.jpg)
ناصر أبوطاحون يكتب : إلى " المنامة" بلا قيد أو شرط

أثناء الحرب العالمية طلبت أمريكا من اليابان الاستسلام دون قيد أو شرط، فلما رفضت الأخيرة ضربتها أمريكا بقنبلتين ذرييتن، رغم أنها كانت تستحق أن تُضرب بخمس أو عشر قنابل و ليست اثتنان فقط، و هذا موضوع أخر سنتحدث فيه فيما بعد
بعد الضربتين النوويتين استسلمت اليابان دون قيد أو شرط بالفعل، و اعادت أمريكا هندستها على مقاسها و بالطريقة التى تحبها
الأن و بدون حرب عالمية او قنابل نووية تريد أمريكا من العرب الاستسلام دون قيد أو شرط لكل ما يطلبه الكيان الصهيونى و لم يحلم به قادته أو أكثرهم تطرفاً و رغم أن الوضع العسكرى و قوة الضربة و نوع السلاح و قوته التدميرية قد أرغم اليابان وقادتها على الاستسلام قبل أن تفنى الأمة اليابانية بمزيد من هذه الضربات، إلا أن الاستسلام العربى لن ينقذ الأمة بل قد يفرض عليها بداية طريق النهاية بالفعل
و قد تحدثت و كتبت فى موضوع ما يسمى صفقة القرن مرات و مرات، و فندت رفضى لها أو حتى لتسميتها بالصفقة، فهى ليست صفقة بقدر ما هى محاولة إملاء أوامر و رغبات لطرف قوى على طرف يظنونه بلاحول و لا طول و لا قوة
و نفيت عن مصر فكرة دخولها المزعوم فى الصفقة بمنح أراضى فى سيناء
و راهنت - و هذا هوا الأهم - على قوة الشعب الفلسطينى و صموده الذى سيقتل هذا المشروع و يمنع مروره لأبعد من رؤوس مخططيه و لو بأمتار قليلة
لكن ينزعج البعض من حضور عربى لبعض الدول فى مؤتمر المنامة بالبحرين الذى يعد بداية خطة ترامب و رغم أنا هذا الحضور يزعجنى انا أيضاً، لكن هناك بعد الدول التى تجد نفسها فى موقع يمنعها من رفض دعوة أمريكية
فدعونا نسلم أن بؤس الوضع العربى الشامل هو ما مهد لظهور مثل هكذا مشروعات للتسوية استغلالا لتردى العربى فى أتون صراعات داخلية فى كل قطر شغلت قادته عما سواها
فكل بلد عربى الأن إما فى أتون حرب أهلية أو دولة فاشلة أو صراع على السلطة يحتاج لاعتراف و دعم دولى و اهمها دعم أمريكى
فكيف لأنظمة لديها مثل هذه الأوضاع ان ترفض دعوات من أمريكا و هى تسعى لنيل رضاها
بعض هذه الدول تتحدث عن حضور و مشاركة على أى مستوى ،و هى تقول فى نفسها، "فلنحضر و لنترك الفلسطينيين ليرفضوا أو يقبلوا فإن قبلوا فهى قضيتهم و إن رفضوا فلن نجبرهم على شىء"
إذن الرهان كله على الشعب الفلسطينى ، سواء رهان المراقبين أو رهان الأنظمة العربية التى تجد نفسها فى حرج بين مسئوليات التاريخ و حرج الموقف أمام أمريكا
لابد أن نقدر البؤس العربى الشامل الذى خلقته أمريكا و حلفاءها فى المنطقة خلال العقد الأخير و الذى أنتج الحالة التى تستغلها الأن لمشروع تظن أنه سينهى قضية فلسطين و هو ظنٌ واهم
فلم يثبت تاريخيا أن انتهت قضية شعب مقاوم رفض الاستسلام، لكن الثابت الوحيد أن من قبل الاستسلام انتهى أو تمت عملية هندسته وراثيا على مقاس خصمه