ناصر أبوطاحون يكتب : الجيش فى دائرة تنشين الأعداء

فى عام 2013 كتبت مقالا بعنوان "الجيش المصرى بيضة الديك"  فى توقيت عمليات ممنهجة تجرى على امتداد الوطن العربى لتدمير الجيوش النظامية الوطنية تمهيدا لتفتيت الدول العربية و أشرت إلى الجيش المصرى باعتباره بيضة الديك التى يسعى اليها اعداء مصر و بيضة الديك تعبير لغوى يعنى الهدف الغالى او المستحيل او الذى يصعب تحققه، لأن الديك لا يبيبض، فماذا لو باض ؟؟ وقتها يكون الأمر مذهل حقاً و لم اكن أنطلق فى كلامى من منطق شوفينى متعصب، إنما من واقع حقائق التاريخ التى أنصفت الجيش المصرى على مدار تاريخه أما عن المقال فيحتاج البحث عنه لمعجزة للعثور عليه مرة ثانية أما مناسبة استعادة ذكرى ما كتبت فيتعلق بالوضع الذى وصلنا اليه بعد ثورتين كان الجيش فى القلب منهما و كيف أن نجاة الجيش المصرى من مصير ما لحق بجيوش و دول اخرى بالمنطقة جاءت لحزمة من الأسباب و الحقائق و الظروف الطبيعية و كلها تتعلق بطبيعة تكوين الجيش من نفس عجينة عموم المصريين و هو ما جعل الجيش و الشعب شيئاً واحداً بشكل مستمر، و ليس مجرد شعار و مع سريان ماء كثير فى النهر و تدفق الأحداث و تواليها ، حدثت متغيرات كثيرة، و رغم نجاة الجيش من مصير التدمير لوحدة و التفاف الشعب المصرى حوله، إلا أن المعركة استمرت، و لازال الجيش فى قلب دائرة التنشين لأناس من الداخل و الخارج و تزايدت عمليات التنشين و تجد من يدفعها لأسباب كثيرة لم يأتى وقت الحديث عنها بعد، و ليس ببعيد عن هذه المعركة ما تفجر منذ أيام على لسان المقاول الهارب محمد على و محمد على هو أحد المقاولين الذين أثروا من الفساد قبل ثورة يناير مع نظام حسنى مبارك، و استمر يتعامل مع الدولة و الجيش حتى هروبه قبل عام و لا يستطيع احد ان ينكر ذلك و قد يكون فى كلامه واحد فى المائة فقط صحيحا، و الباقى اكاذيب و لكن الواحد فى المائة يحتاج توضيحا و شرحا لكى نفهم كيف تسلل شاب قليل التعليم و محدود القدرات الى داخل تلك المنظومة؟؟ و كيف استأمنته الدولة على بناء و صيانة اماكن حساسة مثل اقامة رئيس الدولة ؟؟ مقر اقامة الرئيس لايجب أن يكون متاحاً لأى شخص، و يجب أن تكون عملية بناءه او صيانته بمعرفة شركة حكومية كبرى تستطيع الحفاظ على اسرارها، فكيف استأمنوا محمد على عليها ؟ هناك أخطاء كثيرة تحتاج لمعالجة بعيدا عن حملات السباب المتبادل ، ولن يتم معالجتها قبل أن نعترف بوجودها فالإعتراف هو أول خطوات العلاج و يجب أن نسعى و بسرعة لإخراج الجيش من دائرة التنشين التى تم وضعه فيها، فوحدة الجيش و قوته و كونه جزء من سبيكة الشعب المصرى القوية هى الأهم الأن