 (1).jpg)
ناصر أبوطاحون يكتب : عقبات على طريق "الوزير"

ترى هل أزمة السكة الحديد تكمن فى شخص الوزير ؟؟
لا أعتقد
أزمة السكة الحديد تتلخص فى أن هناك فترة من الزمن -أخر عشرين سنة من حكم المخلوع مبارك- مرت عليها شهدت خلالها عدة أمور
أهمها تجاهل عمليات الصيانة و التجديد المطلوبة لمرفق بهذا الحجم يمثل عصب النقل فى البلاد
و أخطرها تحول الهيئة لسبوبة لجماعة الجمل و الهلال بتوع الحزب الوطنى العائد من جديد بإسم مستقبل وطن، مما أدى لإزدحام الهيئة بالموظفين و العاملين اللى مالهومش لازمة و اللى اتعينوا فى سبيل دعم جمل الحزب الوطنى و هلاله لنيل مقاعد البرلمان و حصانته، و بالتالى حرمان الهيئة من كفاءات مطلوبة للعمل
الأمر الثالث و هو شديد الخطورة - و قد نال من مصر كلها كما نال من الهيئة - يتمثل فى سريان روح اللامبالاة و الأنامالية بين عموم المصريين بفعل سياسات حسنى مبارك و عصابته و المتمثلة فى توريث الوظائف و انهيار التعليم و ضعف الخريجيين و تخريب المنظومات الناجحة فى البلاد و تفكيك عصب الاقتصاد لنيل رضا الغرب الاستعمارى المجرم و هلم جرا
هذا الثالوث الذى اغتال السكك الحديدية و حولها من وسيلة نقل إلى أداة قتل و تُنسى كل حادثة من حوادثها الحادثة التى سبقتها
لذلك اصطدمت خطط تطوير الهيئة التى حملها وزراء سابقون بهذا الثالوث الذى نجح فى احباط معظمها ، بل نجح فى خسارة الدولة لكفاءات مهمة تولت وزارة النقل فى العشر سنوات الماضية
لأن غياب الصيانة و التجديد لربع قرن يجعل من حجم الأموال المطلوبة الأن رقما تعجيزياً لأى مسئول
و التعيينات غير المسئولة حملت للهيئة اناس بالكيفية التى نراها و نسمع عنها مع كل حادث مأساوى
و الروح السلبية التى اطلقها و تركها حسنى مبارك و زبانيته فى البلاد لازالت تستعصى على الاستئصال
لذلك أن مشفق على الفريق كامل الوزير وزير النقل الجديد من ثقل المهمة و صعوبتها
لأنه بمجرد خلعه للبزة العسكرية سيفقد نصف قدراته القيادية على الاقل، تلك القدرات التى ساعدته على النجاح خلال الفترة الماضية فيما أُوكل اليه من اعمال
كما أنه لا يخفى على أحد أن كامل الوزير كان يتحرك بقوة دفع هائلة اثناء رئاسته للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، و ربما كان يمثل الرئيس شخصيا و هو يتعامل مع الوزراء و المحافظين، و بالتالى كانت اسباب نجاحه
الأن كامل الوزير اصبح مجرد وزير فى وزارة مثله مثل غيره من الوزراء ، محكوم بميزانية يتصارع عليها مع وزير المالية، و موضوع فى بيئة شبه فاسدة فى السكة الحديد و معلق فى رقبته أمال سيكتبها له التاريخ لو نجح فى تحقيقها
أو يتحول لمجرد رقم فى عداد وزراء نقل جاءوا ورحلوا بعد سليمان متولى الذى جلس على كرسى وزارة النقل و لم يتركها سوى خرابة كما نرى
ملحوظة )1( :
أنا مؤمن تماماً أن هناك أشخاص مؤهلون بحكم تكوينهم الشخصى و العلمى و القيادى لمهمات ناجحة يذكرها التاريخ
و لعلى اذكر هنا فى هذا السياق، ان الرئيس جمال عبد الناصر عندما علم بان هناك شاباً نابها حصل على الدكتوراة فى كهربة اشارات السكك الحديدية من الخارج ارسل فى طلبه على الفور و عقب اللقاء ولاه وزارة النقل ليقوم بنقل السكك الحديدة من عصر المنفلة الى عصر الاشارات الكهربائية
و كان هذا الشاب هو الدكتور مصطفى خليل