حنان فكرى تكتب : قطر نشاذ فى نغم الخليج

حنان فكرى

قطر .. هذه الرقعة الصغيرة على خريطة العالم .. تتحالف ضد سلام العالم ..انه مثلث الشر امريكا – تركيا – قطر ومن خلفهم جماعة الاخوان .. الاخطبوط  الخبيث الذى يحاول مد اذرعه فى كل ارض .. فلماذا تفعل قطر ما تفعله ؟؟ و لماذا اصبحت نغمة نشاذ فى ايقاع تغريد الخليج ؟؟ لماذا تحالفت مع الاعداء على حساب الاشقاء ؟؟ لماذا سخرت آلتها الاعلامية للتشويه و نقل الاكاذيب و التركيز على شحن النفوس باسم الثورة و مؤازرة الثوار – التى اشرف بالانتماء لهم – دون مزايدات .. فصارت ترعى كل من يقف ضد الجيش المصرى و تستعدى الشباب عليه .. غير واعية او قل بقصد مبيت ان افراد الجيش و الشرطة الذين يموتون فى كل يوم هم ابنائنا و اخوتنا .. والحكاية ابعد من كونها تسخر الة اعلامية او كونها تقف فى دائرة تحالف المصالح التى قد تنقلب عليها قريبا ..
و يضيف اعلان السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من قطر .. تساؤلا جديدا منطقيا لماذا تغرد دول الخليج على اوتار السلم فى الشرق الاوسط بينما تغرد قطر على اوتار تركيا و امريكا .. و تدعم مروجى الارهاب فى العالم .. و تسمى المسلحون ثوا ر .. و تتولى نشر الاكاذيب عبر منابرها الاعلامية المتطرفة التى تخرب فى بلداننا و ترعى تقسيم منطقة الشرق الاوسط لدويلات صغيرة لصالح مشروع الخلافة الذى طالما حلم به الاخوان و اغوتهم اوهامه .. و ربما يتساءل البعض لماذا لم تقطع مصر علاقتها مع قطر  حتى الان رغم اننا الاولى  بذلك من الخليج .. تشير الاحصائيات الاخيرة ان هناك 135 الف مصرى يعملون فى قطر .. و لديهم مصالح ربما تنهار فى ظل وقف العلاقات الدبلوماسية لكن على اى الاحوال ارى ان الخسارة الكبرى هى ان يظل ابناء مصر داخل بلد كل ما يفعله نظامه هو تدمير وطننا و تشويهه .. الاجابة على تلك الاسئلة كانت تحتاج لبحث موضوعى بعيد عن الانفعالات و الاستفزازات حتى نصل لمحل العوار فنبتره .. و فى العوار فتش دائما عن اسرائيل .. ترى ما هو سر العلاقات القطرية الاسرائيلية من ناحية و القطريةالامريكية من ناحية اخرى ام انهما جهة واحدة تنهش فى اوطاننا ؟
يقول مؤلف كتاب "قطر وإسرائيل- ملف العلاقات السرية" الإسرائيلي سامي ريفيل الوزير المفوض بسفارة إسرائيل في العاصمة الفرنسية باريس حاليا والذي عمل في السابق مديرًا لمكتب مدير عام وزارة خارجية إسرائيل ومديرًا لمكتب المصالح بين البلدين في الدوحة خلال الفترة من عام 1996 إلى عام 1999انه من الصعوبة بمكان ترتيب العلاقات القطرية الإسرائيلية التي شارك فيها هو بنفسه لولا حكومة قطر التي ذللت كل الصعاب وحصل على تسهيلات كثيرة من مسؤولين قطريين كبار وشركات قطرية كبرى.
وقال أيضا ان الشيء الرئيسي لعلو شأن دولة قطر يعود إلى الدور التي تلعبه كجسر معلق بينها وبين إسرائيل، ملمحا إلى الدور الذي لعبته قطر في دعوة الكثير من الدول العربية ولا سيما دول المغرب العربي على فتح العلاقات تجاه الدولة الإسرائيلية تحت مسميات تجارية علنية وسرية.
ابدت دولة قطر استعداها تزويد إسرائيل بالغاز والى مدة غير محدودة وبأسعار رمزية. بعد توقف إمدادات الغاز الطبيعى إلى إسرائيل من خلال خط الأنابيب المصري الواقع في سيناء بعد أن فجره مجهولون مرات و مرات .. و قامت السلطات القطرية بعملية تزويد سريعة لإسرائيل من خلال ضخ الغاز الطبيعى لها عوضا عن توقف الغاز المصري..
