على القماش يكتب: نهاية صحيفة أسسها جمال عبد الناصر

صدر العدد الاول لجريدة المساء بتاريخ 6 اكتوبر 1956 (وهو فأل جميل اذ يوم 6 اكتوبر عيدا للنصر حتى ولو كان فى حرب اخرى تاليه ). [caption id="attachment_61766" align="alignnone" width="558"]إخطار اصدار جريدة " المساء " عام 1956 إخطار اصدار جريدة " المساء " عام 1956[/caption] و جاء تاريخ جريدة المساء وثائقيا وبشهادة خالد محيى الدين الذى تولى رئاستها بقوله : فى 6 يونية سنة1956 قدمت هيئة التحرير اخطارا لإدارة المطبوعات والنشر باسم جريدة المساء وقع جمال عبد الناصر نيابة عن الهيئة باعتباره سكرتيرا عاما لها ووقعت " خالد محيى الدين بصفة رئيس التحرير المسئول .. وعندما توليت اصدار جريدة المساء كجريدة للثورة ، وهى مفخرة للصحافة ، اضافت أشياء جديدة باعتراف الدكتور السيد ابو النجا أستاذ جيل من الصحفيين. وناتي لخلاف خالد محيى الدين فى مسألة الشيوعية ، خالد لم يحول المساء الى جريدة شيوعية ولكن كان يتيح مساحة عن ما يحدث فى العراق وكان عبد الناصر يرى العداء القاسى مع حكومة عبد الكريم قاسم ، والخلاف سرعان ما ذاب واستمرت الجريدة ورسالتها - ظل توزيع جريدة المساء فى تزايد ، وكسرت حاجز توزيع المائة الف نسخة لاول مرة عام 1984حيث بلغ 101 الف و112 نسخة ، وفى عام 1985 بلغ التوزيع 161 الف 588 نسخه. - على عكس معظم الصحف كان يواكب زيادة سعر الجريدة زيادة التوزيع رغم المفترض هو العكس ! .. ـ وقد ارتفع سعر الجريدة من 10 مليمات الى 15 مليما فى 8 سبتمبر 1973 ثم الى 20 مليما فى 7 اكتوبر 1973 ثم الى 30 مليما فى 21 نوفمبر 1981 ثم الى 50 مليما من اول يناير 1983 ثم الى 100 مليما من اول يوليو 1986 الى اخر الزيادات. ـ وفى عهد سمير رجب قفز التوزيع الى ارقام كبيرة جدا خاصة مع اتساع الاخبار السياسية والتعليق عليها. - كانت صفحات الرياضة بما تحمله من مانشيتات لاذعه وبها سجع جميل باسلوب حمدى النحاس ، فضلا عن تخصيص صفحتين كل اسبوع لباب بعنوان " هات وخد " يتضمن رسائل القراء لشخصية رياضية زيادة كبيرة فى التوزيع ، بل ان المساء تسببت فى تخصيص مساحات اكبر للرياضة فى كافة الصحف والمجلات خاصة ان هذا الجيل كان يضم كبار كتاب الرياضة وفى مقدمتهم نجييب المستكاوى بالاهرام وعبد المجيد نعمان باخبار اليو وعبد الفضيل طه فى صحف دار التحرير ومحيى الدين فكرى فى المصور واحمد المنشلينى فى التعاون وغيرهم. - كما اهتمت المساء بالحوادث وكذلك ابواب تهم القراء ومنها اسألوا اهل الذكر ، واسعار العملات ، وهؤلاء متلاعبون بأقوات الشعب ، ومستشارك الخاص ، وقلبى يسال وغيرها. - لا يعنى هذا ان جريدة المساء لم تتعرض لمواقف غاية فى الصعوبة ، ولكن تغلبت عليها ، مرات بسبب ازمات الورق ، وذات مرة كاد ان يتم اغلاقها وايقاف صدورها بالفعل بسبب ازمة مالية. - ففى 9 اكتوبر 1966 ارسلت الامانة العامة للشئون المالية والادارية بالاتحاد الاشتراكى خطا يحمل عبارة " سرى جدا " الى مصطفى بهجت بدوى المفوض لادارة دار التحرير ، اوضح الخطاب ان جريدة المساء تكبدت خسائر مالية ولذا رؤى بعد موافقة الامين العام ايقاف الجريدة وتصفيتها. - ولكن مصطفى بهجت بدوى رفض الطلب واوضح للمسئولين بالاتحاد الاشتراكى انه من المستحيل ان تكون مصر بدون جريدة مسائية ، وان الثورة صاحبة انشاء الجريدة ، وهى الصحيفة المسائية الوحيدة بعد غلق جريدتى القاهرة والزمان ، وانه سيعمل كل طاقته لتجاوز الازمة ، وهو ما حدث بالفعل اخيرا تجدر الاشارة الى انه حتى اليوم تعد جريدة المساء بجانب الجمهورية اكثر الصحف الصادرة عن دار التحرير توزيعا. وإن كان المناخ الصحفى الان تسبب فى هبوط التوزيع فى كافة الاصدارات فى مصر لاسباب عديدة لا يمكن لصحيفة ان تتقدم و قد تغييب الموهبين وأختفوا من المشهد وتولى اهل الثقة على اهل الخبرة وغيرها من الاسباب !.. أفتحوا النوافذ حتى تعود الصحف للتوزيع الاكبر ، والتقدم التكنولوجى ، وتغيير نمط القراء واستخدام الانترنت لا يمنع من وجود القارىء الذى يرتاح فقط الى قراءة الجريدة الورقية . البقاء على جريدة المساء وكل الصحف المسائية امر مطلوب ، فلا يعقل لدولة عريقة فى الصحافة ان تقضى على كل الصحف المسائية ، وليس من المنطق ولا من الانسانية او المهنية تجاهل رأى الصحفيين فى الصحف المسائية رغم ما تضمه من قمم صحفية.