.jpg)
أسامة داود يكتب : ميلاد "موك"على يد سامح فهمى

ربما يختلف البعض مع سامح فهمي وزير البترول الاسبق ولكن من الصعب ان يكون هناك انكار لما قام به من أدوار قفزت بمصر الي الامام في كل المجالات التي ترتبط بالبترول والغاز بحثا واستكشافا وانتاجا وتصنيعا .
أذكره الآن وقد اكتظت الاسكندرية برواد من كل انحاء العالم للمشاركة في مؤتمر هو من بنات أفكار سامح فهمي الموهوب في تكوين علاقات مع العالم وكان الانعقاد الاول لـ" موك " بالإسكندرية وكانت رافينا الإيطالية هي الموقع التبادلي لانعقاده وبشكل مستمر .
وكان يقول دائما ان الاندماج مع الآخر يحقق ما يجعلنا قوة ، لاننا نتعامل مع بعضنا البعض من منظور المصالح المشتركة التي تحقق الرضا لكل الاطراف وليس لطرف واحد .
ولدت فكرة مؤتمر "موك" كعمل عظيم يمثل مشروعا استثماريا منذ دورته الأولى فى عام 2000 ، فمن خلاله تعقد جلسات عمل مشتركة تضم خبراء قطاع البترول المصرى ونظرائهم بالدول الأجنبية والعربية لاستعراض وبحث التطورات الفنية والاقتصادية المتسارعة التى تشهدها الصناعات البترولية والتغلب علي المعوقات والتحديات .
وكان موك هو بداية التوظيف الامثل لكل المعلومات والدراسات عن مناطق البحث والاستكشاف ووسائلة في مصر ، والاستفادة القصوي من خلال جميع خبراء الطاقة ومسئولي الشركات العالمية وممثلي دول منطقة البحر المتوسط بل ومعظم دول العالم في هذا الشأن.
واكتشاف مصر بإعتبارها تضم احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي بمناطق المياة العميقة في البحر المتوسط ، وكان للمؤتمر دور هام واستراتيجي في تحقيق ذلك .
فقد أدي اهتمام المؤسسات الدولية بمصر بعد تسويقها عالميا من خلال مؤتمر "موك " إلى اقبال الشركات العالمية علي الدخول في المياه العميقة والتي بدأتها "شل" قبل عام 2010من خلال مساحة كبيره تصل الي 200 كيلو متر مربع تتضمن المنطقة التي نجحت تكنولوجيا شركة "ايني" الايطالية الشريك الاستراتيجي لمصر في 2015 في الكشف عن حقل ظهر بها .
لقد أصبحت مصر خلال السنوات العشر الاولي من القرن الحالي محل اهتمام في البحث والاستكشاف من جانب الشركات العالمية وحققت بالفعل اكتشافات قبالة الشواطئ المصرية .
وكان ارتفاع نسب النجاح فى التوصل الي اكتشافات بمثابة دعم لدور مصر فى مجال صناعة الغاز عالمياً وإقليمياً وكلاعب رئيسى فى تأمين مصادر امدادات الطاقة.
تحويل مصر الي مركز اقليمي هو نفس الهدف الذي اعلنه سامح فهمي منذ انعقاد " موك " في دورته الاولي ، فقد كان اللبنة التي تحولت الي ما يشبه "البوتقة" التي ولدت فيها فكرة أن تصبح مصر مركزاً أقليمياً لتداول الطاقة .
كانت المناقشات والمعلومات التي تتدفق من جانب الخبر اء في اطار استعراضي قد لفتت نظر الشركات العالمية الي منطقة البحر المتوسط والي المقومات التي تملكها مصر ، وكشفت تلك المناقشات عن المصالح المشتركة لدول حوض البحر المتوسط والتي تحتم علي كل تلك الدول دعم التعاون المشترك خاصة فى صناعة البترول والعمل على تعظيم عمليات البحث والاستكشاف لتأمين مصادر الطاقة التى شهدت اهتماماً متزايدا وأصبحت من القضايا التى توليها دول العالم ككل أهمية قصوى .
وبالتالي اصبح هناك اكتشاف لأهمية مصر منذ بدء عقد المؤتمر كدولة تمتلك احتياطيات ضخمة في المياة العميقة بالاضافة الي تفعيل توظيف موقعها الاستراتيجي والمحوري بين العالم ، اذا ما اصبحت سوقاً لتداول الطاقة مابين غاز وبترول ومنتجات ، فمن خلال قناة السويس التي تمثل اهم شريان يربط بين الشرق والغرب بجانب خط سوميد اكبر خط لنقل البترول العربي والايراني الي اوروبا تأتي أهمية مصر استراتيجيا في كل المجالات .
كان المؤتمر قد بدأت فكرته وبدأ انعقاده مع ظهور تحديات كبري في صناعة البترول والغاز أثرت بشكل مباشر علي الجميع منتجين و مستهلكين و شركات البترول والخدمات ، نظرا لان الجميع يهتمون بمستقبل أسواق البترول والطاقة .
وهذا الاهتمام يأتي فى ضوء التوقعات التى تشير إلى الزيادة المطردة فى معدلات الاستهلاك العالمى مع زيادة النمو السكانى ، واحتياج العالم إلى تنمية مصادر إضافية للطاقة لدعم طموحات النمو الاقتصادى مما يتطلب جذب المزيد من الاستثمارات ،
التكنولوجيا أهم التحديات
التحدى الأكثر صعوبة كان يتعلق بالتطورات التكنولوجية المصاحبة لإنتاج البترول والغاز من طبقات جديدة ومناطق حدودية ربما كان الاقتراب منها قد يؤدي الي نشوب نزاعات وحروب . فى ظل التحديات والقيود البيئية المفروضة على الصناعة .
وقد ناقش المؤتمر خلال سنوات إنعقاده التي تصل الي 17 سنة عدد من القضايا البترولية التى تتمثل فى معالجة ونقل الغاز الطبيعى ومشروعاته فى المياه العميقة والتطبيقات الجديدة فى عمليات الحفر والبحث السيزمى وتكنولوجيا المعلومات وإدارة المكامن البترولية والوسائل المتاحة لتحسين معدلات الإنتاج ، فضلاً عن اقتصاديات الصناعة البترولية ، ويشارك فيه العديد من خبراء قطاع البترول المصرى ونظرائهم بكل أنحاء العالم ، مع استعراض كافة الموضوعات المطروحه على الساحة البترولية ، ويشارك في المؤتمر هذا العام 1600 من الخبراء يمثلون 200 شركة و20 دولة كبرى ويعد بمثابة ملتقي لكل الخبرات والتكنولوجيات المتطورة لكبري الشركات العالمية العاملة فى صناعة البترول والغاز ومن المتوقع ان يكون سببا في زيادة حجم الاستثمارات فى مصر و منطقة البحر المتوسط.