
أسامة داود يكتب: الارتباك يصيب قرارات وزير البترول

ما السبب فى سقوط عدد من الشركات من ذاكرة المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية.. ؟؟
منذ بضعة أيام أصدر الوزير قرارًا بانتدابات وتغييرات داخل قطاع البترول وجاءت مرتبكة، حيث جاءت التغييرات على مرحلتين الأولى شملت تسكين اثنين من القيادات بموقعى وكيلى الوزارة للبترول وللمشروعات وتسكين رئيسى مجلسى إدارة شركتى رشيد والفرعونية.. حالة الارتباك بدت واضحة مع الإعلان بعد ساعة واحدة من الحركة الأولى ليعلن عن حركة ثانية للانتدابات.. لتقتصر الحركة الثانية على انتداب المهندس عمرو بدوى لتولى رئاسة شركة جاس كول التى خلا موقع رئيس مجلس إدارتها قبل ساعة من التغيير الثانى.
لكن المضحك المبكى أن الوزير الذى لا يدير الوزارة إلا من خلف ستار مراكز القوى الذين عادوا للوزارة بعد انتهاء خدمتهم- وطبقا لما جاء فى اتهامات بعض اعضاء مجلس النواب له- نسى الوزير أن هناك شركتين خلت إحداهما من رئيسها منذ شهرين وهى شركة ميدتاب وتحديدًا منذ 25 إبريل الماضى أى منذ 65 يومًا.. وهى تصنف من شريحة الشركات التى تحقق لرؤسائها أعلى دخل شهرى. وقد تأسست ميدتاب فى عام 1997، وتمتلك الشركة أول رصيف عائم فى مصر بمواصفات بيئية عالمية بميناء الدخيلة بالإسكندرية، يستخدم لتصدير المنتجات البترولية عالية الجودة وفحم الكوك.. وتعتبر أول شركة استثمارية فى مصر تقوم بتنفيذ مشاريع البنية التحتية وبناء خزانات الوقود وخطوط الأنابيب الخام والمنتجات البترولية.
.. لكن يبقى السؤال الأهم: لماذا يصر المهندس طارق الملا على بقاء مقعد رئيس شركة ميدتاب خاليًا حتى الآن؟
ومن يا ترى النجم المنتظر والقيادى المرضى عنه الذى سوف يتبوأ مقعد رئيس ميدتاب التى تحقق لرئيسها الكثير من المزايا والقليل من المشقة؟.
أما الشركة الأخرى هى الوسطانى للبترول وهى شركة بحث واستكشاف وإنتاج و تتولى إنتاج حوالى 142 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعى و4 آلاف برميل من الزيت الخام يوميًا.. وقد خلا منصب رئيس الشركة منذ تاريخ 20 يونيو أى قبل أكثر من أسبوع من الحركة الأخيرة.. ولم يتذكر الوزير تكليف أحد من قيادات القطاع بتولى مهام المنصب خاصة أن خلو موقع رئيس شركة من شركات الإنتاج ولو ليوم واحد يؤثر على أداء الشركة خاصة أن الوزير فيما مضى كان قد أعلن ضرورة تواجد رؤساء شركات الإنتاج داخل الحقول حفاظًا على استمرارية عمليات التنمية والحفر والاستكشاف بها.
حالة التغييرات التى أصدرتها الوزارة على مرحلتين بين الأولى والثانية مدة وجيزة للغاية (ساعة زمن) كما أن تجاهل الوزير فى نفس الوقت لشركتين من أهم شركات القطاع دون رئيس ولمدة أكثر من شهرين بالنسبة لشركة ميدتاب وعشرة أيام بالنسبة لشركة الوسطانى تنم على عدم وجود رؤية لدى القائمين على الأمر فى وزارة البترول، وأن الارتباك سائد فى اتخاذ القرارات وتسكين القيادات والسبب أن هناك من يدير الوزارة من خلف الستار.. وهى نفس العناصر التى اتخذتها أغلبية مجلس النواب ذريعة للهجوم على وزير البترول يوم 15 يونيو الماضى.
Usamadwd@yahoo.com
[caption id="attachment_56911" align="aligncenter" width="794"] وزير البترول[/caption]