بناءه
فماذا حقق الأكراد؟؟
تستخدمهم أمريكا فى شرق سوريا بغرض تمزيق الدولة و إنشاء مشروع تقسيم للدولة السورية
و قد أخذت الأكراد نوبة غرور لا يوجد لها ما يسندها على أرض الواقع جرت على مناطقهم تخريب و تدمير كبيرين ، بعد أن استخدمتهم امريكا لإيقاع اكبر قدر ممكن من التخريب و التدمير و القتل و التشريد فى الارض السورية و بخاصة فى الرقة "جريمة العصر"
يغفل الأكراد حقيقة التاريخ و الجغرافيا المحيطة بهم ، و يصرون على أن يكونوا مجرد أداة هدم فى يد أعداء الأمة العربية و فى سبيل ذلك يدمرون أنفسهم قبل أن يتسببوا فى مشاكل لدولهم
و أهدر الأكراد كل ما تحقق لهم فى العراق مثلا ، سواء بمنحهم حكم ذاتى واسع من صدام حسين ، وصولا إلى منحهم اقليم شبه دولة ولكنهم أساءوا تقدير الموقف فكان أن تحطم حلمهم فى ساعات، بينما أمريكا التى اوهمتهم بالحماية و الغطاء تنصرف عنهم لتبحث عن مصالحها مع القوى
و يغفل الأكراد أنهم إقليم فى وسط معادى لفكرة دولة كردية ، و لن يسمح لهم بقيام دولة تستطيع ان تعيش، فهم ليس لهم شبر واحد على ممر مائى يتيح لهم التواصل مع العالم و تصدير بترولهم ، كما ان محيطهم كله سواء عربى فى سوريا و العراق ، او ايرانى او تركىا يرفض مجرد التفكير فى دولة كردية فى تلك المنطقة
و يصر الأكراد على القتال فى حروب صفرية تسببت فى خراب و تدمير دون ان تحقق نصراً أو تُحدث نقلة على صعيد التنمية فى مناطقهم، و يبيع قادتهم كالبرازانى و صالح مسلم و غيرهم الوهم لهم ، حيث يقتتل فقراءهم مع محيطهم بينما أغنياءهم يعيشون حياة الترف فى أوربا
وفى عفرين السورية التى بقيت فى أمان عن الدمار الذى لحق بأجزاء واسعة من سوريا ، اصر أكرداها على إظهار وجههم الانفصالى عن الدولة السورية، مستغلين انشغال الدولة فى الحرب مع الارهابيين، فأتاهم الترك ليعيثوا فيها فساداً و يدمرونها تدميرا ، بل و يسرقون حتى ادوات المطبخ من المنازل كالحلل و الطباق و الملاعق و السكاكين سرقها الترك ، ، فضلاً عن كل ما علا ذلك من سيارات و جرارات و محاصيل و معدات و كل ماوجده الترك نهبوه كتتار جدد
و ربما يجلس أكردا العراق الأن يراجعون حسابات المكسب و الخسارة بعد سنوات الحكم الذاتى و الصراع مع المركز فى بغداد و اللعب على صرع العرب السنة مع العرب الشيعة، و بالتأكيد سيصلون إلى نتيجة
و لكن الثمن باهظ بالتأكيد
و الأمر نفسه مع أكراد سوريا، و لكن ربما ما أحدثوه من دمار و ثارات و دماء سيكون عصيا على أى حلول أو تفاهمات سياسية مستقبلية