ناصر ابوطاحون يكتب : 28 يناير ..علامة الجودة

ناصر أبوطاحون

سيبقى وم 28 يناير -فى تقديرى - باعتباره علامة على عظمة الشعب المصرى التى تجلت فى أبهى صورة فى هذا اليوم ،رغم ما حمله من بعض الصور المفتعلة من حثالة البشر و مشغليهم
ربما لا يريد البعض أن يذكر سوى بحالة الإنفلات و الفوضى التى خطط لها البعض مستغلين عناصر إجرامية و جنائية معروفة، لذلك أحببت أن أقدم الصورة المقابلة و الجميلة التى انطبعت فى ذهنى عن هذا اليوم
فى هذا اليوم انصرفت السلطة و انكفأت الشرطة على نفسها و حضر الشعب و استمر حضوره للقيام بمسئوليات تخلى عنها أصحابها
حضر الشعب لحماية مبانى و مؤسسات و ثروات الدولة بما فيها مقار الشرطة نفسها
و التف المصريون حول مقار فروع البنوك و الهيئات الحكومية و المتاحف لحمايتها من الواغش الذى أطلقته يد الفساد و الاستبداد لترهيب الشعب و تخويفه
شاهدت مصريين لا يملكون مليما فى اى بنك يقفون حول مبناه لحمايته ، و تابعت مصريين فى كل مصر حموا بأنفسهم شحنات الدقيق و مواد التموين و سيارات الأنابيب لتصل بسلام للمستهليكن فى كل مكان
و شاهدت الشباب ينظم المرو فى المناطق المكتظة فى قلب القاهرة، و ينظم محطات مترو النفاق
و الكثير و الكثير مما رأه و تابعه غيرى فى أماكن أخرى و لم أراه بنفسى
و لعل الجميع يتذكر ان هذه الأوقات لم تشهد انقطاع للخدمات فالمستشفيات كانت تعمل و لم تنقطع اطقم الاطباء او التمريض عن العمل ، ولم تنقطع المياه او الكهرباء لأن مشغليهم - ابناء الشعب المصرى - لم ترهبهم دعاوى التخويف و اعتصموا باماكن عملهم لتقديم الخدمة لأهاليهم
و غير هؤلاء فى جميع المناحى لم يتوقفوا عن مساندة دولتهم - الأقدم عبر التاريخ - فى الصمود و الثبات فى مواجهة نظام يتداعى و يريد أن "يطربقها على دماغ الجميع" رافعاً شعار "أنا أو الفوضى"
و لم تكن حالة الفوضى مصادفة بل كانت مخططة بعناية
و لم يفشلها سوى قوة هذا الشعب و ايمانه بنفسه و بدولته
و استمر الشعب يحمى ويعتنى حتى اطمأن على ان الدولة بأمان فترك كل شىء فى عهدة الساسة
تحية للشعب المصرى الذى سطر فى هذا اليوم واحدة من ملاحمه المستمرة عبر مسيرته الضاربة فى قلب التاريخ