 (1).jpg)
ناصر أبوطاحون يكتب " الأسد.. والرحيل فوراً"

شخصنة الأمور المتعلقة بشئون الشعوب
تثير الأسى والغضب فى أن واحد
منذ سنوات ولا نسمع سوى كلمة واحدة " الأسد يرحل فوراً" ورغم ذلك لم يرحل الأسد وبقى يقاوم هجوم تتار العصر على سوريا
بل الأكثر من ذلك رحل معظم من كانوا يرددون كلمة "فوراً" .. ولم يحققوا هدفهم
ومن الواضح والمؤكد أن امريكا استغلت مواقف شخصية لبعض قادة أنظمة الرجعية العربية ضد الأسد على خلفية هجومه عليهم فى احد مؤتمرات القمة العربية وحركت المؤامرة الكونية ضد سوريا بزعم التخلص من الأسد
الغريب بعد كل هذه السنوات من القتال والتدمير والدماء والتخريب فى شتى أرجاء سوريا، فلازال شركاء المؤامرة يلوكون قصة رحيل الأسد "فوراً"
وكأن رحيل الأسد هو مفتاح حل الأزمة ، رغم أن سابق اصرارهم على رحيل القذافى من ليبيا "فوراً" لم يكن سوى فتح باب الفوضى فى تلك الدولة التى تعصف بها الأنواء وتكاد تمزقها إرباً
ولم يكن بقاء الأسد مرتبطاً بقوة عسكرية ، فلا يمكن لقوة عسكرية بدون حاضنة شعبية أن تبقى تقاوم طوال تلك المدة كل هؤلاء الأعداء
ولعل المتابع عن قرب يكتشف أن حدود سوريا من كل الجهات يتدفق منها السلاح والأموال و الرجال لداخل المدن والقرى السورية
فالحدود التركية هى المعبر الأمن لكل أنواع الأسلحة ولكل من يريد ان يعيش جو الإثارة والقتال فى سوريا، والأمر نفسه ينطبق على الأردن التى تشكل فيها غرفة عمليات لعدد من التنظيمات الارهابية بدعم سعودى قطرى امريكى، وكذلك حدود لبنان التى ينشط حلفاء السعودية داخلها فى دعم الجماعات الإرهابية ، اما عن اسرائيل فلا تستغرب من دعمها المباشر وغير المباشر لجماعات الإرهاب ، فمستشفيات اسرائيل مفتحوة لعلاج جرحى الجماعات الارهابية وقيادتهم حتى ان عدد من عالجتهم اسرائيل بلغ 2000 فرد بحسب بيان رسمى
فمن غير المنطقى ان يتكالب كل هؤلاء على سوريا ويكون هدفهم شخص الأسد، ولكن كان هدفهم سوريا الموحدة لتتحول الى كيانات صغيرة متقاتلة فيما بينها فى غزوات بغرض السلب والنهب والسبى مغلفة بغلاف كاذب يدعى نصرة الإسلام
كل ذلك يجرى ولا حديث سوى "فوراً" التى لا تنتج سوى مزيد من الدماء والدمار والضحايا
وعلى فكرة كلمة "فوراً" هى نفسها التى كانت تتردد فى موضوع اليمن ولم تحقق شيئاً سوى دماء ودمار وخراب ولم ينهزم الحوثيون او يتراجعوا ..
لابد ان يعترف الجميع ان بقاء سوريا تقاوم فى صمود اسطورى امام حرب كونية يعود لصلابة السوريين واصراهم على حماية دولتهم، فلو لم يكن السوريين يحتضنون جيشهم ويؤمنون بقيادتهم فلم يكن هناك أدنى فرصة للصمود خارج
لقد فشلت عملية إضفاء الطابع الطائفى على الحرب فى سوريا- على الأقل فى داخل البلد- ربما نجحت فى الخارج واستقطبت ألاف المقاتلين من كل دول العالم، وهؤلاء سيعودون لبلادهم إن نجوا من القتل بنيران السوريين ، وسيبقى من بقى فى سوريا وقاتل لأجلها ولأجل عروبتها ليعيد بناءها من جديد
وانا واثق ان النصر لاحت بشائره وستبقى سوريا وسيرحل أهل "فوراً"إلى مزابل التاريخ