تحريض قطرى
يقول ريفيل أيضا في كتابه الذى التكلم عن تحريض قطري على السعودية والإمارات لدى إسرائيل، مستشهداً بالاتفاق القطري – الإسرائيلي لإنشاء مزرعة متطورة تضم مكانًا لإنتاج الألبان والأجبان اعتمادًا على أبحاث علمية تم تطويرها في مزارع إسرائيلية، لأجل منافسة منتجات السعودية والإمارات..
الخلاصة ان قطراستغلت توق شعوب المنطقة الى الحرية و خلق نظم ثورية تحلم  بالتغيير و فاستخدمت الربيع العربى ووظفت دماء الشهداء فى تراب الشرق الاوسط لصالح اسرائيل و امريكا وتركيا .. كرنفال الشر الحاضر الذى حتما ستقوضه نفس الشعوب التى طالما حللوا الدم فيها ليروى شهوة  اللوبى الصهيواخوانى فى السطو على ثرواتنا ..فما عاد الامر فقط لعبة السياسة انها لعبة الطاقة التى نشأت بعدما اقر العلماء قرب نضوب الوقود الحفرى – مشتقات البترول – الصراع الان على الطاقة انه الغاز .. كلمة السر  التى حركت امريكا و تركيا ضد سوريا و مصر .. مستخدمة قطر جسرا لارهاب .
 اذا عدنا لمشروعات الغاز نجد انه – طبقا للمعلومات البحثية - فيما كان الأمريكان يتحركون في مناطق النفط عبر عقود عدة مكنتهم من النمو ومن السيطرة على القرار السياسي الدولي بلا منازعات كبيرة. تحرك الروس باتجاه مكامن الطاقة (النفط والغاز). . عملت موسكو على السعي إلى ما يشبه ( احتكار) الغاز في مناطق إنتاجها أو نقلها وتسويقها على نطاق واسع . .. اذ ان سقوط الاتحاد السوفيتي كان بسبب غياب موارد الطاقة العالمية عن سيطرته.. لذلك ادركت روسيا  أن المورد الاهم للطاقة فى القرن الواحد والعشرين هو الغاز..و تحول الامر الى سباق استراتيجي بين مشروعين روسيين للسيطرة على أوروبا من ناحية وعلى مصادر الغاز من ناحية أخرى .. و نشأ ثالث هو مشروع " نابوكو" لامريكا .
المشروع الأمريكي نابوكو: ومركزه آسيا الوسطى والبحر الأسود ومحيطه.. فيما موقعه المخزِّن هو (تركيا) ومساره منها إلى بلغاريا فرومانيا ثم هنغاريا فالتشيك وكرواتيا وسلوفينيا فإيطاليا.. اما المشروع الروسي في شقيه الشمالي والجنوبي والذي يقطع الطريق عبر التالي:
أ‌- السيل الشمالي: وينتقل من روسيا إلى ألمانيا مباشرة.. ومن فاينبرغ إلى ساسنيتز عبر بحر البلطيق دون المرور ببيلاروسيا.. وهو ما خفف الضغط الأميركي عليها.
ب‌- السيل الجنوبي: ويمر من روسيا إلى البحر الأسود فبلغاريا ويتفرع إلى اليونان فجنوب إيطاليا وإلى هنغاريا فالنمسا.
المفروض أن مشروع " نابوكو" كان من المقرر أن يسابق المشروعين الروسيين.. إلا أن الأوضاع التقنية أخرت المشروع إلى عام 2017 بعد أن كان مقرراً عام 2014.. ما جعل السباق محسوماً لصالح روسيا.. في هذه المرحلة ..مما استدعي البحث عن مناطق دعم بديلة لكلا المشروعين وتتمثل في:
 الغاز الإيراني الذي تصر الولايات المتحدة على أن يكون بديلاً لغاز " نابوكو " ليمر في خط مواز لغاز جورجيا (وإن أمكن أذربيجان) إلى نقطة التجمع في أرزروم (Erzurum) في تركيا.. و غاز منطقة شرق المتوسط (سورية ولبنان وإسرائيل). . خط الغاز المقبل من الربع الخالي السعودي الذي لا طريق له إلا سورية.. خط الغاز القطري الذي لا طريق له نحو أوروبا إلا سورية أيضاً والذي يجب منع مروره لأنه قوة المنافسة الأمريكية فى مواجهة سيطرة روسيا على - عصر الغاز – حسب تعبير دكتور عماد فوزي شعيبي .. رئيس مركز المعطيات والدراسات الإستراتيجية بدمشق – و هو ما يفسر مساندة روسيا لسوريا و نظام بشار لوقف مشروع نابوكو..  و يفسر مساندة قطر للجماعات الارهابية المحتلة الاراضى السورية و التى تجهز المسرح السورى للتقسيم و التحكم فى المنع و المنح و المرور ..
و اخيرا .. يبقى السؤال متى يثور الشعب القطرى ضد حكام المؤامرات و مخربى الاوطان بضمير امريكى مستريح .