
علي ابراهيم يكتب : حرب الإرهاب والبطاطس!

خطف حدث دير الانبا صموئيل الإرهابي والذي راح ضحيته مايزيد عن ٢١ مواطنا مصريا بين شهيد وجريح الحديث عما يجري على أرض الوطن أو خارجه ، فقد نجح العدو في سحب الأضواء من مؤتمر الرئيس وشبابه المصنوعين خصيصا له في شرم الشيخ، كما توارت معه المتابعة الملحة في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وايضا سرق فرحة كثيرين بفوز الأهلي المصري على منافسه الترجي التونسي، في مباراة مثيرة للجدل التحكيمي، وتوارت أزمة البطاطس والطماطم واوجاع المواطن العادي في مواجهة الأسعار المرتفعة، وفشل الوزارات المعنية في مواجهتها برغم تدخل الجيش، والشرطة، وحزب مستقبل وطن والذين ترك كل منهم مهامه الأساسية وتفرغوا لحرب البطاطس.
اختار الإرهابيون الضحايا ليس لأنهم يدينون بالمسيحية في المقام الأول، ولا استهدفوهم بوازع ديني كما يروج البعض بل الكثير ، لكن استهدافهم جاء لتوصيل رسالة موجعة للنظام الذي يدعم المسيحي كما المسلم أو يضطهده ، لتكون الرسالة لهم أن النظام لن يحجبكم عن متناول ايدينا ، ثانيا لأن الأقباط هم وإن كانوا الأقلية في مجتمع تتنوع فيه الأقليات على اكثر من مستوى بحسب المناصب والمال والعدد والمهن إلى درجة أن تجد في عائلة واحدة أقلية واكثرية أو فرع غني وفرع فقير ، لكن الأقباط هم الأعلى صوتاً، والقاتل يدافع عن مكتسبات افتقدها لا عن عقيدة يروج لها بقتل مواطنين أبرياء أقلية كانوا أم أكثرية كان حظهم السيء انهم اقباط.
الضرر الذي تسببه مثل هذه العمليات القذرة من الإرهاب متراكم ومتدرج على أكثر من مستوى إن لم يجد المعالجة الماهرة التي لا اعلم كيف تكون، بقدر ما استطيع رصد الأضرار التي تخلفها من إطالة أمد الحرمان السياحي الذي تنشده البلاد منذ عدة سنوات وتوقف وتوقفت معه عوائده ، وهذا في نظري هو الضرر الأقل مقابل عملية ترسيخ وتكريث فكرة العداء بين مواطنين هم في الحقيقة سواء، كذلك تشويه الدين الاسلامي باعتبار أن القتلة دينين وهم من الإسلام أو التدين بأي ديانة براء، ورغم حالة التضامن الواسعة بين أبناء الوطن الواحد ضد الإرهاب في كل العمليات إلا أن هناك أصوات تخلط بعمد أو بحسن نية بين الدين مجرما كان أم ضحية وبين الإرهاب.
بالطبع لا الكلمات ولا التضامن ولا الحزن ولا التعويض بشتى صوره يمكن أن يعوض اب وام عن فقد ابنهما، ولا اولاد عن خسارة عائلهم، ولا اي دواء عضوي أو معنوي يمكن أن يعالج نظرات الهلع في عيون الأبرياء التي انتشرت صورهم عبر الميديا البديلة، ربما يشفي غليلهم ولو قليلا هو القصاص العادل والكشف عن القتلة الحقيقين وبتر أثرهم ، أما تحميل المسئولية للأمن من جانب أو تحميل الضحايا خطأ السير في طرق ممنوع السير فيها فهذا ستكشفه التحقيقات أو تقتله!!
ربما لو تفرغت الداخلية لمجابهة محتكري اسالة دماء المصريين والبطاطس وغيرها، وقام حزب مستقبل وطن بواجبه الحقيقي الذي اوكله القانون مع غيره إياه في تعريف الناس حقوقهم وواجباتهم الوطنية، ومحاسبة وزير التموين والزراعة وكل مسئول مقصر، لكنا قطعنا الطريق على المجرمين القتلة الذي ينالون منا جميعاً.
حزن الختام :-
مش ناقصني
غير وطن يفتح لي حضنه
غير ايدين شاطرين بيبنوا
غير محبة قلب طيب
تبقى أبوه أو تبقى ابنه
غير مواصلة تكون رحيمة
ولا هدمة عليها قيمة
غير محبتنا القديمة
غير شجر اخضر يوارف
نظرة بتطمن في خايف
غير سماحة في القلوب
وابتسامة على الشفايف