 (1).jpg)
ناصر أبوطاحون يكتب : دواعش سوريا إلى العراق على الطائرات الأمريكية

أمريكا صنعت تنظيم داعش الإرهابى "من مخلفات الجماعات الإرهابية " و سعت من خلالها للفتك بالمنطقة و تمزيقها
و بعد أن فعل داعش بسوريا ما فعل و مكن أمريكا و عملاءها و حلفاءها من تدمير العديد من المدن و البلدات السورية، فضلًا عن تسهيل عمليات هدم و تدمير البنية الأساسية للدولة السورية من الكبارى و الجسور و الطرق و المصنع و المنشئات، ستعلن أمريكا - كذباً - عن نصرها الزائف على التنظيم و إنهاءه
و لعلنا نتذكر كيف كانت طائرات العدوان الأمريكى تقصف مواقع سيطرة الجيش السورى لكى تمهد بالنار الطريق لعناصر داعش ليهاجموا تلك المواقع للإستيلاء عليه، كما يجب ألا ننسى أن طائرات العدوان الأمريكى أوقفت مرات و مرات زحف الجيش السورى الذى ينهى فعلياً وجود و سيطرة العناصر الداعشية على المدن و البلدات و يحرر مواطنيها من سيطرتهم
و قد شاهدنا عن قرب كيف كانت أمريكا تصطنع معارك وهمية بين عملاءها - داعش و قسد- لتتمكن من تدمير و تمزيق البلدات السورية و تشريد و قتل اهلها و الهدف الرئيسى هو تدمير و شل قدرات سوريا على الصعيدين العسكرى و المدنى ، فضلاً عن السعى الدؤوب لتمزيق تماسك الشعب السورى و فك لحمته لإشغاله بصراعات داخلية عن صراعه الحتمى و الوجودى مع العدو الصهيونى
الأن .. الطائرات الهليكوبتر الأمريكية تهبط فى مناطق سيطرة الدواعش الإرهابيين لتنقل قادتهم و عناصرهم الإجرامية و معهم ما خف وزنه و غلا ثمنه من أموال و ذهب ، وكل هذا موثق بالصورة و الدليل
و من المؤكد ان وجهة الدواعش القادمة إلى صحراء العراق و الأهداف معروفة و البيئة جاهزة لتستمر عمليات التدمير الممنهج للأمة بايدى أبناءها و بتخطيط و رعاية امريكية
أما عن اهداف نقل الدواعش للعراق فهى خلق تكئة جديدة للأمريكان للبقاء فى ذلك البلد العربى الذى تحول لساحة مواجه بين أمريكا و إيران
فالعراق الذى يتململ من الوجود الأمريكى على أراضيه و الذى ينتهك سيادته ، لابد من تخويف ساسته من عودة داعش من جديد ،ليرضخوا لبقاء القوات الأمريكية التى ستحميهم منه
الهدف الأخر لإعادة زرع و توطين الدواعش فى العراق هى لرصد الأوضاع على الجانب
الأخر من الحدود مع الشقيقة و الجارة سوريا و الاستعداد لأى مهمات مستقبلية
و من المعلوم أيضا ان المحافظة على صراع سنى شيعى فى تلك المنطقة هو هدف
صهيوني امريكي مشترك، و لأن الدول العربية لا تريد التورط فى صراع عسكرى مع ايران
فإن بقاء داعش يعتبر مناسباً لجدا لإبقاء الحالة ساخنة دائما
أما عن البيئة الجاهزة فى العراق لاستقبال الدواعش فتتمثل فى التدمير و التهميش الذى تعرضت و تتعرض له المناطق السنية بالعراق و الخراب الكبير الذى حل بها على أيدى الحشد الشعبى أثناء معاركه مع الدواعش
فالظلم الكبير الذى حل بالمناطق السنية فى محافظات الموصل و الأنبار و صلاح الدين يجعلها منطقة خصبة لإستقبال و إحتضان الشيطان ذات نفسه لا الدواعش فحسب، فى وقت تغيب الرؤية و الروية و العقل عن ساسة العراق الذين هم فى أغلبهم لصوص و عملاء ،سواء لأمريكا وأو إيران أو السعودية
فأمريكا لم تنهى داعش و لم تنتصر عليها، لسبب بسيط ، لأنها لم تحاربهم من الأساس، بل استخدمتهم كتكئة لتدمير مقدرات الدولة السورية
و سيذكر التاريخ عن تدمير مدينة الرقة تدميراً تاما و خروج الدواعش من بين دمارها سالمين غانمين بالذهب و الدولارات إلى أماكن أخرى
و ستبقى الرقة ضمن صفحات التاريخ شاهدة عن بشاعة العدوان الأمريكى على شعوب العالم