مقالات

محمد كمال عليم يكتب : عبد الهادى قنديل..قنديل البترول و نور لا ينطفىء

2 أبريل 2019 | بتوقيت 6:44 مساءً

كتب:

” أنا و الوزير “
تأخذنى الذكريات والأحداث الكثيره كان بطلها الأب والوزير كبير المقام “عبد الهادى قنديل” قنديل قطاع البترول المصرى.
عندما دخلت مكتبى ومسكت بقلمى لأسطر به ما يجول فى خاطرى عن الأب الغالى .. كبير المقام الكيميائى عبد الهادى قنديل “وزير البترول الأسبق” احترت ماذا أكتب ؟ ترددت كثيرا … وفجأة حاولت أن أكتب بعض الكلمات, لم يخطر على بالى كلمة محددة بل نهر من  الكلمات تنسبح بتفاصيل دقيقة جدا وترسم يخطر شخوصها وأحداثها فليت اللغة هى مجرد حروف مجتمعة إلى بعضها فى كلمات ثم جمل مفيدة الغرض منها التعبير والتخاطب, ولو كانت كذلك, ما اختلفت عند أى صوت من الأصوات فى الكون الفسيح, فالكلمة فى حد ذاتها كائن حى له قواه وسطوة ووجود واستمرار ونحن لا نملك إلا الكلمة …
 ما دين المرء سوى الكلمة !
 ما شرف الرجل سوى الكلمة !
 البعض لا يدرى معنى الكلمة !
 مفتاح الجنة فى كلمة !
 دخول النار فى كلمة !
 قضاء الله هو كلمة !
الكلمة نور .. والكلمة فرقان ما بين نبى وبغى .. بالكلمة تنكشف الغمة.
والكلمة نور ودليل تتبعه الأمة .. الكلمة زلزلة الظالم .. الكلمة حزب الحرية.
بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشرى .. الكلمة مسئولية.
شرف الرجل هو الكلمة و “عبد الهادى قنديل” من شرفاء مصر وصاحب كلمة وأنه لشرف كبير لى أن أستعرض تجربتى الشخصية مع كبير المقام “عبد الهادى قنديل”
وأنى أكتب عن شخصية أحببتها كثيرا, عرفته عن قرب وتوغلت فى حياته وبين طيات أفكاره وفى ظلالها وزير بترول وهب حياته لخدمة وطن شعبه, قامة بترولية متميزة, تحمل المسئولية, نكتب اسمه بحروف من نور فى سجل مصرى مشرف هو “قطاع البترول المصرى”.
فالمهمة قد تكون صعبة وشاقة للكتابة عن تاريخ وزير مثل “عبد الهادى قنديل” من العيار الثقيل والذى ترك بصمة واضحة وغير كثيرا من الأحداث, فهل كانت هناك قوى خفية تسير جنبا إلى جنب مجتمعة أم أن الظروف هى التى أوجدته وبرغم ذلك عرف كيف يتحكم بمسارها.
بحثت عن المعنى اللغوى لكلمة وزير فوجدتها كلمة اشتقت من كلمة وزر , وهى تعنى الحمل الثقيل والمرهق والشاق.
إنى أحاول أن أسرد تقييمى عن كل المشاهدات والملاحظات عن شخصية ذلك الوزير العملاق شاهدت الكثير منها وعرفته بنفسى, فكان القلق يعتصرنى, الأمر الذى سجلته فى يوميات كنت أستشعر بأهمية كتابتها وتسجيلها وطرحها يوما ما وكنت أقدر الحاجة لتسجيل كل ما يحدث أمامى لكى أعيد كتابتها, كان محفزى إلى هذا معلومات ومتابعات على مدى سنوات لشخص فى حجم “عبد الهادى قنديل” ومن هنا قررت تسجيل كل مشاهداتى وأفكارى عن تلك الشخصية الفريدة .. كنت أبقى على كل أوراقى.
