
ناصر أبوطاحون يكتب : البلطجى فى سوريا

تصر أمريكا على القيام بدور البلطجى فى العالم كله
و يصر هذا البلطجى على أن يكون مسموع الكلمة مهاب الجانب و لا ينسى ثأره أبداً مهما مرت عليه من سنوات و عقود ، بل وربما قرون
و تدير أمريكا حروبها على خصومها ،مستغلة كل ادوات الصراع من سياسى و اقتصادى و مخابراتى
و فى حال فشل كل ما سبق تشعل الحروب و التدخل العسكرى
وفى الملف السورى .. يبدو واضحاً للعيان أن كل جهود امريكا حلفاءها فى إشعال حروب طائفية و مذهبية و عرقية لم تنجح فى تحقيق الهدف الرئسى لها و هو إزاحة نظام الحكم و إحلال نظام امريكانى التوجه صهيونى الهوى
فشلت جهود الحرب بالوكالة فكان التدخل المباشر لتقديم الدعم
و المعاونة
فشلت المعاونة فقرر البلطجى الحضور بنفسه لقلب المشهد
و شأن كل موجة استعمارية كان لابد و ان يتكىء الحضور الأمريكى للمشهد على مجموعات من الداخل سواء من عرقية الكرد أو غيرهم ممن يزعمون الجهاد نصرة للإسلام وهم لم يجلبوا على الإسلام سوى الخزى و على المسلمين الأمنين الخراب و الدمار و القتل
و يتعقد الموقف فى سوريا كل يوم أمام المخطط الأمريكى مع انتصارات متلاحقة يحققها الجيش السورى على الأرض فى ظل تلاحم شعبى كبير ،بعد أن استيقظ قطاع من المغرر بهم من غفوته، و قرر الفرار من استسلامه لمجموعات اجرامية مسلحة لم يجنى من وراءها سوى الخراب و الدمار ،بينما جنى قادتها اموال يستمتعون بها فى الخارج
على وقع الانتصارات المتتالية التى تتحقق على الأرض يجد المخطط الأمريكى نفسه فى مأزق بالغ الصعوبة ، إما ان يسلم بالنصر للجيش العربى السورى و ينسحب من المشهد مهزوماً مخزولاً، او يستمر للنهاية فى الصراع الذى يدفع ثمنه الأبرياء من أبناء الشعب العربى السورى
و الإستمرار فى الصراع يتم على مستويات و مسارات مختلفة، سواء بإفتعال معارك إعلامية صاخبة عن استخدام السلاح الكيماوى ثم محاولات تدخل عسكرى مباشر فى اعقابه، أو بعرقلة مسارات التسوية سواء فى اساتانا او فى جنيف ، و حتى مجلس الأمن الذى تحول لمنصة امريكية لدعم الارهاب و تقوية مجموعاته
و أخيرا نجد أنفسنا فى مواجهة قرار يؤكد ما سبق و اشرنا اليه فى المفتتح بان أمريكا محض بلطجى يريد ان يفرض سطوته على العالم، و يأتى ذلك عبر الحديث عن قرار امريكى بإغتيال الرئيس السورى بشار الأسد، و هو امر يكشف حقيقة البلطجى الذى يحاول عبر 7 سنوات الترويج لأكذوبة ان الصراع يستهدف الأسد فقط بينما الإستهداف فى حقيقته هو استهداف لكامل سوريا و دورها و ارضها و شعبها و تاريخها و مواقفها السياسية.
البلطجى يرفض الهزيمة و يرفض الإقرار بنتائجها ويصر على السير فيها إلى ما شاء الله مستعينا بالخونة من أبناء أمتنا العربية و بأموالهم لتدمير سوريا كما فعل فى ليبيا و اليمن و العراق
و يقينى - و هو ما سبق و أن أشرت إليه فى مقالات سابقة- أن امريكا ترفض أن يقول لها أحد فى العالم "لا" وتلك هى المعضلة
أمريكا بلطجت على دول كثير و قادة أكثر فى العالم كله شرقه و غربه و حققت اهدافها و لم تستسلم فى معركة حتى لو خسرت بعض جولاتها
و لعلنا نرى ان امريكا لا تريد للحرب على دول امريكا اللاتينية ان تضع اوزارها سوى للدول التى تعيش فى حظيرة الرضا الأمريكى
اما الحرب على كوبا او فنزويلا ونيكاراجوا و بوليفيا فمستمرة اقتصاديا و مخابراتيا و اعلاميا و ربما نراها عسكريا فى فنزويلا
أمريكا كانت تروج لأكاذيب ان عداءها مع هوجو شافيز و رحل شافيز و بقيت المعركة بوتيرة أشد
لأن أمريكا لا تحارب أشخاص بل تحارب أفكار و مواقف و انظمة لها خيارات مختلفة عن خيارات امريكا
معضلة امريكا فى الملف السورى انها هيأت نفسها و هيأت عملاءها و العالم أن رحيل الأسد مسألة أيام ، و هاهى السنوات تمضى و الأسد ينتصر و سوريا تحبط المؤامرة بشكل شبه كامل، و لم يرحل الأسد
لذلك كانت التسريبات الإعلامية عن اصدار ترامب قراراً بقتل الأسد و هى التسريبات التى تؤكد اننا أمام الدولة الأكثر إجراماً فى التاريخ الحديث و التى تصر على تذكير العالم بجرائمها طوال الوقت