الشيخ سعد الفقى يكتب: معاش للقاتل

  لم يكن يوما عاديا عندما ترامي الي مسامعي حاله من الهرج والمرج خارج المكتب وأصوات غير مألوفه وصرخات من شخص تبين لي عندما رأيته أنه يعاني( ظروفا نفسيه ) .... مرات عديده تقابلت مع هؤلاء وكنت أشفق عليهم. فهو يعاني مرضا لايعيبه وربما كان العيب في المحيطين به وقد اهملوه لسنوات حتي وصل إلي هذه الحاله المزمنه . حاولت احتضان الشاب الثلاثيني والحمد لله نجحت المحاولة وبعد محاورات معه فهمت أنه يعمل اماما وخطيبا بأحد المساجد وعرفت،من،خلال الاتصال بمدير الاداره أنه دائم الحصول علي الاجازات المرضيه تألمت كثيرا لحالته فهو في ريعان الشباب وقد،علمت أنه متزوج وله،ثلاثه من الأبناء جميعهم أطفال قبل السادسه .. مرت الايام والشهور وانا احاول الاطمئنان عليه من خلال مدير الاداره وفي كل مره،كان يقول لي انه دائم الحضور الي الاداره والشجار مع الزملاء والإداريين وكنت أوصيه به خيرا وله رخصه وهو يحتاج الي يد حانيه تربت علي كتفه وتخفف عنه ما يعانيه وهو أمر ربما لايدركه كثيرون .. صباح احد الأيام اتصل بي مدير الاداره وأخبرني بالخبر والفاجعه أن الشيخ المريض قام،امس ليلا وذبح زوجته وأولاده الثلاثه جريمه هزت الأركان وتناولتها وسائل الإعلام دون رحمه بأهالي الضحايا أو بالجاني المريض .. تم القبض علي الجاني بمعرفه رجال الشرطه وتم العرض علي النيابه وطلب محاميه العرض علي الطب النفسي .. وجاء قرار النيابه يحول المذكور الي مستشفي الأمراض النفسية والعصبيه بالقاهرة لمتابعه حالته،وعرض تقرير واف. وجاء التقرير ليسدل الستار علي جريمه أرتعدت،من هولها،الفرائص ونشرت حاله من الذعر بين الناس .. أن المذكور يعاني أضطرابات نفسيه وعصبيه ولا يدري ماذا يفعل ؟؟؟ ( حفظت القضيه) وتم الحجر علي الجاني ومازال ..يوما آخر حضر قريب له وهو يحمل ملفا متخما بالأوراق وقد طلب مخاطبة المعاشات لمنح،الورثه،المعاش المستحق كان أمرا جديدا ( معاش للقاتل) وبالفعل تم مخاطبة الهيئة القومية للمعاشات،بالقاهرة وجاء الرد عبر اداره،الفتوي نعم لورثه القاتل المعاش المقرر وقد تم .. الشيخ / سعد الفقي كاتب وباحث