دققت فى جميع خلاصاتى, شحذت همتى فى الإحتفاظ فى ذاكرتى بكل شئ, لاحظت نقاطا كثيرة فى شخصية كبير المقام الوزير “عبد الهادى قنديل”  مودة كبيرة تجاه أصدقائه وأبناءه فى البترول, كما تأكد لى الإنطباع بغزارة معرفته بالأمور, ولجوء الكثيرين إليه للنصيحة والشكوى ولقد وصلت الثقة بينى وبينه إلى أفاق عالية ونقاط متقدمة من تبادل الرأى فهو يؤمن بأن العلاقة بينه وبين العاملين تقوم على شعيه للحفاظ عليها والدفع بها إلى مستوبيات أعلى من التفاهم مادامت تخدم مصالح الدولة.
فلم اندهش من هذا الفيض من الحب الذى يتمتع به فى قلوب جميع العاملين بقطاع البترول حيث أنه التقتهم على موجة الصدق حتى وإن اختلف مع بعضهم فقد مارست رسم خرائط البشر فى حواراتى معهم, وحاورت الكثيرين وكانت متعة الحوار هى مفاتيحى اليهم, وهى نفسها ألة رسم الخارطة.
تعالوا نتجول فى خريطة كبير المقام الوزير الراحل “عبد الهادى قنديل” عرفناه أب وأخ كريم من “طراز مرسيدس البشر” من الزمن الجميل كبير المقام معالى الوزير “عبد الهادى قنديل” قد حظى بوسام الشرف الأعظم, وذلك الوسام الذى تتضائل أمام قيمته جميع الأوسمة وتخفت فى بريقه الأصيل كل أضواء الإحتفالات الرسمية التى تقام لتكريم الشخص, فأنا أحد محبيه الذين يذوبون فى صدقه دون أدران الأغراض وشوائب الهوى الشخصى, وإذا كنت لم أندهش من نخبة التائهين فإننى لم أندهش كذلك من ان يخطوا الوزير “عبد الهادى قنديل” لهذه المكانة المرموقة وهى حب الناس له, فكان أحد أهم تجليات قطاع البترول المصرى وسيظل مساحة ضوء لن ينقطع قندله, فنظل نذكرك دائما وكيف لا نذكرك وصورتك لا تزال ماثلة فى الأذهان, أراك تتجول الحقول منذ زمن بعيد فى الصور فأنت مهموم, فواجهت الحياة وتغلبت على الصعاب.
فظل “عبد الهادى قنديل”  شجاعا لا يتسرب الخوف إلى قلبه أبداً, تاريخ طويل من المعارك والمواجهات كان فيها دوما رجلا قويا لا يعرف الهزيمة أو الإنكسار فكان يخطئ ويصيب, ولكن المهم أنه دائما كان يسعى من أجل المصلحة العامة والمقصد النبيل, أنه نموذج يحتذى به.
لم يعد أمامنا سوى الإخلاص ومراقبة ضمائرنا ليكون حبنا لوطننا هو الدافع الحقيقى لمزيد من الإنتاج فحاجتنا للمصارحة فى مواجهة المشاكل هى السبيل الحقيقى للفلاح والخلاص من الهموم التى تحملنا, التخطط الواضح المبنى على أساس من الواقع يبشر بإصلاح حقيقى, ما أحوجنا إلى إحياء الضمائر, وتنقية النفوس وبذل مجهود كبير وقدرة هائلة على التخيل والرؤية لأن التخيل هو المادة الخام للمبدع وبدون تخيل ورؤية لا تستطيع القفز إلى المجهول فالوزير “عبد الهادى قنديل” كان هناك ثلاث أضلاع هامة اتخذها منهج فى قراراته وقيادته لقطاع البترول (الإقتحام والجرأة والمغامرة) كانت تلك الأشياء الثلاث أشياء راسخة بداخله وأنه دائما اتجه اتجاها إصلاحيا.
رحم الله الأب الغالى المحترم الكيميائى “عبد الهادى قنديل” وزير البترول الأسبق
” كبير المقام “
زر الذهاب إلى الأعلى